تشهد ولايات الوطن حركة صحية كبيرة، بمناسبة الشهر الوردي، استفادت من خلالها سيدات الجزائر من الفحص والتشخيص لحمايتهن من سرطان الثدي، الذي يعد الخطر رقم واحد المحدق بالنساء، حيث سجلت الشبكة الوطنية للسجلات ما يقارب 15 ألف حالة سنة 2021، الى جانب الاستفادة من مسح عنق الرحم، وكذا التأكيد على المرافقة النفسية والتغذية السليمة الصحية، من خلال الأيام الإعلامية التي احتضنتها الكثير من المراكز الصحية. انطلقت بخنشلة، حملة للتحسيس والكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، بمبادرة من نادي "مازال الخير في بلادنا" والمؤسسة الاستشفائية المتخصصة "بلقاسم صالحي وجمعية "واهبي الدم" بالولاية. حيث أكد يونس حليمي، رئيس النادي، أن هذه العملية تستمر لغاية نهاية الشهر الجاري، للكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي يعد أحد أنواع السرطانات الأكثر انتشارا لدى النساء، مضيفا أن المناسبة عرفت توزيع مطويات ومنشورات تم من خلالها إبراز فعالية الكشف المبكر عن المرض في تحسين معدل التعافي منه وتقليل معدل الوفيات. ومن جهتها، أكدت ياسمينة بوسحابة، قابلة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة "صالحي بلقاسم"، أن هذه المبادرة، تسعى إلى استهداف أكبر عدد ممكن من النساء، لاسيما اللواتي لم يخضعن من قبل لهذه الفحوصات في إطار تنفيذ برامج الصحة الجوارية، وتقريب العلاج من المواطن بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني. أبرزت خولة لشخب، الأخصائية في التغذية بمستشفى "أحمد بن بلة" بخنشلة، أهمية الغذاء الصحي المتكامل في الوقاية من مرض السرطان، مشيرة إلى أن النظام الغذائي المعتمد على أساس الخضر والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية قد أثبت فعاليته في الوقاية من سرطاني الثدي وعنق الرحم. كما إنطلقت قافلة تحسيسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي و عنق الرحم، مؤخرا بعين الدفلى، للكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وتتكون القافلة من ثلاث عيادات طبية متنقلة متخصصة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، حيث تتواجد خلال كل أيام الأسبوع بالمؤسسة العمومية الاستشفائية "الأطرش أحمد" بخميس مليانة ويشرف عليها أطباء أخصائيون. وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة جميلة نذير، المكلفة بالوقاية من الأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة، أنه عقب الزيارة التفقدية التي قامت بها بمعية الوالي للعيادات المتنقلة أن "أكتوبر الوردي يعتبر محطة لتقييم برامج الكشف و التحسيس فيما يخص سرطان الثدي". وأضافت أن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر انتشارا عند المرأة، حيث سجلت الشبكة الوطنية للسجلات ما يقارب 15.000 حالة سنة 2021، مؤكدة أنه إذا كان هناك تحسيس ووعي صحي عند المرأة بقيامها بالكشف المبكر، سيكون ممكن الشفاء كليا من هذا المرض. كما أفادت ذات المسؤولة أنه "إذا كانت هناك سياسة وقائية وثقافة صحية عند المرأة، إضافة إلى تكافل الجهود بين كل القطاعات، هذا يسمح لنا بالتغلب على هذا المرض". المرافقة النفسية ضرورة أكد مختصون مشاركون بتيزي وزو، في يوم إعلامي حول سرطان الثدي، على "أهمية" المرافقة النفسية لمرضى السرطان، خلال كل مراحل التشخيص والإعلان عن المرض و علاجه إلى غاية ما بعد مرحلة العلاج. وأبرزت الأخصائية النفسية مليكة نمار، في تدخلها خلال هذا اللقاء الذي نظمته جمعية الفجر لمساعدة مرضى السرطان بالتعاون مع مركز مكافحة السرطان لدراع بن خدة، بدار الثقافة مولود معمري، ضرورة وأهمية عدم إهمال الجانب النفسي في التكفل بمرضى السرطان من اجل رفع نسبة استجابتهم للعلاج. كما شددت الأخصائية، على ضرورة اختيار الطريقة المناسبة لإخبار الشخص بأنه مصاب بمرض سرطاني، ويجب أن يتكفل بهذه المهمة فريق طبي متعدد الاختصاصات، من بينهم مختص نفسي، قصد التقليص من وقع الخبر على المريض. وتطرقت السيدة نمار، أيضا لمختلف المراحل التي يمر بها المريض ابتداء من إعلان التشخيص إلى غاية لعلاج، لاسيما إنكاره لإصابته بالمرض ثم الغضب (من نفسه ومن الآخرين) والشعور بالذنب والاكتئاب وإعادة بناء الذات، مشيرة إلى أهمية استفادته من مرافقة قوية من طرف شخص قريب له أو جار أو صديق لاجتياز هذه المراحل بالشكل الذي يسمح له بقبول المرض وإعادة بناء ذاته. وتقوم الاخصائية النفسية مليكة نمور، في سياق التكفل النفسي بمرضى السرطان، بتنشيط مجموعات نقاش بجمعية الفجر، لتمكين النساء المصابات بسرطان الثدي، بوجه خاص من الإفصاح عن معاناتهن والالتقاء بمريضات مثلهن لتبادل مخاوفهن وتجاربهن والأمل سويا ببدايات جديدة بعد العلاج.