الخبير رزيق ل"البلاد": "لا بد من اعتماد مؤسسات مصرفية لبيع العملات" أجبر الحجاج الجزائريون على تحمل تبعات تخفيض قيمة العملة الوطنية، في رحلة البحث عن العملة الصعبة استعدادا لانطلاق أولى الرحلات باتجاه البقاع المقدسة، حيث برمجت أول رحلة في ال26 من أوت الجاري، خاصة أن ارتفاع الطلب بسبب موسم الحج والصيف، الذي تكثر فيه عطل الجزائريين في الخارج تسبب في انخفاض العرض على مستوى السوق السوداء وعلى رأسها سوق السكوار الذي عاد إلى النشاط مؤخرا، وأدى إلى التهاب سعر العملة الصعبة على رأسها الأورو مقابل الدينار الجزائري الذي وصل إلى مستويات قياسية، نتج عنه تكبد مصاريف زائدة لم تكن في حسابات الحجاج. تتحضر أولى دفعات الحجاج للإقلاع نحو البقاع المقدسة بعد غد الأربعاء، وككل موسم يتهافت هؤلاء على الأسواق الموازية لتأمين ما يكفيهم من العملة الصعبة، إلى جانب جزائريين متوجهين نحو الخارج لقضاء العطل، ما تسبب في ارتفاع الطلب مقابل العرض وانعكس على أسعار العملات والتي وصلت إلى اقصى مستوياتها في الأيام الأخيرة. ويرى الخبير الاقتصادي كمال رزيق، أن الحاج الجزائري مضطر للاكتفاء بالمبلغ الذي تعطيه البعثة والمقدر بحوالي 2500 ريال سعودي، موضحا أن المبلغ يكفي الحاج في حال تقليص مقتنياته. أما بالنسبة للراغبين في التسوق بشكل فإنهم سيتأثرون بشكل كبير بانخفاض قيمة الدينار مقابل الأورو والدولار، حيث وصل السعر إلى 167 دج مقابل الأورو. وأضاف الخبير في اتصال ب«البلاد"، أن الحكومات المتعاقبة لم تكن جادة في نيتها في القضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة، مشيرا إلى أن تصريحات المسؤولين والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لا تعكس الواقع، خصوصا في ظل استمرار القيمة المتدنية للمنحة السياحية التي اجبرت الجزائريين على اللجوء إلى الأسواق الموازية لتأمين حاجتهم، مقترحا أن يكون الحل بمنح الاعتماد للمؤسسات المالية والمصرفية لشراء وبيع العملة الصعبة بطريقة قانونية ومنظمة للوصول إلى سعر الصرف الحقيقي، لأن سوق السكوار وغيرها من الأسواق الموازية لا تعكس السعر الحقيقي للصرف. من جهته، حمل رئيس النقابة المستقلة للأئمة، الشيخ جمال غول، وزارة الشؤون الدينية مسؤولية نجاح موسم الحج، موضحا أن تصريحات مسؤولي الوزارة على رأسهم الوزير محمد عيسى التي أكدوا فيها اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بإنجاح الموسم تعد وعودا لا بد من الالتزام بها، خاصة أنهم من قاموا بالتفاوض، في حين انتقد الصعوبات التي تعترض الحاج في تأمين العملة الصعبة، موضحا أنه من الصواب أن يتحصل الحاج على ما يكفيه من العملة السعودية في المطار قبل إقلاعه، بعدما يكون قد دفع ما يترتب عليه للبنك، خصوصا أن النقل والإطعام مجاني هذا العام، مشيرا إلى أن رحلة البحث عن الأورو في الأسواق الموازية كسوق السكوار مشكل قائم منذ سنوات، ولا بد من معالجته. وفي هذا السياق، تسبب ارتفاع قيمة العملة الصعبة بسبب زيادة الطلب في رفع معاناة المرضى، المضطرين للذهاب للعلاج في الخارج، حيث ارتفعت قيمة العلاج إلى ما يقارب الضعف بسبب انخفاض قيمة الدينار، مما أثار استنكار المواطنين الذين ألقوا بالمسؤولية على عاتق الحكومة، التي حسبهم فشلت في تسيير الأزمة المرتبطة بانخفاض سعر البترول، فيما يقدر عدد المرضى المسافرين لتلقي العلاج خارج الوطن بحوالي 30 ألف مريض سنويا، يضطرون إلى دفع مبالغ ضخمة مقابل الأورو في السوق السوداء خصوصا خلال هذه الفترة التي تتزامن مع الصيف والحج. في المقابل، يتعامل باعة العملة الصعبة في السوق السوداء بمنطق "اضرب واهرب" وسط رقابة مكثفة من قبل الحكومة، التي تسعى للكشف عن مصدر الأموال ووجهتها، بالرغم من ذلك تبقى سوق السكوار وغيرها الملاذ الوحيد للحجاج والمسافرين للعلاج او السياحة لتأمين ما يلزمهم من العملة الصعبة رغم تكبدهم خسائر كبيرة نتيجة انخفاض قيمة الدينار.