تحافظ الجزائر الى جانب تونس وفلسطين ومصر ولبنان وسورية على حضورها الدائم في دورات "أيام قرطاج السينمائية"، من خلال المشاركة ضمن قائمة الأفلام المندرجة في المسابقة الرسمية لفعاليات الدورة ال35 من "أيام قرطاج السينمائية"، أين يبرز من بين هذه الأعمال الفيلم الجزائري "فرانتز فانون" للمخرج عبد النور زحزاح في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والمشاركة بعمل آخر ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة. هذا ما كشفته اللجنة المنظمة لفعاليات الدورة ال35 من "أيام قرطاج السينمائية"، خلال اعلانها قائمة الأفلام التي ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي تحتضنه العاصمة تونس بين 14 و21 ديسمبر المقبل ، وضمت قائمة المشاركين 56 فيلماً عربياً وأفريقياً، من بينها 15 فيلماً ستنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الى جانب "فرانتز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح، يتنافس "الذراري الحمر" للمخرج التونسي لطفي عاشور، و"سلمى" للمخرج السوري جود سعيد، و"أرزة" للمخرجة اللبنانية ميرا شعيب، و"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" للمخرج المصري خالد منصور، و"إلى عالم مجهول" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل. فيما يتنافس 13 فيلماً على جائزة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، منها "الفلم عمل فدائي" للمخرج الفلسطيني كمال جعفري، و"عاد مارون إلى بيروت " للمخرجة اللبنانية فيروز سرحال، و"شهيلي" للمخرج التونسي الحبيب العايب، و"جنين جنين" للمخرج الفلسطيني محمد بكري، و"رفعت عيني للسماء" للمخرجين المصريين ندى رياض وأيمن الأمير، و"ارتداد" للمخرج الموريتاني انتاغريست الأنصاري. كما ستشارك الجزائر في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة إلى جانب 17 عملاً آخر من الكاميرون ومصر وتونس وفلسطين والسنغال والسودان والمملكة العربية السعودية وموريتانيا والأردن وجزر القمر، ويشارك 11 عملاً في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة من اليمن ونيجيريا وسورية وفلسطين والأردن وتونس وبوركينا فاسو والسعودية وكينيا والسودان. يذكر أن الفيلم الجزائري "فرانتز فانون" للمخرج عبد النور زحزاح المندرج ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، قدم عرضه الشرفي الأول نهاية أكتوبر الماضي بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالجزائر العاصمة، وهو فيلم يروي جانبا هاما من حياة الطبيب فرانز فانون، حيث يعود إلى فترة التحاقه بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة الذي يحمل اسمه حاليا وإلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية، وقد حاول المخرج أن يقترب من شخصية هذا المفكر الملتزم من خلال سيناريو قائم على حوار مستفيض بين الممثلين وتسليط الضوء على الأساليب العلاجية التي اعتمدها فانون والقائمة على توطيد علاقة الطبيب بالمريض وإتاحة مساحة تحاور بينهم بعيدا عن برتوكولات العلاج القاسية. كما يقترب الفيلم بطريقة شاعرية من أفكار فانون باعتباره مثقفا مستنيرا ذي نزعة إنسانية وصاحب رأي فلسفي وموقف سياسي خاصة فيما يتعلق بقضايا التحرر وعلى رأسها الثورة الجزائرية المجيدة. وقال زحزاح، بخصوص انتاجه السينمائي الجديد، أنه يعتبر شخصية فرانز فانون "مميزة، حيث أنها تركت بصمتها في تاريخ الجزائر والعالم أجمع، وهويستحق أن نفرد له هذا الجهد من الأعمال التي تخلد مساره المهني والنضالي" .