❊ الرئيس تبون يجدّد العهد الذي قطعته الجزائر على نفسها بحمل الرسالة ❊ موثوقية ومصداقية الجزائر أفضل سند لتجسيد الالتزام تضع الجزائر مسألة العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأممالمتحدة، ضمن أبرز اهتماماتها في الفترة القادمة، باعتبارها تتولى منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن، حيث تعتبر ذلك بمثابة التزام تجاه القضية العادلة من خلال مطالبتها في كل مرة بعقد جلسات لمناقشة التطوّرات الأخيرة في قطاع غزة منذ انطلاق طوفان الأقصى الذي رسم منعرجا جديدا للقضية، التي أريد لها أن تكون في طي النسيان. جدّد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون هذا الالتزام خلال القمة العربية الاسلامية التي احتضنتها المملكة العربية السعودية مؤخرا، بالقول في كلمة وجهها للحضور "أن الجزائر ستستجيب للطلب الموجّه لها من قبل هذه القمة، لإعادة طرح موضوع العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمة الأممالمتحدة". فتصريح الرئيس تبون بخصوص هذه المسألة لم يكن سوى تأكيد على وفاء الجزائر بالعهد الذي قطعته على نفسها والذي جاء على لسان سفيرها الدائم بالأممالمتحدة عمار بن جامع شهر أفريل الماضي بالقول "سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأممالمتحدة" وذلك في ردّه على الفيتو الأمريكي الذي عارض القرار الذي قدمته الجزائر كممثلة للمجموعة العربية بمجلس الأمن. ويستند موقف الجزائر في الأممالمتحدة إلى تعليمات رئيس الجمهورية الذي أكد في عدة مناسبات بأن "جهود الجزائر لن تتوقف حتى تصبح دولة فلسطين عضوا كاملا العضوية في الأممالمتحدة". وبالفعل وفّت الجزائر بوعدها بعد أن عادت بقوة عبر باب الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تبنّت هذه الأخيرة شهر ماي الماضي وبالأغلبية الساحقة لأعضائها قرارا تاريخيا يدعّم أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الأممية، مما شكل رسائل سياسية بالغة الوضوح والدقة والأهمية تجاه الاحتلال الصهيوني، خاصة في هذا الظرف المفصلي الذي تشهده القضية العادلة.ومفاد هذه الرسائل أن قيام الدولة الفلسطينية لا يقبل التلاعب أو التماطل أو التشكيك بالنظر للمسعى الرامي لتحقيق حلّ شامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فضلا عن أن قيام الدولة الفلسطينية يجب أن يكون منطلق وهدف أي عملية سياسية جدية تضع نصب مآربها تسوية الصراع تسوية عادلة ودائمة ونهائية. كما أن هذه الخطوة ستجعل المجموعة الدولية لا تقر للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني بامتلاك أي حقّ لنقض قيام الدولة الفلسطينية، كون هذه الأخيرة نتاج إجماع دولي لا تشوبه شائبة ولا يمكن للسلطة القائمة بالاحتلال أن تقلل من شأنه ولا أن تصمد في وجهه. ومن هذا المنطلق تنصب جهود الجزائر بالتنسيق مع الطرف الفلسطيني وبقية الدول العربية وكل الفضاءات المناصرة للقضية الفلسطينية على تكريس هذا الإجماع الدولي حول قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتباره السبيل الوحيد لحلّ القضية الفلسطينية واستعادة السلم والأمن والاستقرار في المنطقة . للإشارة، سبق لفلسطين أن قدّمت طلبا عام 2011 لتصبح كاملة العضوية في الأممالمتحدة، حيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة على الاعتراف الفعلي بدولة فلسطين ذات السيادة في نوفمبر 2012، من خلال رفع وضعها كمراقب في المنظمة الدولية من "كيان" إلى "دولة غير عضوة". ومن هذا المنطلق تعمل الجزائر منذ سنوات على تحقيق هذه العضوية الكاملة دون كلل أو ملل، مستغلة المعطيات الأخيرة التي أفرزها طوفان الأقصى والتي كانت من بينها دعوة دول أوروبية لقيام دولة فلسطين مع إبداء استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.وعليه فإن المعركة التي تقودها الجزائر اليوم متواصلة لتحقيق هذا الهدف، مرتكزة على مصداقيتها وموثوقيتها في المحفل الأممي.