صدر للمهندس المختص في تنسيق الحدائق، كمال الوافي، كتاب بعنوان "تخيلات للمناظر الطبيعية في الجزائر 1996 - 2019، باتنة، خليج الجزائر، البليدة، بسكرة، الجناح الجزائري في إكسبو 1998 لشبونة "عن دار نشر "ألترناتيف أوربانس"، يجمع مشاريع عديدة تتعلق بتصميم الحدائق، وتوسعيها. تحدّث الوافي إلى "المساء" عن إصداره الجديد، الذي يضم كل رسوماته التي قدمها مجانا للجزائر، حول مشاريع عديدة تتعلق بتصميم الحدائق وتوسعيها، بالإضافة إلى الساحات والهندسة المعمارية، والتي شارك في مسابقاتها لكن دون نتيجة تُذكر ما عدا حديقة بسكرة "الزيبان" ، التي أنجزها في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017. الوافي الذي فتح مكتبا حول مهمة تنسيق الحدائق بالجزائر قبل أن يرحل إلى برلين ويعيش فيها بعد أن فاز بمسابقة نُظمت فيها حول الموضوع في معرض عالمي، أنجز، مؤخرا، حديقة مصممة وفق الفن الإسلامي في نفس المدينة؛ أي برلين. وبين هذين المشروعين مسيرة مهنية طويلة لكمال، أراد أن يكون لها تأثير في بلده، لكنه لم يحقق رغبته رغم أنه نسّق حدائق، وأنجز مشاريع عديدة في دول كثيرة؛ مثل فرنسا، والنمسا، وألمانيا. المشروع الوحيد الذي جسده بالجزائر كان حديقة الزيبان ببسكرة. وقد عبّر في حديثه إلى "المساء" ، عن خوفه من إنجازه رغم كسبه خبرة معتبرة؛ فليس سهلا تصميم حديقة في الصحراء، لكنه تمكن من تحقيق ذلك. أما عن كل المشاريع الأخرى التي لم تر النور في الجزائر، فيمكن المختصين وحتى هواة فن تنسيق الحدائق، معرفتها من خلال الكتاب الجديد لكمال الوافي، الذي سيقدم مشروعه الجديد المتعلق بصنع مجسمات أهرامات بالهيليوم في العديد من الدول بما فيها الجزائر، وتحديدا في المسمكة، يمكن تفكيكها في يوم واحد، مضيفا أنه يبتغي من خلال هذا المشروع الجديد الذي سيعرف النور قريبا، التصدي لمحاولة الغرب الاستحواذ على تاريخنا، وكنوزنا. عودة إلى كتاب كمال الذي يمكن من خلال تصفّح أوراقه اكتشاف المشاريع التي أنجزها الوافي بأوروبا، وكذا أفكاره ورسوماته الأولية لساحات وحدائق الجزائر، تخيَّلها كمال خلال ثلاثين سنة الماضية. وهي تصاميم لحدائق وهياكل حضرية في الجزائر، يرى كمال أنها تحتاج إلى تعديل، وتصحيح؛ لإضفاء الجمال عليها. وتجمع بين الثقافة، والتاريخ، والطبيعة. وتبرز أسلوبه المتميز في الأرابيسك، الذي يمثل جسرا بين الشرق والغرب. رسومات لتوسيع واجهة العاصمة البحرية عن بعض المشاريع التي ماتزال مجرد رسومات وقد تتحول في يوم ما إلى واقع، ذكر كمال توسيع الواجهة البحرية للعاصمة؛ من خلال وضع جميع البنى التحتية تحت الأرض؛ مثل الطرقات، ومحطات القطار، والحافلات، ومواقف السيارات، وإدارة نقل النفايات، وغيرها. وسيكون هذا الساحل عبارة عن متنزهات، ومطاعم، ومنشآت صغيرة، ومن أجل تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمدينة. وذكر كمال، أيضا، أنه رفقة المهندس المعماري أكلي عمروش، فكرا في إحياء الواجهة البحرية للجزائر العاصمة؛ من خلال إنشاء رصيف بحري واسع، مرتبط، بشكل مباشر، بالبحر وأنشطته، بالإضافة إلى تصميم حدائق في الأماكن المنهارة بالقصبة، وتوسيع حديقة التجارب نحو البحر؛ من خلال بناء نفق وطريق تحت الأرض على طول عرض الحديقة. وكشف المتحدث، أيضا، عن مشروع إنشاء حديقة البستان بالمسجد الأعظم، الذي لم ير النور أيضا. وهو عبارة عن مجموعة من المساحات والحدائق التقليدية والعصرية، بالإضافة إلى فضاءات للتفاعل الاجتماعي والترفيه، التي تشهد تداخلا بين الأرابيسك وفنون أخرى.