قال إنّ الجزائر لن تتخلّى عن فلسطين.. الرئيس تبّون: الخلاف مع فرنسا مُفتعل.. الرئيس يُجدّد التزامه برفع الأجور ومنحة البطالة س. إبراهيم صرّح رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن الخلاف بين الجزائروفرنسا مفتعل بالكامل واصفا ما يحدث حول هذه المسألة بالفوضى و الجلبة السياسية مشيرا إلى أن هناك فوضى عارمة وجلبة سياسية (في فرنسا) حول خلاف تم افتعاله بالكامل مضيفا: نعتبر أن الرئيس ماكرون هو المرجع الوحيد ونحن نعمل سويا . وذكر رئيس الجمهورية في لقائه الإعلامي الدوري الذي بث سهرة السبت على القنوات التلفزيونية والاذاعية الوطنية أنه بالفعل كان هناك سوء تفاهم لكنه يبقى رئيس الجمهورية الفرنسية وبالنسبة لي فإن تسوية الخلافات يجب أن تكون سواء معه أو مع الشخص الذي يفوضه أي وزيره للشؤون الخارجية وهو الصواب . وتابع رئيس الجمهورية قائلا: فيما يخصني فإن ملف الخلاف المفتعل بين أياد أمينة بين يدي شخص كفء جدا يحظى بكامل ثقتي ألا وهو وزير الشؤون الخارجية السيد أحمد عطاف . وأشار من جهة أخرى إلى أن الجزائروفرنسا دولتان مستقلتان: قوة إفريقية وقوة أوروبية ورئيسان يعملان سويا مؤكدا أن الباقي لا يعنينا . وبخصوص زيارات المسؤولين الرسميين الفرنسيين إلى الأراضي الصحراوية المحتلة أوضح رئيس الجمهورية أن هذه الزيارات ليست استفزازا . واسترسل قائلا سأشرح في اليوم الذي أفهم فيه. لسنا مغفلين فنحن نعلم تماما أن مسألة الحكم الذاتي فرنسية قبل أن يتولى جيراننا من الجهة الغربية الدفاع عنها مصيفا أن فرنسا والمغرب يتفقان جيدا وهذا أمر لا يزعجنا إلا أن المشكل يكمن في طريقة التباهي تلك فهي تضايق الأممالمتحدة والشرعية الدولية . وبعد أن ذكر بأن فرنسا الرسمية قد اعترفت باغتيال بن مهيدي أكد رئيس الجمهورية أن التاريخ نعرفه ولا نعيد كتابته وهو ما يقودنا إلى مسألة الذاكرة . وتابع قائلا: يصبح الوضع (بالنسبة لفرنسا) لا يطاق عندما يتم التستر على العيوب وهذا يحيلنا على مسألة حرية التعبير مستشهدا بجان ميشال أباتي و أنصار دريفوس والأوامر بالإبعاد من التراب الفرنسي (خاصة ضد الشخص الذي ندد بالإبادة في غزة). وأضاف بالنسبة لهم (الفرنسيين) الحرية هي أن أقول ما أريد وأنت تسكت: نحن لا نسكت مشددا على ضرورة التحلي بالحكمة فهناك فرنسيون يحبوننا وساعدونا . كما أكد رئيس الجمهورية أن هناك صحفيون فرنسيون نزيهون وشجعان يقولون الحقيقة لدينا العديد من الأصدقاء في فرنسا مثل أودان ومايوه وسارتر وسيمون فاي وجيزيل حليمي . الدولة بالمرصاد لكل من يحاول استهداف استقرار الوطن أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن الدولة ستقف بالمرصاد لكل من يحاول استهداف استقرار الوطن والمساس بالوحدة الوطنية وبقيم المجتمع الجزائري تحت مسمى حرية التعبير . وجدّد رئيس الجمهورية رفضه ل مسمى حرية التعبير عندما يأخذ صورة الشتم والتجريح والتشويه في حق العائلات والأشخاص مبرزا أن الدولة ستقف بالمرصاد لكل ما من شأنه أن يستهدف زعزعة استقرار الوطن ويمس بالوحدة الوطنية وبقيم المجتمع الجزائري وتقاليده . وأوضح رئيس الجمهورية بهذا الخصوص أن حرية التعبير بالانتقاد لم يتم منعها أبدا في الجزائر دون أن يعني ذلك المساس بالتقاليد وبالثقافة الأصيلة لمجتمعنا مشددا على الرفض القاطع ومحاربة كل ما من شأنه المساس بخصوصية مختلف مناطق الوطن وكل ما يستهدف الوحدة الوطنية . وبخصوص الانتقادات التي توجه للجزائر حول ملف حرية التعبير ذكر رئيس الجمهورية أن تلك الانتقادات ترمي أساسا إلى زعزعة استقرار الوطن مشيرا إلى أن كل من يعمل على ذلك فهو عميل وينتمي إلى الطابور الخامس . كما توقف رئيس الجمهورية عند مفهوم الديمقراطية مبرزا أن تغليب رأي على آخر اعتمادا على مبادئ منحرفة سيكون أمرا مجحفا ومناف لأصول وقيم مجتمعنا . وأضاف في نفس السياق أن الجزائر ليست دولة شمولية مثلما يحاول البعض الترويج له تحت مسمى حرية التعبير مبرزا أن المجتمع الجزائري لديه خصوصيات وجب احترامها . لن نتخلى عن فلسطين أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ان الجزائر لن تتخلى عن فلسطين وستواصل دفاعها عنها كما فعلت دوما وايضا المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم في قطاع غزة. وقال رئيس الجمهورية إن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين فنحن دافعنا عنها وسندافع مبرزا المعركة التي تقودها الجزائر في هذا الخصوص على مستوى الاممالمتحدة. وأضاف: نحن أول من نادى بمعاقبة المسؤولين عن المجازر في غزة ولا زلنا مجددا التذكير بأن القضية الفلسطينية قضية جوهرية تتطلب الاجتماع والتفاهم بشأنها ومستغربا تلك الاجتماعات الجزئية التي جرت بخصوص الوضع في فلسطين. وفي السياق أعاد رئيس الجمهورية التذكير بموقف الجزائر بخصوص الجامعة العربية ومطالبتها منذ السبعينات بضرورة اعادة ترتيب البيت العربي موضحا ان هذه الهيئة الاقليمية انشئت قبل الحرب العالمية الثانية وان كل المؤسسات تغيرت وهي باقية على حالها . وبخصوص العلاقة مع إفريقيا أفاد رئيس الجمهورية أن هدف الجزائر هو وحدة القارة ولم الشمل كما أكد عليه الزعماء السابقون مستدلا في هذا الاطار بالمبادرات التي تقوم بها الجزائر من استقبال للطلبة في الجامعات الجزائرية وحتى في المدارس التابعة للجيش الوطني الشعبي. و أضاف: وفي المجال الاقتصادي نحاول قدر المستطاع ان يكون فيه تبادل حر مع دول القارة. كما فتحنا بنوكا وخطوطا جوية وبحرية مع السنغال وموريتانيا. نحاول قدر المستطاع تدارك علاقاتنا مع القارة بعدما أدرنا ظهرنا لإفريقيا في السابق . وفي الساحل قال الرئيس تبون إن الماليين فهموا أن الجزائر بلد شقيق وليس جارا فقط لم يحاول أبدا فرض اي شيء عليهم ونفس الشيء بالنسبة للنيجر غير أن طرفا ثالثا (لم يسمه) يحاول التأثير من خلال نشر الأخبار الكاذبة . الجزائر تلعب دورا محوريا وبخصوص اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر قال رئيس الجمهورية أن الأشقاء الماليين أحرار في استئنافه والعمل به مشددا على أن الاتفاق لم يوجد للتدخل في الشؤون الداخلية لمالي. كما أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تلعب دورا محوريا في التقارب بين دول المغرب العربي حيث تجري مشاورات يومية مع تونس وموريتانيا وظرفية مع ليبيا . وتأسف الرئيس تبون من الفراغ الذي يعرفه المغرب العربي حيث تتصرف دول هذا الفضاء بشكل فردي في الوقت الذي أسست فيه دول الساحل مؤخرا تكتلا خاصا بها يجب التعامل معه وهو ما قامت به كذلك من قبل دول منطقة غرب إفريقيا. وشدد رئيس الجمهورية على أن الجزائر تعمل قدر المستطاع حتى لا تقصي أي طرف حيث يبقى هدفها الأسمى هو لم الشمل في فضاء بحاجة إلى التأطير مجددا مذكرا في هذا السياق بالاتفاقية التي تم توقيعها بين الجزائروتونس وليبيا بخصوص المياه الجوفية الألبية. وتطرق رئيس الجمهورية إلى علاقات الجزائر بعدد من الدول من بينها اسبانياوألمانيا حيث اكد ان العلاقات مع مدريد تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية بعد فترة فتور بين الطرفين. أما العلاقات مع ألمانيا فقال الرئيس انها هي الاخرى مميزة والألمان كانوا على الدوام اصدقاء وأكد على أنه ليس للجزائر اي مشكل مع أي دولة أوروبية . كما أوضح رئيس الجمهورية بخصوص علاقات الجزائر مع الولاياتالمتحدة بأنها تتحسن يوميا وقد وقعنا اتفاقيات عسكرية مع واشنطن موضحا في السياق على ان الاتفاقيات الأخيرة الموقعة بين البلدين لن تؤثر على علاقات الصداقة مع روسيا والصين وايضا مع دول اخرى مثل الهند وان الجزائر ملتزمة بموقف عدم الانحياز . وكشف رئيس الجمهورية في هذا السياق على السعي المستمر لفتح خط جوي مباشر بين الجزائر ونيويورك. التزام بمواصلة رفع الأجور ومنحة البطالة بصفة تدريجية جدد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التزامه بمواصلة رفع الأجور ومنحة البطالة بصفة تدريجية منوها بالروح الوطنية العالية لدى جيل الشباب الذي يعتز ويفتخر ببلاده . وقال الرئيس تبون إنه لا بد من مواصلة رفع منحة البطالة تدريجيا (..) وأنا التزمت بذلك مثلما التزمت برفع الأجور إلى 100 بالمائة مذكرا بأن الزيادة في الأجور بلغت نسبة 47 بالمائة. وأكد رئيس الجمهورية في هذا الاطار أن مواصلة تحسين الأجور سيكون وفق الظروف الاقتصادية للبلاد وفي إطار المعقول دون الإخلال بميزانية الدولة . وبالمناسبة نوه السيد رئيس الجمهورية ب صحوة شباب اليوم الغيور على بلاده والفخور بها في الداخل والخارج مشيرا إلى أن الشباب الجزائري أصبح يفتخر بمنتوج بلاده ذي الجودة العالية وهذا ما يمثل مصدر فخر واعتزاز ودليل على الروح الوطنية التي يتمتع بها جيل اليوم الأمر الذي يزعج بعض الأطراف . وقال رئيس الجمهورية: إننا نعيش اليوم في جزائر جديدة مشيرا إلى أن الفضل في ذلك يعود ليس فقط لرئيس الجمهورية أو للحكومة بل لكل الجزائريات والجزائريين . الدولة ماضية في العمل من أجل تعميم الرقمنة أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن الدولة ماضية في العمل من أجل تعميم الرقمنة وذلك قبل نهاية السنة الجارية. وخلال لقائه الإعلامي قال رئيس الجمهورية أن الدول العصرية تقوم على أرقام دقيقة وبهامش خطأ بسيط وليس عشوائيا مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الجزائر ماضية في العمل على تعميم العمل بالرقمنة على أن يتم الانتهاء من ذلك قبل نهاية سنة 2025 . واعتبر في ذات السياق أن الاعتماد على نظم الرقمنة والحواسيب من شأنه إضفاء طابع الشفافية على كل العمليات وهو ما سيسهم -مثلما قال-في ضبط مصاريف الدولة . وجدد رئيس الجمهورية بالمناسبة التأكيد على الطابع الاجتماعي للدولة وفاء لما أسس له شهداء الثورة التحريرية وما تضمنه بيان أول نوفمبر مبرزا أن الجزائر ماضية في هذا المنهج . حوار وطني جدد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التزامه بفتح حوار وطني مع نهاية السنة الجارية وبداية 2026 معربا عن أمله في أن يكون هذا النقاش مفيدا للبلاد. وتطرق رئيس الجمهورية إلى مسألة فتح حوار وطني جامع حيث قال بهذا الخصوص: أنا أفي دوما بالتزاماتي لكن في الوقت المناسب وسبق لي أن صرحت بفتح حوار وطني أواخر 2025 وبداية سنة 2026 يتعلق بمستقبل البلاد . وعن اختيار هذا التاريخ أوضح رئيس الجمهورية قائلا في اعتقادي سنكون في هذه الفترة قد قضينا تقريبا على كافة المشاكل الموروثة وتمكنا من سد كل الثغرات ما سيسمح لنا بالتفرغ للأمور السياسية الجامعة معربا عن أمله في أن يكون هذا النقاش مفيدا للبلاد وليس للأشخاص . وفي سياق ذي صلة أشاد رئيس الجمهورية ب التطور الكبير الذي يشهده مستوى الوعي الجماعي لافتا إلى أن أغلبية الشباب الجامعي لديه القدرة على قراءة الأحداث . وذكر بأنه كان قد تعهد خلال الحملة الانتخابية الخاصة بالعهدة الرئاسية الأولى بالعمل على تسليم المشعل للشباب وهو ما يجري تجسيده حاليا عبر تمكين هذه الشريحة الهامة من المجتمع من تعزيز تواجدها في المجالس المنتخبة المحلية والوطنية وهي الجهود التي ترمي -مثلما قال- إلى خلق نخبة سياسية جديدة وحتى اقتصادية اعتمادا على المقاولين الشباب . وشدد رئيس الجمهورية مرة أخرى على أن كل الجزائريين سواسية أينما كانوا ولهم الحق في الاستثمار في بلدهم الأم مشيرا في هذا الصدد إلى وجود مشروع للم شمل كل الخبراء الجزائريين في منظومة ستشكل قوة اقتراح وهي الخطوة التي تندرج في إطار تعزيز اللحمة الوطنية .