في إطار تعزيز جمالية العاصمة وتنشيط المدينة، تنطلق بولاية الجزائر، الطبعة الثالثة لحملة التنظيف الكبرى يومي 27 و28 ديسمبر الجاري، تزامنا مع عطلة الشتاء للتلاميذ، تحت شعار "نتعاونو شوية حومتنا تبقى نقية"، وذلك عبر مختلف البلديات، بمشاركة شتى شرائح المواطنين، كالأطفال والشباب؛ لترسيخ ثقافة النظافة، والمواطَنة الفاعلة، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققتها الحملة الكبرى في الطبعتين الأولى والثانية. أوضح الإطار بمصالح ولاية الجزائر عبد العالي بركاني ل "المساء"، أن هذه المبادرة تُعد من أبرز الجهود الرامية إلى تحسين نظافة الأحياء، وتعزيز الوعي البيئي، وإشراك المواطنين والجمعيات المحلية في تحقيق بيئة نظيفة ومستدامة، مشيرا إلى أن الطبعتين الأولى والثانية أثمرتا نتائج متميزة؛ حيث جُمع أكثر من 55 ألف طن من النفايات، مع القضاء على العديد من النقاط السوداء؛ ما انعكس إيجابا على البيئة العامة للعاصمة. وفي هذا الصدد، تستعد ولاية الجزائر لإطلاق الطبعة الثالثة لحملة النظافة الكبرى نهاية الأسبوع الجاري؛ بهدف تحقيق نتائج أوسع، وأثر أشمل عبر إشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين. وتركز الحملة في طبعتها الثالثة، حسب المتحدث، على تحقيق أهداف متعددة، أبرزها تحسين جمالية الأحياء، والقضاء على النقاط السوداء، وتعزيز الوعي البيئي في المواطنين، وتشجيع التعاون بين مختلف الأطراف؛ من سلطات محلية، وجمعيات، وسكان لتحقيق بيئة نظيفة ومستدامة، فضلا عن تقوية الروابط من خلال العمل الجماعي؛ حيث يتم تنسيق الجهود بين السلطات والجمعيات، ولجان الأحياء؛ لضمان استمرار النتائج المحققة. وتشهد الحملة تنظيم ورشات تفاعلية للأطفال والشباب؛ لتحفيزهم على المشاركة في الأنشطة البيئية، وغرس قيم الحفاظ على النظافة. وأُعدت خطة شاملة لضمان نجاح الحملة، بداية من التحسيس والتوعية، إلى التنظيم، والتنسيق الميداني. وتشمل الخطة، مثلما ذكر بركاني، إقامة نقاط تحسيسية في البلديات، عبر تنصيب خيم بمثابة نقاط اتصال وتوجيه، تضم عناصر مختلفة ومتمكنة للقيام بمهام التحسيس، والتقرب أكثر من المواطن؛ لتحفيزه على المشاركة في هذه المبادرة البيئية، وتنظيم لقاءات مع الجمعيات المحلية ولجان الأحياء، لتعبئة المجتمع المدني عبر الاستماع لانشغالاتهم، ووضع خطة لسير الحملة وعدد المتطوعين، واستخدام وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للترويج للحملة، وتحفيز المشاركة. وعلى صعيد آخر، سُخّرت كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذه الحملة. وسيتم توزيعها بشكل مدروس، مع تخصيص شاحنات وأدوات التنظيف حسب الطابع الجغرافي والكثافة السكانية، وتحديد النقاط السوداء التي تحتاج إلى تدخّل عاجل. كما تم التنسيق مع كافة الجهات المعنية؛ لضمان توفر المعدات، والفرق الميدانية في الوقت المحدد، والمتابعة المستمرة والآنية لسير الحملة؛ لضمان نجاحها. وبهدف ضمان المرافقة التامة للمواطنين، سيتم تسخير معدات التنظيف الضرورية؛ من مجارف، ومكانس، وأكياس بلاستكية، ستوزَّع قبل بداية الحملة، التي من المتوقع أن تساهم، مثلما أكد المتحدث، في تحسين النظافة العامة، والقضاء على النقاط السوداء، وزيادة الوعي البيئي بين جميع فئات المجتمع، خاصة الأطفال والشباب؛ ما يساعد في غرس ثقافة النظافة كجزء أساسي من حياتهم اليومية. ولفت بركاني إلى أن نجاح الطبعة الثالثة لحملة النظافة، يعتمد على التعاون المشترك بين جميع الأطراف بمن فيهم السلطات المحلية، والجمعيات والمواطنون. ويسمح هذا الجهد الجماعي بتحقيق تحسين حقيقي ومستدام للبيئة العامة في العاصمة، وترسيخ قيم النظافة والمواطنة في الأجيال القادمة، موضحا أن حملة التنظيف الكبرى ليست مجرد مبادرة بيئية، بل هي مشروع مجتمعي شامل، يهدف إلى تحسين نوعية الحياة، وجودة البيئة في ولاية الجزائر. يُذكر أن عملية التحسيس انطلقت عبر عدة بلديات بالعاصمة. كما نُصبت خيم كبرى؛ تحضيرا لانطلاق العملية الجمعة القادم، وتقديم الدعم للمشاركين فيها.