احتفت جامعة "بوبكر بلقايد"، خلال الأسبوع الجاري، بذكراها الخمسين لتأسيسها، كانت خلالها قلعة للفكر والإبداع في شتى المجالات العلمية، ليصل تعداد طلابها اليوم إلى 40 ألف طالب، موزعين على 7 أقطاب جامعية، خرجت عشرات الآلاف من الإطارات. احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى، بقطب كلية الطب وسط مدينة تلمسان، احتفالية بمناسبة خمسينية تأسيسها (1974-2024)، بحضور أكاديميين وباحثين وطلاب وكبار الشخصيات، ونواب البرلمان بغرفتيه، وأعضاء اللجنة الأمنية، ومدير جامعة مستغانم، ومدير جامعة سيدي بلعباس، ومدير جامعة عموم إفريقيا للمياه والطاقات المتجددة، الأساتذة، وإطارات الولاية، وممثلي أعضاء المجلس الأعلى للشباب، تحت إشراف والي تلمسان، يوسف بشلاوي، حيث تبقى هذه المؤسسة التعليمية الجامعية، منارة للفكر والإبداع، ونموذجا للتكوين والبحث العلمي. وأبرز بشلاوي، في كلمته بالمناسبة، الدعم الكامل من الدولة للمؤسسات التعليمية، ودور الجامعة في مجالات البحث المختلفة، من براءات الاختراع والابتكارات والبحوث العلمية، مسلطا الضوء على الدور المحوري للفاعلين الاقتصاديين والصناعيين، والانفتاح على المحيط الاجتماعي والاقتصادي، للاستمرار في مسيرة الإبداع وبناء مجتمعات المعرفة، معتبرا جامعة تلمسان، شهادة حية، ومثالا ملموسا على التطور الذي حصل في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، إذ أصبحت اليوم من أكبر الجامعات في الوطن، بتعداد طلبة يتجاوز 40 ألف طالب، و7 أقطاب جامعية كبرى في مختلف اختصاصات العلوم، بالإضافة إلى ثماني كليات ومعهد "ISTA"، و80 مخبر بحث، و17 إقامة جامعية بمطاعم مدمجة، و3 مطاعم مركزية بطاقة استعابية تقدر ب 14100 مقعد وخدمات النقل. وأضاف، أن جامعة تلمسان، عرفت هذا التطور بفضل تضحيات مؤسسيها من أساتذة وعمال وطلبة، من بينهم الشهيد "أبوبكر بلقايد" وزير التعليم العالي، إذ تتشرف جامعة تلمسان بحمل اسمه، منوها أيضا بالتزام السلطات المحلية بإنجاح مشروع المعهد الإفريقي لعلوم الطاقة والمياه، بما في ذلك التغيرات المناخية، آملا في أن يبقى الرهان اليوم فيما تضيفه جامعة تلمسان في مجالات البحث المختلفة، من براءات الاختراع والابتكارات والبحوث العلمية، والتقرب من الفاعلين الاقتصاديين والصناعيين، للانفتاح على المحيط الاجتماعي والاقتصادي. من جهته، أكد مدير جامعة تلمسان، البروفيسور مراد مغاشو، أن الجامعة الجزائرية ستواصل مسيرتها نحو المزيد من الإنجازات، وستلعب دورا محوريا في بناء مجتمع المعرفة في الجزائر، مستعرضا محطات تطور الجامعة عبر العقود الخمسة الماضية، والإنجازات العلمية والأكاديمية التي حققتها الجامعة، مسلطا الضوء على الدور المحوري للأساتذة والطلاب في رفع اسم الجامعة عاليا، في وصفه للمؤسسة بأنها صرح علمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. وأكد مغاشو، على أهمية الاستمرار في مسيرة التميز والإبداع، مطالبا بضرورة مواصلة الجهود لتعزيز الدور الاقتصادي للجامعة، من خلال تثمين نتائج البحث العلمي، وجعل الجامعة قاطرة للتنمية الوطنية، خاصة وأن تخرج أول دفعات في العلوم الاجتماعية والإنسانية باللغة الوطنية، لصالح المركز الجامعي سابقا، كانت في جوان 1984، وفي أوت 1984، تم وضع الخارطة الجامعية الجديدة، بالتالي تأسيس المعاهد الوطنية للتعليم العالي، الأمر الذي نتج عنه من جهة السماح لبعض الشعب التي كانت تمثل أقساما بسيطة، أن تأخذ شكل معاهد، ومن جهة أخرى، ظهور شعب جديدة. تميزت هذه المرحلة أيضا، بإضافة التعليم من المستوى الخامس بشهادة الدراسات الجامعية التطبيقي، وبجعل ما بعد التدرج في كل الشعب للمرة الأولى على مستوى تلمسان، وأخيرا بافتتاح ما بعد التدرج للمرة الثانية، ابتداء من سنة 1991-1992، ومن خلال هذه السنوات 15 من التكوين، ولدت جامعة "أبو بكر بلقايد" تلمسان، ككيان علمي جديد غني بفترة النضج ومنفتح على التحديات الجديدة. وقد تميز الحفل، بعرض وثائقي استثنائي، استعرض مراحل تطور الجامعة عبر السنين، حيث شاهد الحضور، مسيرة مليئة بالإنجازات والتحديات. ومن أبرز ما تضمنه العرض، الشهادات الحية لمدراء الجامعة السابقين، الذين ساهموا بشكل كبير في بناء هذه المؤسسة العريقة، تقديرا لجهودهم الجبارة وإسهاماتهم القيمة في تطوير الجامعة، مع تكريم أصغر أساتذة الجامعة؛ الأستاذ خالد مساد، من كلية العلوم الاقتصادية والتسيير، الذي يمثل الجيل الجديد من الأكاديميين، والذي يواصل مسيرة البناء والتطوير التي بدأها أسلافه. كما حظي عدد من أعضاء هيئة التدريس والموظفين المتوفين، الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الجامعة، بتكريم خاص، وفي مقدمتهم فقيد المركز الجامعي مغنية، البروفيسور مراد نعوم، الذي وافته المنية في شهر سبتمبر المنصرم، كبادرة وفاء وتقدير لما قدمه للمركز الجامعي، خاصة في السنوات الأخيرة، والارتقاء به إلى مصاف المراكز الكبرى، فضلا عن تكريم عائلة الفقيد "أبو بكر بلقايد" الذي تحمل الجامعة اسمه. وبعد عرض فيديو مؤثر، تضمن شهادات لطلبة الجامعة المحليين والدوليين، ألقى البروفيسور "جون كوليدياتي"، رئيس جامعة عموم إفريقيا، كلمة مؤثرة، أشاد فيها بجامعة تلمسان كنموذج متميز في مجال التعليم العالي، مشيداً بجهودها المتواصلة في خدمة العلم، مضيفا أن الجامعة تمثل منارة للفكر والإبداع، وتساهم في تشكيل مستقبل الأجيال القادمة، ليتم بعدها تقديم الجوائز لمجموع من الأساتذة المتميزين في السنوات الأخيرة. وأظهرت الجامعة من خلال هذا الاحتفال، تقديرها العميق لدور شركائها، على غرار (سوناطراك)، (صينال) و(الديوان الوطني للتأليف والنشر)، حيث تم تكريمهم بشهادات تقدير نظير دعمهم المتواصل، كما حظيت 3 مشاريع مبتكرة بأفضلية الجوائز وأفضل مقال أدبي، في مسابقة الجائزة الأدبية، وأفضل صورة في مسابقة أجمل صورة فوتوغرافية. كما تم تكريم مختلف الرياضيين والرياضيات المتميزين في مختلف المنافسات بالجامعة، مما يؤكد أن التميز في جامعة تلمسان، يشمل جميع المجالات، وليس مقتصرا على الجانب الأكاديمي فقط.