يشهد جناح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال27 إقبالا واسعا للزوار، حيث استقطبت المنشورات والكتب المعروضة اهتمام مختلف الفئات العمرية ومن شتى المشارب والأعمار لاكتشاف مختلف إصدارات الكتّاب والأدباء الصحراويين في مجالات الدراسات والفكر السياسي والسيرة الذاتية والقصة والشعر والرواية وغيرها والتي تعكس محطات من الكفاح الصحراوي ضد الاحتلال المغربي. في هذا الإطار، أشارت المكلفة بالجناح، مديرة حفظ التراث والتدوين بوزارة الثقافة الصحراوية السيدة سمية عبد الله، إلى أنّ الجناح "يعرف منذ اليوم الأوّل للصالون إقبالا كبيرا وتجاوبا واسعا"، خاصة من الطلبة والدارسين الجامعيين للبحث عن مراجع جديدة تعينهم في إعداد رسائلهم الجامعية وأبحاثهم حول القضية الصحراوية، وأردفت مسؤولة الجناح لواج أنّ هذه المؤلّفات "تتطرّق إلى محطات وزوايا عديدة من كفاح الشعب الصحراوي ومقاومته للمحتل المغربي"، إلى جانب "إبرازها لنضاله ومقاومته وصموده في وجه كلّ مناورات هذا الاحتلال ومحاولاته الرامية إلى طمس الهوية والخصوصيات الثقافية للشعب الصحراوي"، واعتبرت أنّ "الإقبال على الجناح الصحراوي ليس مفاجئا ولا غريبا على الجزائريين، بل يعكس الارتباط القوي للشعب الجزائري بالقضية الصحراوية كآخر مستعمرة في إفريقيا"، مشيرة أيضا إلى أنّ "الصالون كموعد ثقافي سنوي هو بمثابة فرصة سانحة لتعريف العارضين المشاركين فيه من مختلف دول العالم بالقضية الصحراوية ومستجداتها ومعاناة الأسرى الصحراويين في السجون المغربية من خلال آخر الإصدارات". وأوضحت المتحدّثة أنّ مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في سيلا 2024 تتمثل في "عرض على الجمهور من زوار الصالون مجموعة متنوعة من الكتب تشمل 55 عنوانا، منها عناوين جديدة أو مؤلفات أعيدت طباعتها، من إصدارات وزارة الثقافة الصحراوية، إلى جانب مؤلّفات من إصدار مشترك بين وزارة الثقافة والفنون الجزائرية ونظيرتها الصحراوية، وكذا لدور نشر جزائرية"، وأبرزت بخصوص العناوين المعروضة والصادرة حديثا سلسلة في مجال أدب الطفل بالعربية والإسبانية تحت عنوان "مجموعة حكايات صحراوية"، تستوحي نصوصها من التراث الشفوي للشعب الصحراوي والقصص الشعبية المحلية، لتعكس بذلك "أصالة الثقافة الصحراوية". كما سلّطت الضوء على مذكرات المعتقلة الصحراوية والأسيرة السابقة بسجون الاحتلال المغربي، المناضلة فاطمة الغالية مولاي أحمد الميلي، التي توفيت مؤخرا، والصادرة بعنوان "16 سنة في جحيم أكدز ومكونة" عن اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، وهي مذكرات "تعكس معاناتها والانتهاكات التي تعرضت لها خلال فترة سجنها". كما يبرز مؤلف آخر بعنوان "الاستعمار والمقاومة في الصحراء الغربية" لحمة المهدي البوهالي، وهو عبارة عن "ومضات من تاريخ المقاومة الوطنية في الساقية الحمراء ووادي الذهب، إذ يرصد أيضا وبشكل دقيق كلّ الثورات الشعبية للصحراويين من أجل تحرير أراضيهم منذ عام 1886 .."، إلى جانب الديوان الشعري "أمجاد شعب" للشاعر الحسين إبراهيم، ورواية "أوتاد الأرض .. الحلم الهارب" لمصطفى الكتاب، وكذا "إشعار بالحياة ..مذكرات من يوميات سجين سياسي" لسعيد البيلال، بالإضافة إلى "المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء .. من التأسيس إلى جريمة أسبانيا" لحمدي يحظيه.