اعتبر خبراء في الاقتصاد قرار رفع المنحة السياحية السنوية بشكل معتبر جدا، ومنحتي الطلبة والحج، يصبّ في خانة صون كرامة المواطن، التي يحرص الرئيس تبون على جعلها أولى الأولويات منذ توليه سدة الحكم في الجزائر. أوضح الخبير الاقتصادي عبد الرحمان عية ل"المساء"، أمس، أن القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء أول أمس، برفع المنحة السياحية لكل المواطنين مرة في السنة بشكل معتبر جدا وكذا منحة الطلبة والحجاج الميامين، يصبّ في خانة صون كرامة المواطن، جاء في الوقت المناسب من أجل حماية العملة الوطنية وعدم إعطاء مؤشر سلبي عن الاقتصاد الجزائري. وأضاف عية أن القرار لابد أن يؤطر من الناحية الاقتصادية بناء على دراسة من خلال تشكيل لجنة عمل تقنية وممثلين عن بنك الجزائر من الذين يديرون شؤون النقد، مهنيين، وجامعيين مختصين. من جهته أفاد الخبير الاقتصادي حكيم بوحرب أن قرار رفع المنحة السياحية سيمكن المواطن من تحمل أعباء السفر في أريحية مالية دون عناء البحث عن العملة الصعبة في السوق السوداء، معتبرا أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب في ظل تذبذب وفرة العملة في السوق السوداء. بدوره، أكد بوحرب أن رفع المنحة السياحية يصبّ في خانة دعم القدرة الشرائية للمسافر، كما أنه مؤشر يؤكد أن الجزائر وصلت إلى تحقيق توازنات مالية كلية مطمئنة، وتعطي إشارة إيجابية للمستثمرين، خاصة ما تعلق بارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي، كما تبين أن الجزائر مقبلة على انفتاح أكبر في قطاعها المصرفي، قد تتبعه خطوات أخرى خلال المرحلة المقبلة. وأشار بوحرب إلى أن الاحتياطي النقدي الجزائري من العملة الصعبة تعافى بعد التراجع الذي عرفه في 2017 بسبب انهيار أسعار النفط، حيث بلغ حاليا ما قيمته 85 مليار دولار، وهو ما يسهل على الدولة تخصيص جزء من هذا الاحتياطي لمعالجة ملف المنحة السياحية. وأضاف أن رفع هذه المنحة يترجم مرة أخرى التزام الدولة بطابعها الاجتماعي، كما أنه سيخفف على المسافر عناء البحث عن العملة في السوق السوداء ويحد من هيمنة هذه السوق على بعض المؤشرات المالية، خاصة فيما تعلق بسعر العرض والطلب في المناسبات على غرار العطل وموسم الحج، حيث تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء العملة الصعبة. كما ثمّن قرار رفع منحة الحجاج ومنحة الطلبة داخل وخارج الوطن حفاظا على كرامتهم، مضيفا أن رفع منحة الطلبة تندرج في سياق اهتمام رئيس الجمهورية بفئة الشباب بما يمكنهم من مزاولتهم دراستهم في ظروف ملائمة، ومراهنته على هذه الفئة التي ستساهم بقدراتها التنموية في بناء الوطن.