من الأكثر نشاطا في رمضان المرأة أم الرجل؟ سؤال كان من السهل الإجابة عليه لسبب بسيط، كون الرجال اعترفوا بأنه لا يمكنهم مجاراة المرأة من حيث النشاط في الأيام العادية، فما بالك في رمضان، حيث تزداد وتيرة نشاطها في سباق مع أذان الإفطار. لا يختلف اثنان في أن عبئا كبيرا يقع على عاتق المرأة في رمضان ويتضاعف إن كانت عاملة، فبين العمل خارج المنزل وداخله وبين تربية الأطفال والمطبخ، نجدها تصر على الوصول في آخر النهار إلى تحضير كل شيء في الوقت. أتسوق يوميا بينما ينام زوجي ما إن طرحنا هذا السؤال على مجموعة من النسوة كن مجتمعات حول بائع الديول، حتى أجبن إجابة واحدة " ما كاش كيما شطارة المرأة... ما تعرفش الراحة.. الراجل وين يبان معها ".. بعدها تدخلت واحدة منهن وقالت " في رمضان اخرج إلى السوق يوميا حيث اترك زوجي نائما بحكم انه يعمل في الفترة المسائية، اشتري ما احتاجه وأعود أدراجي إلى البيت حيث انتهي من تنظيف منزلي وتلبية احتياجات أطفالي، بعدها ادخل إلى المطبخ فلا اخرج منه حتى انتهي من إعداد كل الأطباق التي كنت قد برمجتها لمائدتي الرمضانية، ولكن بعد الإفطار لا استطيع أن أتحرك بحكم التعب اليومي، وإذا طلبت من زوجي مساعدتي على تنظيف الأواني رغم انه بعيدا عن عمله لا يقوم بأي نشاط آخر سوى قراءة الجريدة أو النوم، يقول "انه متعب وان موعد التراويح قد حان، فأكون مضطرة للنهوض ولكن بعدها أنام ولا اشعر بمرور الوقت ولا استيقظ إلا على أذان الفجر حيث يبدأ نهار جديد". أعمل في الداخل والخارج ولا أشتكي من التعب اعتبرت بعض النسوة من العاملات أن تمتع المرأة بنشاط كبير مقارنة بالرجال، يعود إلى الحس بالمسؤولية الذي يقل عند الرجال، الذين يرون بأن كل ما يتعلق بالبيت و أمور الطبخ والأطفال يدخل ضمن الواجب الذي لا يحق للمرأة الاعتراض عليه، وحول هذا تقول شهيناز موظفة في قطاع البريد " لا أحاسب زوجي مطلقا في شهر رمضان لأنه شخص كما يقال (يغلبه رمضان)، فالعمل الوحيد الذي يقوم به هو التسوق وفي كثير من الأحيان يشتكي من التعب الذي يصيبه جراء هذا فإذا عاد من السوق لا يقوم بعدها بأي عمل آخر ". وتضيف " بينما انتهي من عملي في قطاع البريد في حدود الساعة الواحدة اقصد السوق أو بعض المحلات لأشتري بعض الأشياء ثم أعود إلى المنزل، حيث ادخل مباشرة إلى المطبخ اعد الأطباق بكل حماس وبعدها أتفرغ لتنظيف منزلي واللعب مع طفلي، وعند موعد الأذان يكون كل شيئ معدا.. وللعلم لا اشعر بالتعب، فبعد الإفطار ارتاح قليلا ثم اشد العزيمة لأنهي ما تبقى من عملي، ربما لأنني متعودة على الاعتماد على نفسي ولا اطلب مساعدة أحد". الرجال يعترفون بنشاط النساء على غير العادة وجدنا هذه المرة الرجال يشهدون للمرأة بكفاءتها وقدرة تحملها ونشاطها الكبير في رمضان، بل ذهب البعض الآخر إلى التساؤل حول الكيفية التي تتمكن فيها المرأة من القيام بمجموعة من الأعمال في وقت واحد، وحول هذا حدثنا حمزة بائع مواد غذائية في بوزريعة قائلا " بصعوبة كبيرة استيقظ في الصباح ولو لم أكن رب أسرة لما عملت في رمضان لأني اشعر بتعب وخمول كبيرين، ورغم أني اعمل إلى غاية الخامسة مساء وعملي ليس مرهقا ومع هذا عندما أعود إلى البيت لا ارغب في القيام بأي شيئ، بل اذهب مباشرة إلى النوم". وعن التسوق أضاف " بما أن زوجتي تعرف ما ينقصها في مطبخها أفضل أن تقوم هي بالتسوق". ويعلق قائلا " النساء يتحملن أكثر من الرجال ". وهو نفس الراي الذي لمسناه عند كمال الذي قرر اخذ عطلته في رمضان، حيث قال "حقيقة لا اعرف من أين تأتي زوجتي بنشاطها، أراقبها وهي تعمل لا تشتكي وعند موعد الإفطار يكون كل ما تشتهيه نفسي حاضرا، أما أنا فإن قررت مساعدتها فإني سرعان ما أمل ولا أتم أي عمل تكلفني به، وأشعر بالتعب لأقرر الذهاب إلى المسجد حيث لا أعود منه إلى حين موعد الإفطار ".