أكد رئيس الجالية الفلسطينيةبالجزائر، حمزة الطيراوي، أن الجزائر ليست ناصرة لفلسطين بموقفها الثابت الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية فحسب، بل هي شريك دائم في نضال وكفاح الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. أشاد السيد الطيراوي لدى نزوله، أمس، ضيفا على منتدى جريدة "الشعب" بالدور الريادي الذي تقوم به الجزائر ليس فقط على المستوى الدبلوماسي، كونها تمثل صوت فلسطين في المحافل الدولية، بل على جميع الأصعدة، على غرار الجالية في كل نقاط تواجدها. وهو دعم أكد بأنه مرتبط ونابع عن تاريخ الجزائر النضالي الطويل والمكافح "ومواقفها اليوم دليل واضح على استقلالية قراراتها". وتطرّق طيراوي في هذا السياق إلى دور الجزائر في المصالحة ولمّ شمل البيت الفلسطيني من خلال جمعها لمختلف الفصائل في الجزائر عام 2022. وقال بأن الجزائر، التي تقود المعركة الدبلوماسية منذ بداية "طوفان الاقصى"، لها دورا جد مهم على مستوى الأممالمتحدة، مشيرا إلى ما يقوم به ممثل الجزائر الدائم بالمنظمة الأممية، عمار بن جامع، الذي قال إنه واجه لأكثر من مرة المندوب الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، رغم كون هذا الأخير لا يتوانى عن رفع ورقة "الفيتو" لإحباط المشاريع التي تقدّمها الجزائر للقضية الفلسطينية. كما تطرّق إلى دور الجزائر على المستوى الإفريقي وما قامت به من مساع لا يستهان بها لطرد ممثل الكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي، بعدما سعت إسرائيل جاهدة بدعم من دول إفريقية لأن يكون لها موطئ قدم في المنتظم الإفريقي. وقال إن هذا جزء فقط من المعارك المختلفة التي تخوضها الجزائر من أجل نصرة القضية الفلسطينية. كما يتجلى دورها أيضا على مستوى الجالية، بدليل الاتفاقية الموقعة بين تنسيقيات الجالية الجزائريةوالفلسطينية في الدول الأوروبية وفي العالم والتي تضمنت، حسبما أكده طيراوي، عدة نقاط حول الجهود التي تبذلها هذه الفئة لدعم القضية والتعريف بعدالتها على المستوى الخارجي. ومن بين أنشطتها الأخذ على عاتقها دور المتابعة قضائيا للسياسيين الأوروبيين الذين يصدرون قرارات مجحفة في حق القضية الفلسطينية، مثل تجريم رفع العلم الفلسطيني والمظاهرات المناصرة لها في الشوارع الأوروبية، بما يخالف دستور هذه الدول التي تتغنى بالديمقراطية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، فضلا عن البحث عن محامين متطوّعين لرفع دعوى قضايا ضد هؤلاء السياسيين الداعمين للكيان الصهيوني المجرم. ومن بين مساعيها أيضا حشد الدعم على المستوى الجمعية العامة الأممية لتجميد عضوية هذا الكيان على مستوى الأممالمتحدة. ولدى تطرّقه ل"طوفان الاقصى"، أكد طيراوي بأن هذه العملية جاءت لانتشال القضية الفلسطينية مما أرادت له قوى الاستعمار بالعالم، وهو نسيان القضية وطي صفحتها وتصفيتها بمخطط اقامة شرق أوسط جديد. وقال إن "طوفان الأقصى" جاء في توقيت جد هام، فأحبط هذا المخطط وأعاد القضية الفلسطينية إلى طليعة اهتمام الرأي العام الدولي، مشيرا في هذا السياق الى انتفاضة الشارع الغربي الذي يشهد بانتظام مظاهرات ومسيرات عارمة تجوب مختلف العواصم الدولية من أوروبا إلى أمريكا، تهتف باسم فلسطين وتدعم أهل غزة وتندد بالعدوان الصهيوني المستمر على القطاع وإبادته الجماعية للفلسطينيين. ومن بين أهم نتائج عملية "طوفان الاقصى"، رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه الفلسطينيون، حسب المتحدث، تصديها لمساعي التقسيم التي عمل على فرضها الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات بهدف تشتيت البيت الفلسطيني، مثمّنا الالتفاف والوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني في هذا الظرف العصيب سواء في الأراضي المحتلة من غزة إلى الضفة والقدس أو في مخيمات اللجوء والشتات. يستخدمها النشطاء الفلسطينيون لفضح جرائم المحتل الصهيوني وسائل التواصل الاجتماعي سلاح في وجه التضليل برزت المقاومة الرقمية كأداة فعّالة في يد النشطاء الفلسطينيين الذين استغلوا الفضاء الإلكتروني لكشف جرائم الاحتلال الصهيوني ومواجهة التضليل الإعلامي من خلال منصات التواصل وحملات "الهاشتاغ" متجاوزين الحصار الإعلامي وحاشدين تضامنا دوليا واسعا جعل الساحة الرقمية ميدانا حاسما في معركة الوعي ودعم القضية الفلسطينية. أكد الأكاديمي والباحث فلسطيني في الانثروبولوجيا، حسن العاصي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي المتعدّدة، بدأت معركة جديدة من نوع مختلف. وهي معركة رقمية لا تقل أهمية وشراسة عن معركة الصواريخ والبنادق تدور رحاها على الشبكة العنكبوتية وتتواصل بصوت عال وواضح ونتائجها سوف تؤثر بشكل عميق على مستقبل الصراع والمواجهة. وخلال العدوان الذي تشنّه قوات الاحتلال على غزة، برزت أصوات الاحتجاج عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع الفيديو الملتقطة بواسطة الهواتف المحمولة مظهرة وحشية الاحتلال. وقال إن هذه الأصوات ساعدت في دفع التضامن الدولي مع الفلسطينيين، حيث ربط المتظاهرون عبر الإنترنت قضاياهم بحركات حقوق الإنسان العالمية مثل "حياة السود مهمة" مما أدى إلى تعزيز الدعم من الدول الغربية. ومع ذلك يؤكد الباحث الفلسطيني، يواجه النشطاء الفلسطينيون تحديات جسيمة في الفضاء الرقمي تتضمن أبرز أشكال التضليل الإعلامي بعد فرض رقابة على المحتوى الفلسطيني مثل إزالة الهاشتاغات الداعمة لقضية فلسطين وكذلك استخدام معلومات مضللة من قبل جهات صهيونية مما يعقد قدرة الفلسطينيين على نشر الحقائق. وتحقق حملات الهاشتاغ، مثل "فري فلسطين " تأثيرا كبيرا على الرأي العام الدولي كونها تسهم في تغيير التصوّرات وتعزيز التضامن مع الفلسطينيين. وتعتبر هذه الوسوم أدوات فعّالة في تشكيل السرديات العالمية وتساهم في خلق بعد تاريخي يربط الماضي بالحاضر. وشدّد عاصي على أنه في الوقت الذي يقوم فيه الفلسطينيون والمؤيدون لهم بتوثيق العنف الوحشي الصهيوني وجرائم الاحتلال من خلال الصور ومقاطع الفيديو مع استخدام هاشتاغات باللغتين الإنجليزية والعربية، فإن النشطاء والمدافعين عن الحقوق الرقمية والمستخدمين انتقدوا منصات التواصل الاجتماعي بسبب الأدلة المتزايدة على الإزالة غير المبررة للمحتوى المؤيد للفلسطينيين. وفي هذا السياق، استدل الأكاديمي الفلسطيني باعتراف "فيسبوك" مؤخرا بأنه وصف بشكل غير دقيق بعض الكلمات التي يستخدمها الفلسطينيون عادة عبر الإنترنت بما في ذلك "الشهيد" و«المقاومة" على أنها "تحريض على العنف". وبين أكتوبر ونوفمبر 2023، وثقت "هيومن رايتس ووتش" أكثر من 1050 عملية إزالة وقمع أخرى للمحتوى على "إنستغرام" و«فيسبوك" نشره فلسطينيون وأنصارهم بما في ذلك عن انتهاكات حقوق الإنسان. وهو ما جعله يشدّد على أن الرقابة الرقمية تمثل عقبة أمام النشطاء باعتبار أن هذا الأمر يحد من قدرتهم على إيصال صوتهم للعالم وتتعرض الحسابات والمحتوى الفلسطيني للاحتواء والإزالة. وهو ما يقوّض حرية التعبير ويؤثر على نقل الحقائق. ولتعزيز المقاومة الإلكترونية في المستقبل، شدّد المتحدث على وجوب استمرار النشطاء في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة فعّالة لحشد الدعم ونشر الرسائل. وبخصوص دور منصات التواصل الاجتماعي في نضال الشباب الفلسطيني، أكد رئيس مركز الدراسات المستقبلية في جامعة القدس، أحمد رفيق عوض، أن الشبكات الاجتماعية تلعب دورا محوريا، حيث أصبحت أداة فعّالة لفضح العدوان الصهيوني ونقل الحقيقة للعالم في ظل الهيمنة الإعلامية الغربية على السرديات السياسية. ومن خلال هذه الأدوات الرقمية، يتمكن الشباب من تقديم رواية مغايرة تتسم بالشفافية والمصداقية بعيدا عن التشويه الإعلامي أو التضليل، حيث تمنحهم هذه المنصات مساحة مفتوحة للتعبير عن واقعهم اليومي وأصبحت جزءا أساسيا من المقاومة الثقافية والإعلامية. وقال إنه إلى جانب فضح الجرائم، تستخدم منصات التواصل الاجتماعي من قبل الشباب الفلسطيني كوسيلة لحشد الدعم الدولي وإيصال رسالة الشعب إلى المجتمعات الأخرى عبر الهاشتاجات والحملات التوعوية بغرض جذب انتباه المنظمات الحقوقية والناشطين الدوليين مما يزيد من الضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر إنصافا. وقد أسفرت التحالفات الرقمية الفلسطينية مع حركات عالمية، حسب عوض، عن تأثير كبير في دعم القضية الفلسطينية على غرار ميلاد حركات مقاطعة جديدة في الولاياتالمتحدة وأوروبا ضد الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن هذه التحالفات التي نظمت حملات توعية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، ساهمت في تعزيز جهود المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية. وبفضل هذا التعاون الرقمي، أصبحت حملات المقاطعة أكثر قوة وانتشار، مما ضغط على الشركات والمؤسّسات العالمية لوقف التعامل مع الكيان الصهيوني وعزز التضامن الدولي مع الفلسطينيين في نضالهم المستمر من أجل الحرية والعدالة. اعتبرته دليلا على فشله وعجزه عن تحقيق أهدافه "حماس" تدين مجازر الاحتلال في مخيم جباليا وشمال غزة أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن مجازر الكيان الصهيوني البشعة في مخيم جباليا وشمال قطاع غزة دليل على فشله وعجزه عن تحقيق أهدافه. قالت الحركة، في بيان لها، إن "ما قام به العدو الصهيوني النازي من مجزرة بشعة في مخيم جباليا وشمال القطاع والتي أوقعت المئات من الشهداء والمصابين، دليل على فشل الاحتلال وعجزه عن تحقيق أهدافه، وبأنه عدو مجرم فاشي متعطش للدماء". وشدّدت على أن "هذه الجرائم تتم بشكل مباشر بدعم من الإدارة الأمريكية ورئيسها، جو بايدن، الذين يدعمون هذا الكيان المجرم بالسلاح والذخيرة وهي سياسة صهيو-أمريكية لاستمرار حرب الإبادة ضد شعبنا". وكثفت قوات الاحتلال الصهيوني عمليات الاستهداف وقتل الفلسطينيين في قطاع غزة بقصف المنازل وتجمعات الأهالي في الشوارع وخيام النزوح. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن أحدث عمليات القصف، أسفرت عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة عدد آخر في رفح جنوب قطاع غزة. وفي شمالي القطاع، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني توغلها في مخيم جباليا لليوم الرابع وسط قصف جوي ومدفعي عنيف يستهدف الفلسطينيين المحاصرين في منازلهم. كما وصلت آليات الاحتلال إلى عمق مخيم جباليا من الجهة الجنوبية وسط غطاء ناري كثيف بما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات. وفي وسط قطاع غزة يتعرض مخيم البريج لقصف عنيف منذ عصر الاثنين بالتزامن مع تقدّم آليات عسكرية في الأطراف الشمالية الشرقية، مرتكبا مجازر بحق الفلسطينيين. وقد أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 41 الف و965 شهيدا و97 الف و590 مصابا معظمهم من الأطفال والنساء. المقرّرة الأممية المعنية بالحقّ في الصحة: ما يجري في غزة إرهاب نفسي وجزء من خطة إبادة جماعية أكدت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، تلالينج موفوكينج، بأن ما يجري في قطاع غزة من هجمات وجرائم للاحتلال الصهيوني المتواصلة منذ عام كامل يعد "إرهابا نفسيا وجزءا من خطة إبادة جماعية". حذّرت موفوكينج في تصريحاتها، أمس، من أن "مستوى القلق والصدمة لدى سكان قطاع غزة وصل لمستويات غير طبيعة، وقد تدهورت إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والعلاج في القطاع"، معبرة عن أسفها لوجود "جيل كامل من الأطفال في غزة ماتوا أو نجوا حتى قبل أن يحصلوا على شهادات ميلادهم". يأتي ذلك بعد مرور عام على اندلاع حرب الإبادة المتواصلة التي ينفذها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، ويواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري في قطاع غزة. ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسع الكيان الصهيوني نطاق الإبادة الجماعية التي يرتكبها بغزة لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة. كما بدأ توغلا بريا في جنوبه ضاربا عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.