تنظم كلية الآداب واللغات جامعة محمد البشير الإبراهيمي برج بوعريريج ، يوم 11 ديسمبر 2024 الملتقى الوطني الثالث بعنوان:" اللغة العربية والمقاومة الثقافية الهوية وبناء الوعي ". الملتقى يتطرق عبر محاوره لموضوع" اللغة وسؤال الهوية"، " المقاومة اللغوية العربية ومحاولات الهيمنة الكولونيالية"، "وسائل المقاومة اللغوية العربية وتطوراتها"، "واقع المقاومة اللغوية الثقافية في ظل التحولات الرقمية"، و" دور المؤسسات والمشاريع الكبرى في الحفاظ على اللغة العربية ودورها الحضاري والثقافي. وتنطلق فعاليات الملتقى من ديباجة مفادها أنه "لما كان فعل المقاومة حقا من حقوق الشعوب المضطهدة، فقد كان لزاما عليها أن تعين أشكاله بحسب إمكاناتها، وتحدّد وسائله بحسب ظروفها، فممارسات الاستعمار – بشتى أشكاله – وأهدافه الكامنة خلف جرائمه هي المثور لهذا الفعل، لكن لا تتوقف ردود الأفعال عند التخلص من الاحتلال، وما ينبغي لها؛ إذ السعي إلى الحفاظ على الذات ومكتسباتها، وبخاصة المرتبطة بالهوية، هدف يبقي عيون المناضلين مفتوحة على مستقبل الأجيال، وبذلك تبقى المقاومة حية مادام فكر الإباء حيا في ذهن الرجال، تحقيقا للوجود بالقوة والفعل، حيث لا تقوم فكرة المقاومة على شكل واحد ولا تتخذ آلية واحدة بل تتعدد تبعا لمقتضيات المجابهة، وتتوزع وفقا لمحاور الخطر، ولعل أسمى أشكال المقاومة "المقاومة اللغوية"، ولا عجب فالرافعي يؤكد في أكثر من نص أن أول أساس يستهدفه المستدمر هو لغة الشعوب، باعتبارها رافد التاريخ وخزان التراث وحامل الثقافة، والمحدد الأساس للهوية، والمانح للتميز والفرادة عن الآخر وهو ما يقتضي حمايتها والدفاع عنها، لأن وجودها من وجودنا والعكس، ولا يتأتى ذلك إلا ببناء الوعي عند الشباب للحفاظ على لغتهم، فماكنة التشويه الاستدماري ما فتئت تتوقف بدعوات التغريب والدفع إلى الانسلاخ من الأصول، وعلى رأسها اللغة، إدراكا منها بأن الجيش يحتل الأرض واللغة تحتل الشعب".. والجدير بالذكر أن محاربة الهجمات القديمة والمتجددة ضد اللغة العربية يقتضي المقاومة المستدامة في شتى المجالات والثورة على المخططات الاستعمارية وخطاباته، بتوظيف اللغة لإحياء الموروث الثقافي والعمل على إغنائه وتحيينه والتمسك به، ولا يكون ذلك إلا بتطوير اللغة وما له علاقة بها من عادات وتقاليد أصيلة تمثل هوية الشعب، وتسهم في بناء وعيه حتى يواجه بحصانة كل محاولات الغزوالثقافي الدخيل .