تواصل مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بقسنطينة، تقديم الفحوصات الطبية وإخضاع قاطني مناطق الظل للمراقبة الصحية الدورية، من خلال قوافل طبية، تضم أطباء ومختصين، في مبادرة لاقت استحسان السكان الذين يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل إلى المدن، للحصول على العلاج. انطلقت القوافل الطبية بولاية قسنطينة، مؤخرا، في إطار فعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل، تحت شعار "خدمتكم واجبنا وصحتكم مسؤوليتنا". وبدأت هذه القوافل عملها تطبيقًا لتوصيات الجهات العليا في البلاد، بهدف التكفل بسكان المناطق المعزولة والنائية، وستستمر حتى الخامس من الشهر المقبل، حيث ستغطي 65 منطقة ظل عبر مختلف البلديات. أكد مسؤول الإعلام بمديرية الصحة، أمير عبدون، ل"المساء"، أن الفحوصات الطبية لهذا الموسم، ستركز على الكشف عن مرض السكري، بالإضافة إلى تلقيح أكبر عدد ممكن باللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية. كما ستُجرى فحوصات من قبل متخصصين في طب النساء والأطفال والأمراض العقلية والقلب، وكذلك الأمراض الصدرية وجراحة الأسنان والطب الداخلي. وأضاف المتحدث، أن هذه القوافل ليست فقط لتقديم الفحوصات، بل وتعزيز الوقاية الصحية من خلال حملات توعوية، تستهدف مختلف الفئات العمرية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم. كما أكد أن أهمية هذه المبادرات، تكمن في تقليص الفوارق الصحية بين المناطق الحضرية والقرى النائية، التي تفتقر إلى البنى التحتية الصحية الأساسية. وأشار المسؤول، إلى أن المرحلة الثالثة من فعاليات الترقية الصحية لمناطق الظل، جاءت بعد نجاح الطبعات السابقة، وآخرها الطبعة السابقة التي نُظمت في شهر أوت المنصرم، حيث تم إجراء أكثر من 1676 فحص في 53 منطقة ظل. وأوضح أن هذه المبادرة، التي انطلقت منذ أكثر من عامين، تأتي في إطار استراتيجية شاملة، تهدف إلى تحسين التغطية الصحية في المناطق النائية. وذكر أن هذه القوافل ليست مجرد إجراءات مؤقتة، بل جزء من خطة متكاملة، تشمل تعزيز التوعية الصحية وتوفير متابعة دقيقة للحالات المكتشفة. وقد جندت مديرية الصحة طواقم طبية من المؤسسة العمومية الجوارية العربي بن مهيدي، للقيام بهذه الجولات في قرى بلدية الخروب، مثل مشتة بلهامل، وقرية قطار العيش، ودوار بلخوان، حيث تم توفير إمكانيات مادية لإجراء الفحوصات، بالإضافة إلى سيارة إسعاف لنقل الحالات الاستعجالية. كما شهدت هذه الجولات، حضور متخصصين في الأمراض المعدية والباطنية وطب الأطفال، وأطباء أسنان، وأطباء عامين، وشبه طبيين، ومساعدين اجتماعيين، ونفسانيين. وخلال هذه الجولات، تم فحص العديد من الحالات المرضية واستجواب المواطنين عن أعراض مرض السكري، مثل جفاف الفم والعطش والبول المتكرر والتعب غير المبرر. كما تم فحص الأطفال ومراقبة دفاترهم الصحية وصحة أسنانهم، وتقديم نصائح وتوجيهات طبية وأدوية وفيتامينات. وأشار القائمون على المبادرة الصحية، التي لاقت استحسانا كبيرا في طبعتها الأولى والثانية، إلى أنه تقرر إطلاق الموسم الثالث، بعد نجاح الموسمين السابقين، وبعد تسجيل مئات طلبات سكان مناطق الظل، الذين طالبوا بتعميمها على جميع القرى والمداشر ببلدياتهم، التي تفتقر إلى الهياكل الصحية الثابتة. ويعاني جل سكان مناطق الظل من مشاكل صحية متكررة، أبرزها وفيات الأمومة، نتيجة مضاعفات ما بعد الولادة، ونقص التلقيحات للأطفال، وارتفاع ضغط الدم والسكري. لهذا، تُعتبر العيادات الطبية المتنقلة خطوة عملية لدعم هذه المناطق، خاصة أن سكانها يواجهون صعوبات في التنقل إلى أقرب عيادة، لإجراء الفحوصات الطبية أو الحصول على الأدوية.