تغلّب المنتخب الوطني على ضيفه الطوغولي أول أمس (الخميس)، بنتيجة (5-1) في الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 المقررة إقامتها في المغرب، بتألق كبير من سعيد بن رحمة، مهاجم أولمبيك ليون الفرنسي، الذي سجل ثنائية في اللقاء. وبهذا الانتصار الثالث على التوالي، عزّز منتخب "الخضر" صدارته في المجموعة الخامسة في تصفيات "الكان" برصيد 9 نقاط بعد تحقيقه العلامة الكاملة إثر فوزه في مبارياته الثلاث، ضد غينيا الاستوائية، وليبيريا، وطوغو. وفاز الفريق الوطني على نظيره الطوغولي بطريقة مشابهة لتلك التي حقق بها أغلب انتصاراته في عهد المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، مع مرور نجمه الأول رياض محرز مهاجم الأهلي السعودي، بليلة يمكن وصفها ب "السوداء" في ملعب "19 ماي 1956" بعنابة. سيناريو يتكرر... المنتخب الوطني بوجهين مع بيتكوفيتش ومثلما جرت عليه العادة في المباريات السابقة، دخل المنتخب الوطني مباراته ضد ضيفه الطوغولي بوجه باهت، وهو ما كلفه تلقي هدف أول في الدقيقة (11)، أدخل الشك في نفوس الجماهيرية الجزائرية، وأعاد إلى أذهانها سيناريوهات المباريات السابقة. وبدأ المناصرون الحاضرون في الملعب ينظرون إلى بعضهم، ويطرحون العديد من الأسئلة حول سبب دخول "الخضر" بشكل سيئ في مبارياته تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش، ويبحثون في ما إذا كان السويسري يخطئ في اختيار التشكيلة الأساسية المثالية، أو أن المنتخب يجد صعوبة في دخول اللقاءات، أو في الانتشار بشكل جيد فوق أرضية الملعب، أو لغياب الانضباط التكتيكي. ولا تُعد هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها المنتخب الوطني بشكل متواضع في الأشواط الأولى من لقاءاته في حقبة المدرب بيتكوفيتش، فباستثناء المبارتين ضد بوليفيا وليبيريا اللتين أنهى فيهما الشوط الأول متفوقا، فإن "الخضر" أنهوا الأشواط الأولى لمبارياتهم الخمسة المتبقية ضد جنوب إفريقيا وغينيا وأوغندا وغينيا الاستوائية وطوغو، إمّا متعادلين أو متأخرين في النتيجة. وبالفعل، قلب رفقاء بن رحمة الوضع لصالحهم في الشوط الثاني، وقدّموا شوطًا ثانيا بمستوى مغاير، وحققوا في النهاية، فوزا عريضا بخمسة أهداف لهدف واحد. رياض محرز الحاضر الغائب النقطة السلبية التي ظهرت واضحة في منتخب الجزائر خلال لقائه ضد طوغو، لم تكن جماعية بل فردية، وارتبطت بنجم "الخضر" على الورق رياض محرز، الذي كان خارج الإطار تماما في المباراة، وحاضرا جسدا دون روح فوق أرضية الملعب. وجلب محرز الأداء السيئ الذي يقدمه مع ناديه الأهلي إلى المنتخب، وظهر بمستوى شديد التواضع، مع ثقل كبير في التنقل فوق أرضية الميدان، وتردد، وصعوبة في اتخاذ القرارات، وأنانية في بعض الأحيان. والمفاجأة الكبيرة هي عدم تقدم محرز لتنفيذ ركلة الجزاء، التي احتُسبت ل«الخضر" في الشوط الثاني، وسجلها بن رحمة في الدقيقة (55)؛ في سلوك أثار استغراب الجماهير الجزائرية؛ بين فئة رأت أن لاعب الأهلي فقد الثقة في نفسه وأصبح عاجزا عن تحمّل المسؤوليات الصعبة، وفئة أخرى قالت إن المدرب بيتكوفيتش جرده من مهمة تنفيذ ركلات الجزاء بعد تضييعه إحداها في المواجهة ضد غينيا الاستوائية في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. ونال محرز ثالث أسوأ تقييم بين لاعبي الفريق الوطني من موقع "سوفا سكور"، وحصل على 6.9 من 10، ليأتي بعد صاحب أسوأ تقييم لاعب خط الوسط آدم زرقان ب 6.3، والحارس أليكسيس قندوز، الذي سجل ثاني أسوأ تقييم ب 6.7 من 10. وانتهت ليلة محرز السوداء بتغيير المدرب بيتكوفيتش، بزميله أمين غويري في الدقيقة (75)، وعلامات السخط باديةً على وجهه؛ في صورة علّقت عليها الجماهير الجزائرية، بأن فترته قد قاربت من النهاية مع "الخصر إن لم تكن قد انتهت بالفعل.