مع إطلالة هلال رمضان، يصبح المطبخ بقعة لا تكاد تفارقها المرأة، التي ينقسم تفكيرها بين إعداد مائدة إفطار مميزة، وتسطير برامج لدعوة الأقارب والأحباب، هي حلقة تدور فيها ربات البيوت لمدة لا تقل عن 29 يوما، لتجد نفسها قد اعتكفت داخل المطبخ طيلة شهر. يضيف رمضان إلى رزنامة أشغال المرأة جملة من الضغوطات، التي تنهك قواها طيلة شهر، يميزه التنويع في الاطباق، فالأمر يتطلب استعدادات فيزيولوجية لخوض معركة الطبخ والعجن وإعداد حلويات السهرة، كما تجد المرأة نفسها في مواجهة سؤال يتكرر يوميا في رمضان مفاده : »ماذا أطبخ اليوم؟«. ويؤول هذا السؤال الى مشكلة حقيقية بالنسبة للمرأة العاملة التي تضطر للاعتماد على طرق مبتكرة تسمح باختزال الوقت، مثل تحضير حشوة أكلة »البوراك« مسبقا وحفظها في الثلاجة.. وفي هذا الصدد أشارت السيدة زينب عاملة، الى ان » يوميات النساء في رمضان عمل متواصل من اجل اعداد مائدة الإفطار، وتزداد شدة التعب في الايام التي تتم فيها دعوة الاقارب او الأحباب للإفطار او السهر.. فالمرأة عموما هي اول من يستيقظ وآخر من ينام في رمضان«. في حين تقول السيدة، »ر. ب« موظفة » اعمد الى اختصار الوقت من خلال اعداد كمية من طبق الشوربة تكفي لمدة يومين، فالبرنامج مكثف ولا بد من إيجاد حلول للتمكن من الالتزام به دون تفويت فرصة اداء بعض الواجبات مثل ترتيل القرآن، الذي أبرمجه بعد صلاة الفجر مباشرة«. وتضيف محدثتنا: » تكون المهمة اصعب داخل الأسر كثيرة الافراد، والتي تلتزم بالعادات التي تقتضي تنويع الاطباق واعداد عدة اصناف من العجائن والحلويات تلبية لشهوات افراد العائلة، فضلا عن تحضير اطباق خاصة للمرضى الذين تفرض مشاكلهم الصحية اتباع نظام غذائي خاص«. أما حياة فترى أن » اشغال رمضان تحمل المرأة العاملة ما لا طاقة لها به، فمن العمل الى زحمة الشوارع والأسواق لاقتناء بعض المستلزمات، ومنه الى المطبخ لخوض معركة الطبخ، حيث لا يمر اليوم إلا ويكون التعب قد نال منها خاصة وأن رمضان هذه السنة تزامن مع فصل الصيف«. ويزداد عبء التفكير في الطبخ في أواخر الشهر الكريم، إذ تدخل المرأة في سباق مع الزمن، لاسيما وأن استقبال العيد يستدعي تنظيف البيت واعادة ترتيبه وتغيير ديكوره، زيادة على اعداد الحلويات.. وفي هذا السياق تؤكد العديد من ربات البيوت أن أشغال رمضان المضاعفة تحول دون التفرغ لأداء بعض العبادات كقيام الليل وترتيل القرآن وأداء صلاة التراويح، خاصة وان بعض الرجال يصابون باللهفة خلال هذا الشهر، فبدل ان يمدوا يد العون إلى المرأة، تجدهم يشترطون عدة أصناف من المأكولات يكون مصيرها التبذير في عدة احيان، النتيجة في كل الاحوال هي اعتكاف العديد من النسوة داخل المطابخ طيلة شهر كامل.