أكد الخبير الطاقوي أحمد طرطار، أن الجزائر تملك كل المقوّمات التي تسمح لها بتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر وتلبية حاجيات زبائنها من هذه المادة الطاقوية النظيفة، مشيرا إلى أن مذكرات التفاهم التي وقعت على هامش المؤتمر 12 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين "ناباك 2024"، ستعطي فعالية أكبر لتحديد الخطوات التي سيتم اتخاذها لتجسيد المشاريع المبرمجة. ذكر الخبير طرطار في تصريح ل"المساء"، عقب التوقيع على سلسلة من مذكرات التفاهم بين الجزائر وعدة بلدان أوروبية لإطلاق دراسات جدوى تخص تطوير إنتاج الهيدروجين، بأن الحكومة سطرت منذ بداية هذه السنة آفاقا للشروع في إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2025، وذلك بتوقيعها لاتفاقيات هامة مع ايطاليا ثم ألمانيا والنمسا والاتحاد الأوروبي، تحضيرا لتزويدهم بهذه المادة الطاقوية عبر ما يعرف ب"الممر الجنوبي للهيدروجين الأخضر"، والذي يمكن أن يصل مداه إلى هولندا، فضلا عن تسجيل انضمام إسبانيا إلى هذا المسعى، والذي برز بالأمس، من خلال توقيع اتفاقية بين سوناطراك و"سيبسا" الاسبانية. واعتبر محدثنا أن ما شهده اليوم الأول من المؤتمر الذي كان مسرحا لتوقيع مذكرات تفاهم بين كل من سوناطراك وسونلغاز عن الجانب الجزائري وشركات من إسبانيا وألمانياوإيطاليا والنمسا عن الجانب الأوروبي، يدل على أن إنتاج الهيدروجين الأخضر أصبح "ركيزة للحكومة"، التي تعمل على بعث رسائل طمأنة لزبائنها الأوروبيين، بالتأكيد على أن عملية الإنتاج على وشك الانطلاق، بفضل ما تملكه الجزائر من مؤهلات متاحة ولاسيما خطوط أنابيب الغاز العابرة للمتوسط وخط الكهرباء، وهو ما يعني توفر بنية تحتية يمكن توسيعها لتشمل إضافة إلى بلدان شرق المتوسط ولاسيما إيطاليا وسلوفينيا، بلدان أوروبية من أقصى الشمال مثل ألمانيا والنمسا وهولندا، إضافة إلى الجانب الغربي ممثلا في إسبانيا والبرتغال. ولذلك، قال الخبير إن هذه المزايا التي تتوفر عليها الجزائر ثم سعيها للانطلاق في الإنتاج في أقرب الآجال، ستجعل منها لا محال "منارة" للراغبين في الحصول على هذا المنتوج الذي يوافق كل الطروحات الجديدة المتعلقة بالطاقات المتجدّدة، حيث تعد المذكرات الموقعة على هامش مؤتمر الطاقة بوهران، وفقا لطرطار، دافعا لإعطاء فاعلية أكبر لعملية الإنتاج، وتمكين الجزائر من بلوغ حجم إنتاج كبير لتلبية حاجيات زبائنها في الضفة الشمالية للبحر المتوسط.