❊ الرئيس تبون قوي بمواقفه واستراتيجيته لإرساء السلم والأمن بالمنطقة ❊ تقوية الشراكة مع الجزائر وفق رؤية استراتيجية دون مساومات ❊ فرنساوالإمارات تخطبان ودّ الجزائر برسائل لفتح صفحة جديدة ❊ دول صديقة وشقيقة تعتزم تعميق التعاون مع الجزائر تشكّل برقيات التهاني والمكالمات التي يتلقاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من قادة دول صديقة وشقيقة بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة ثانية، تأكيدا على البُعد الاستراتيجي الذي توليه هذه الدول في علاقتها مع الجزائر، بغية مواصلة تقوية الشراكة البينية في شتى المجالات، بالنظر إلى وزن الجزائر في المنطقة الإفريقية، العربية والمتوسطية ودورها الوازن، في تسوية الملفات الثقيلة التي تؤرّق السلم والأمن الدوليين، فضلا عن التحديات الاقتصادية التي تجعل من الجزائر من أبرز الشركاء بالنظر للإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها. استأثرت برقية التهنئة التي تلقاها الرئيس تبون من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون باهتمام المتتبعين، بعد التشنّج الذي عرفته العلاقات الثنائية مؤخرا إثر إعلان باريس الدوس على الشرعية الدولية، من خلال اعترافها بما يسمى بمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية . ويلاحظ عديد المتابعين للشأن الإقليمي، أن برقية تهنئة ماكرون للرئيس تبون بمناسبة انتخابه لولاية جديدة، رسائل وإشارات جديدة للطرف الفرنسي للمضي قدما بالعلاقات الثنائية نحو فضاء أرحب، خاصة بعدما وصف الرئيس الفرنسي العلاقات مع الجزائر بالاستثنائية، مؤكدا عزمه على مواصلة العمل الطموح بحزم وفق ما تضمنه إعلان الجزائر، لتجديد الشراكة بين البلدين. كما تعكس برقية التهنئة والمكالمة الهاتفية التي تلقاها الرئيس تبون من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، التوجه الجديد الذي تسعى أبو ظبي لبلوغه في علاقاتها مع الجزائر بعد الفتور الذي اعتراها في المدة الأخيرة، حيث اتفق القائدان "على لقاء قريب يجمعهما". ويعد الرئيسان الفرنسي والإماراتي من أول المهنئين لرئيس الجمهورية، بمناسبة انتخابه لعهدة رئاسية جديدة، مما يبرز إرادة باريس وأبو ظبي لفتح صفحة جديدة من التعاون والشراكة مع الجزائر، باعتبارها فاعلا رئيسيا في المنطقة، فضلا عن وزنها الجيو استراتيجي الذي لا يمكن تجاوزه خاصة في ظل التحوّلات العالمية الجديدة، كون الجزائر تبقى من الدول القليلة التي تبقى متشبثة بمواقفها ومبادئها في السياسة الخارجية، ما جعلها تحظى بالمزيد من الاحترام. كما أن الإمكانيات الاقتصادية التي تزخر بها الجزائر على ضوء سن قوانين جديدة مشجعة للاستثمار، باتت تسيل لعاب عديد الشركاء، ما يعني أن الفائز بأكبر عدد من الصفقات وفق قاعدة "رابح-رابح" سيكون دائما قريب من التحوّلات الجيو استراتيجية الجديدة، في الفضاء المتوسطي والعربي والإفريقي وذلك في إطار احترام السيادة الوطنية. وإذ يمكن تصنيف بعض برقيات التهنئة في إطار السعي لفتح صفحة جديدة مع الجزائر وفق رؤية براغماتية، فإن برقيات عدد من قادة ورؤساء "الصديقة والشقيقة" للجزائر تعد بمثابة رسائل تجديد للعهد مع الشراكة والتعاون المتبادل وتعميقيه بما يصلح للشعوب، في ظل تطلع الجزائر مواصلة فتح ورشات كبرى ومشاريع استراتيجية في شتى القطاعات، حيث أكد رئيس الجمهورية خلال حملته الانتخابية أن عهدته الثانية ستكون "اقتصادية بامتياز ". وعليه، فإن الدول التي تسعى لفتح صفحة جديدة تبتغي مراجعة سياستها الاقتصادية وفق الشروط التي تمكنها من ولوج السوق الجزائرية، بعيدا عن المساومات والمساس بسيادة البلاد، التي تعتبر خطا أحمر، في حين ستحرص الجزائر على تقوية علاقاتها مع شركائها التقليديين من باب الوفاء بالتزاماتها في اطار المصلحة المتبادلة. وبما أن تعزيز التعاون الاقتصادي يعد امتدادا للأمن والسلم وفق إيديولوجية السياسة الخارجية للجزائر، فإن الاستقرار السياسي الذي تتمتع به بلادنا يعزز من قناعة الشركاء بضرورة نسج علاقات قوية مع الجزائر، كون استثماراتها ستكون في مأمن كبير ولا خوف عليها. كما يعكس ذلك أيضا الثقل الدبلوماسي للجزائر على المستوى الدولي، خاصة وأنها تشغل منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن للأمم المتحدة، حيث تؤكد على أهمية استتباب الأمن والسلم في المناطق التي تشهد بؤر التوتر كشرط للنهوض بالتنمية. يأتي ذلك في الوقت الذي تراهن فيه بعض الدول على دور الجزائر في تسوية ملفات ثقيلة مازالت تثقل كاهل الهيئة الأممية على غرار القضية الفلسطينية التي بذلت فيها الجزائر جهودها من أجل إيصال صوت الحق إلى العالم وجعلها في صدارة أجندة مجلس الأمن بعد محاولات تهميشها.