❊ مسار ليبي - ليبي يرأب الصدع وينهي الأزمة بصفة نهائية ❊ على الأطراف الأجنبية رفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي ❊ ستيفاني خوري: دور الجزائر أساسي في دعم جهود حل الأزمة الليبية جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أول أمس ،"دعوة الجزائر ومطالبتها لجميع الأطراف الأجنبية برفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي ووضع حد للسياسات والممارسات والتصرفات التي تغذي الانقسام وتزرع الفرقة وتعمق الهوة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الموحدة، معربا عن القناعة الراسخة للجزائر لإنهاء هذه التدخلات، قصد تمكين الأشقاء الليبيين من تجاوز التجاذبات والاستقطابات الراهنة. أبرز عطاف في تصريح صحفي عقب استقباله رئيسة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني خوري، التي تقوم بزيارة إلى الجزائر في إطار التشاور والتنسيق بين الجزائر ومنظمة الأممالمتحدة حول تطورات ومستجدات المشهد الليبي، أهمية "إيجاد أرضية توافقية تكرس مساهمة الجميع في مسار ليبي - ليبي يطوي صفحة الخلافات ويرأب الصدع وينهي الأزمة بصفة نهائية". ويرى وزير الخارجية أن هذه الأرضية التوافقية لا بد أن تفضي إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة يمنح من خلالها الشعب الليبي الشرعية لمن يراهم الأكفأ والأقدر على تمثيله والذود عن مصالحه وتتولد عنها مؤسسات موحدة وقوية، رادعة ومبطلة لكل مفعول من مفاعيل التدخلات الأجنبية ومن شأنها أن تعيد لدولة ليبيا هيبتها ومكانتها الطبيعية والمستحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأكد في هذا الصدد على أربع أولويات رئيسية لا بد من التركيز عليها في الوقت الراهن، حيث تتعلق الأولى بتفادي تحويل الاستحقاق الانتخابي في ليبيا إلى غاية بحد ذاتها، فالغاية تبقى أشمل وأوسع، مبرزا أن نجاح هذا الاستحقاق "يتوقف على مدى التقدم المحرز في العمل التحضيري الذي ينبغي استنفاذه على أكمل وجه. أما الأولوية الثانية - يضيف الوزير - فهي أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والعمل على تثبيته، مشددا بعد ترحيبه بكل المبادرات والرغبات والمسارات التي تضع نصب أولوياتها حل الأزمة الليبية، على ضرورة أن تكون هذه الأخيرة "امتدادا وسندا وعونا للجهد الأممي الذي يبقى المرجع الأساسي الذي تتجسد فيه ثوابت حل الأزمة الليبية وكذا معالمها وضوابطها" وذلك كأولوية ثالثة. بينما تتمثل الأولوية الرابعة في عدم التخلي عن مشروع المصالحة الوطنية الليبية، مبرزا أنه بالرغم من كل الصعوبات التي اعترضت سبيل هذا المشروع إلا أنه يبقى يكتسي أهمية بالغة، كونه سيسهم لا محالة ولا ريب في بلورة أرضية جامعة وموحدة لجميع أبناء ليبيا، تنأى بهم عن نهج التجاذب والانقسام، وتبعدهم كل البعد عن منطق الغالب والمغلوب. وبخصوص لقائه مع المبعوثة الأممية، قال عطاف إن هذا الاجتماع شكل فرصة للاطلاع على الجهود والمساعي التي تبذلها الأممالمتحدة في سبيل الدفع قدما بالعملية السياسية لحل الأزمة الليبية والتي تدعمها الجزائر دعما كاملا غير محدود وغير مشروط، سواء من موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن أو من مواقعها المتعددة في مختلف التجمعات والمنظمات الإقليمية وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي. وإذ جدد الوزير دعم الجزائر للأمم المتحدة وثقتها بأهليتها وقدرتها على تحقيق الهدف المنشود، فإنه تأسف ل »كون الأزمة الليبية تخطت منذ بضعة أشهر عامها الثالث عشر، ومع زيادة عمرها تزداد بذات القدر تعقيداتها وتنحسر بقدر مماثل آفاق الحل السياسي الذي طالما سعت جاهدة وبإخلاص من أجل تحقيقه وتثبيت أسسه ومقوماته". وأرجع عطاف طول أمد الأزمة الليبية في المقام الأول إلى تزايد وتعاظم وتعقد التدخلات الخارجية في شؤون هذا البلد الشقيق، مضيفا أن مفتاح حل هذه الأزمة يكمن أساسا في استبعاد وإنهاء هذه التدخلات بجميع أشكالها ومضامينها ومآربها السياسية والعسكرية والأمنية. ووجه الوزير شكره للأمم المتحدة على حرصها على التشاور والتنسيق مع الجزائر، مؤكدا أن الأخيرة ستواصل تقديم كل الدعم والسند للجهود الأممية المتواصلة وفي مساعيها الحثيثة من أجل ضمان مستقبل أفضل لليبيا الشقيقة ولشعبها الأبي الذي يستحق منا كل التضامن والتآزر والتعاضد. بدورها، أكدت ستيفاني خوري أن الجزائر لها دور مهم وأساسي في دعم جهود الليبيين للتوصل إلى حل للأزمة الليبية، لافتة إلى أن النقاش الذي جمعها بالوزير عطاف كان عميقا ومفيدا جدا، حيث تم التطرق إلى التحديات من ناحية الانقسامات الأمنية والاقتصادية وكذا من ناحية الاستقرار في المنطقة وليس فقط في ليبيا. وأضافت أنه تمت إلى جانب ذلك مناقشة الأهداف المشتركة بين الأممالمتحدةوالجزائر والتي تصب في صالح الشعب الليبي من أجل الوصول إلى دولة ليبية موحدة دون انقسامات وكذا استقرار المنطقة ككل.