تنظم جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية بقسنطينة، اليوم، ملتقى دوليا تحت عنوان "المدخل السياقي للحديث النبوي، أسسه النظرية وتطبيقاته عند أعلام الجزائر وتونس"، بهدف تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية والمذهبية للمدخل السياقي للحديث النبوي وأثره في تأسيس الهوية الوطنية في كلا البلدين. يتناول الملتقى، حسب القائمين عليه، بيان المنطلقات المرجعية وأبعادها التاريخية والمذهبية في مدونات أعلام الجزائر وتونس، حيث أشاروا إلى أن النص اللغوي بأجناسه المختلفة، يولد في كنف أحوال تستجيب تلقائيا لظروف ومقامات، تتشابك فيها عوامل كثيرة، وتتفاعل فيها المرجعيات، قصد إثبات مقومات التغيير وتكريس مبادئ الانتماء المكاني والأممي والإنساني. وأضاف منظمو الملتقى الدولي، أنه يؤكد على أثر المدخل السياقي للحديث النبوي الشريف، في تأسيس الهوية الوطنية وامتدادها التاريخي والمكاني والإنساني، حيث يبرز هذا الأثر كيفية معالجة أعلام الجزائر وتونس لقضايا الوطن والأمة باستخدام الحديث النبوي، مما يساهم في تحقيق الغايات المعنوية والجمالية والقيمية. وسيوضح الملتقى، أهمية الاستدلال الإجرائي في الكشف عن أهمية مجاورة الحديث النبوي الشريف للقرآن الكريم، واتصاله الوثيق به، وهو التفاعل، حسبهم، الذي يساهم في تحقيق الأغراض والغايات المعنوية والجمالية والقيمية عند أعلام الجزائر وتونس، ويظهر كيفية استثمارهم لهذا التراث في تحقيق أهدافهم الإصلاحية والفكرية. وأضاف القائمون على الملتقى، الذي جاء بالتعاون وجامعة الزيتونة بتونس، أنه سيركز على الوقوف على خصوصية استثمار أعلام الجزائر وتونس للحديث النبوي الشريف لفظًا ومعنى ومقصدًا، وهذا من خلال دراسة المداخل السياقية وتمظهراتها الأسلوبية واللغوية في مدوناتهم، ما يعزز فهم تأثير الحديث النبوي في التراث الثقافي والفكري للبلدين، باعتبار أنه يسعى إلى تفعيل وتعزيز التعاون البحثي والعلمي بين الجامعتين الجزائرية والتونسية. هذا التعاون يساهم في توسيع المشروع المشترك وتحقيق إضافة جامعة وحاسمة في مجالات البحث والدراسة، مما يعمق الفهم المتبادل ويعزز الروابط الثقافية والفكرية بين البلدين. يمثل هذا الملتقى، فرصة ثمينة لبحث وتبادل الأفكار والرؤى حول تأثير الحديث النبوي في تحقيق الهوية الوطنية، كما سيوفر منصة للتعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعتين، ما يعزز من مكانة التراث الفكري والديني في بناء المجتمعات.