حذر السيد الطيب بلعيز وزير العدل حافظ الأختام أعوان حراسة السجون وكل القائمين على تسيير وحراسة المؤسسات العقابية من الإساءة للمساجين في كل معاملاتهم، مؤكدا أنه لن يتسامح مع أي عون يعتدي على المساجين مهما كانت صفته، وهو السياق الذي أضاف من خلاله بأنه يتلقى يوميا تقارير عن وضعية السجون والسجناء من طرف المفتشية المكلفة بمتابعة حالة السجناء. وأوضح السيد بلعيز أن كل من يقوم بالاعتداء على السجناء سيتلقى العقوبة اللازمة لأنه لا يحق لأي كان أن يعتدي على سجين أو يشتمه مهما كان الحال لأن كل سجين موجود بالمؤسسة العقابية يتلقى عقوبة جراء ما ارتكبه من خطأ وذلك بحرمانه من الحرية وبالتالي فلا يمكن معاقبته بأي شئ أخر. وجاء تصريح الوزير للصحافة على هامش الزيارة التفقدية التي قادته إلى مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش نهاية الأسبوع على خلفية اعتداء عون حراسة السجون بسجن البليدة على سجين محكوم عليه في قضية بنك الخليفة، حيث جدد الوزير التذكير بأن التحقيق الذي قامت به المصالح المعنية بين فعلا أن هذا العون اعتدى على السجين بالضرب بعد الشكوى التي تقدمت بها زوجة هذا الأخير، وقد تم وضع العون رهن الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمته. وذكر السيد بلعيز أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد تم تسجيل عدة حالات من قبل تسبب فيها 14 عونا من حراس السجون وهم يقضون حاليا عقوباتهم بالسجن أيضا. وفي حديثه عن ضرورة احترام حقوق المسجون وحماية كرامته قال المسؤول عن قطاع العدالة بأن المفتشية الخاصة بمراقبة وضعية المساجين التي نصبت منذ ستة أشهر تصدر تقارير دورية عن أوضاع المحبوسين داخل كل السجون المنتشرة عبر ربوع الوطن. من جهة أخرى فند الوزير الإشاعات التي روجت لها بعض الجهات بخصوص وجود سجون سرية بالحراش وورقلة، مضيفا بأن "هذه السجون السرية التي تتحدث عنها هذه التقارير لا توجد إلا في مخيلة هؤلاء الناس الذين يتحدثون عنها، وهي مجرد إشاعات لأن الجزائر مستهدفة من قبل بعض الأطراف التي تحاول تلطيخ صورتها". وفي موضوع آخر يتعلق بالمساجين الجزائريين بليبيا الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرا ثمن السيد بلعيز مبادرة القائد الليبي معمر القذافي التي قال عنها أنها مبادرة طيبة تبرهن على العلاقة الطيبة بين الجزائر وليبيا، موضحا بأن العفو ليس حقا للسجناء وإنما هو مبادرة حسنة قام من خلالها القائد الليبي بإصدار عفو رئاسي عن 33 سجينا كان محكوما عليهم بالإعدام والسجن مدى الحياة لارتكابهم جرائم خطيرة جدا. وكان القائد الليبي قبل ذلك أصدر عفوا رئاسيا سمح بإطلاق سراح 28 محبوسا جزائريا في الأشهر الأخيرة وقبلها قام بالعفو عن 30 سجينا أخر خلال السنة الماضية، وفي هذا السياق أضاف المتحدث أنه لم يبق عدد كبير من السجناء الجزائريين بليبيا ومن المنتظر أن يطلق سراحهم قريبا. وبمناسبة زيارته لمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش للاطلاع عن وضع السجناء في شهر رمضان أمر السيد الطيب بلعيز بتعيين فرق طبية للقيام بالمداومات خلال الليل بقاعات العلاج وقاعات جراحة الأسنان للاستجابة لطلبات المساجين المرضى الاستعجالية، وبالتالي لا بد من تعيين أطباء أسنان لضمان هذه الخدمات في هذه الفترة. كما طالب المتحدث من القائمين على هذه المؤسسة العقابية بتحسيس كل النساء السجينات بالتسجيل في دروس التعليم والتكوين المقدمة بالمؤسسة، مع إجبار الأحداث على التعليم والدراسة لتسهيل عملية إعادة إدماجهم وتمكينهم من الحصول على شهادات وتحسين مستواهم التعليمي بدل القبوع بين القضبان دون فعل أي شئ. وكانت هذه الزيارة لسجن الحراش الذي يوجد به حاليا 3283 سجينا منهم 1423 محكوم عليهم نهائيا و1860 متهما ومن مجموعهم يوجد 67 حدثا و165 امرأة فرصة لتوجيه تعليمات بضرورة السهر على أنسنة ظروف الاحتباس وتحسين وجبات الغذاء خاصة في رمضان والسهر على تقديم البرامج التكوينية والتعليمية وبرامج الإرشاد الديني لتسهيل الإدماج الاجتماعي لجعل من السجين مواطنا صالحا بعد خروجه من المؤسسة وإبعاده نهائيا من العودة إلى الجريمة من جديد. من جهة أخرى تم سهرة أول أمس بهذه المؤسسة تكريم المساجين الفائزين في مختلف النشاطات والمسابقات الدينية، الثقافية والرياضية المنظمة بمناسبة شهر رمضان، وذلك بتوزيع الجوائز على الأربعة مساجين المتفوقين في مسابقة ترتيل وتجويد القرآن الكريم وكذا المتفوقين في المسابقات الرياضية من المساجين الأحداث بالإضافة إلى تكريم السجينات المتفوقات في مختلف المسابقات الفكرية والثقافية. وأكد السيد مختار فليون المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج في كلمة ألقاها بالمناسبة على أهمية هذه المسابقات والنشاطات في تربية النزلاء ومساعدتهم على العودة إلى أحضان المجتمع، موضحا أن مشاركة المحبوسين في هذه النشاطات هو دليل على حيوية إعادة الإدماج والتوجه التصحيحي والتربوي الذي خضعوا له داخل هذه المؤسسة.