استقبلت عيادة "بوكرو" بحي زواغي سليمان في قسنطينة، خلال يومين، حوالي 500 طفل، جاءوا من مختلف أنحاء الوطن، أغلبهم من شرق البلاد، استفادوا من فحص مجاني من طرف أطباء مختصين، قدموا من مصحة "جوفان" التركية، المتواجدة بالعاصمة أنقرة، في إطار الاتفاقية المبرمة بين المصحة الجزائرية ونظيرتها التركية. حسب السيد نبيل بوكرو، مدير العيادة الجزائرية، فإن هناك 250 طفل استفادوا من فحوصات يوم الجمعة، إلى جانب 250 تم فحصهم يوم السبت، وقال إن هذه المبادرة تدخل في إطار العمل مع الاتراك، لتبادل الخبرات والاستفادة من المهارة الأجنبية في تحسين وتطوير الجانب الطبي بعاصمة الشرق على وجه الخصوص، وبالجزائر بشكل عام. أوضح السيد نبيل بوكرو، أن هذه المبادرة الثانية من نوعها، بعد الأولى التي أشرف عليها أطباء من مستشفى "جوفان" التركي، خلال شهر ماي الفارط، والتي استفاد من خلالها حوالي 1200 إلى 1400 جزائري من فحوصات عامة مجانية، أثمرت بتحويل 7 حالات إلى أنقرة من أجل إجراء عمليات جراحية معقدة، على غرار زراعة الكبد ونزع الأورام. اعتبر مدير مصحة "بوكرو" بقسنطينة، أن العمل مع الأتراك، سمح للكفاءات الجزائرية بكسب المزيد من الخبرة، سواء بالجزائر، أو حتى من خلال السفر إلى تركيا، لحضور عمليات جراحية معقدة، مضيفا أن المصحة التي يشرف عليها، تراعي الجانب الإنساني بالدرجة الأولى، قبل التفكير في الجانب المادي، وكشف عن التكفل بحالات معقدة، تم علاجها بتركيا على حساب المصحة. تحدث نبيل بوكرو عن أهمية تطوير السياحة العلاجية في الجزائر، والتي تعد من بين أهم الاستمارات التي باتت تتبنها العديد من الدول، وعلى رأسها تركيا، مضيفا أن التوجه إلى أرض العثمانيين، جاء بناء على عدة عوامل، أهمها تواجد خبرات طبية، يمكن تصنيفها من بين الأحسن على المستوى العالمي في عدد من التخصصات الطبية والجراحية، مضيفا أن مصحته، ستستقبل خلال الأيام المقبلة، مختصا في طب النساء والتوليد، من تركيا، يعد الأول في تخصصه في العالم، حيث سيشرف على أيام تكوينية لفائدة أطباء جزائريين، وقال إن المصحة تخطط في المدى المتوسط، للتحكم في إجراء عمليات الباركينسون بأيادي أطباء جزائريين. من جهتها، كشفت السيدة زينب لعمارة، ممثلة مستشفى "جوفان" التركي، أن هذه العيادة التركية المتواجدة مند 1974 بالعاصمة أنقرة، تقدم خدمات في مختلف التخصصات الطبية والجراحية، وأن العمل مع طرف جزائري، سمح لها بتقديم خدمات لعدد من الجزائريين، معتبرة أنها ووفقا الاتفاقية المبرمة مع مصحة "بوكرو"، فإنها تراعي الجانب الإنساني في هذا العمل، من خلال التخفيضات المعتبرة التي تقدمها وتسهيل الدفع بالتقسيط للعمليات، في الحالات المستعجلة. ووقف الأطباء الأتراك، الذين كانوا مرفقين بأطباء جزائريين، خلال معاينتهم لأكثر من 500 طفلا مريضا، على أهم الأمراض التي يعاني منها الأطفال، والتي تم حصرها في ارتفاع مستوى الخصيتين، السكوليوز أو اعوجاج العمود الفقري، السبينا بيفيدا أو السنسنة المشقوقة، التي تصيب النخاع الشوكي، في حين تم حصر أمراض العيون في الحول، تشوهات القرنية، ارتفاع ضغط العين وتقرر تحويل حوالي 30 حالة إلى تركيا لمواصلة العلاج.