جدد سكان مزرعة "شعلال السعيد 2" بالرويبة، مطلبهم للسلطات المعنية، من أجل التدخل والتكفل بانشغالاتهم المطروحة منذ عدة سنوات، وعلى رأسها مشروع شبكة الصرف الصحي المتوقف منذ فترة، بعد أن تقدمت الأشغال به بنسبة كبيرة، ليبقى الحي غارقا في مياه الصرف الصحي التي تغمر المنازل ومختلف المسالك، فضلا عن الروائح الكريهة والأمراض العديدة التي أصيبوا بها، والتي تزداد حدتها في فصل الشتاء، في انتظار تجسيد الجهات الوصية للوعود التي أطلقتها، في وقت سابق، وتجسيد المشاريع المبرمجة بالمنطقة. أوضح ممثل مزرعة "شعلال السعيد 2" ل«المساء"، أن السكان يعيشون ظروفا قاسية ووضعا بيئيا متدهورا، نتيجة توقف مشروع الربط بشبكة الصرف الصحي منذ سنتين، دون أن تتحرك السلطات المحلية لوضع حد لهذا المشكل، الذي تحول إلى هاجس حقيقي بالنسبة إليهم، خاصة عند تساقط الأمطار التي تزيد الوضع سوءا، حيث تغمر مياه الصرف الصحي جميع المسالك، وحتى ساحات المنازل ومداخلها. وقد أدى ذلك، إلى احتجاج السكان وإقدامهم على قطع الطريق المؤدي من الرويبة نحو حراقة وقهوة الشرقي ببرج البحري، يوم الأحد الأخير، ما أدى إلى اختناق مروري فظيع على مستوى هذا الطريق، الذي يعرف حركية كثيفة للمتوجهين نحو الجهة الشرقية للعاصمة. وسبق لسكان هذا الحي، أن أقدموا على قطع الطريق، وكان آخرها الأحد الماضي، لحمل السلطات المعنية على التدخل ووضع حد لمعاناتهم، من خلال إنهاء مشروع الصرف الصحي المتوقف، بعد أن سجل تقدما كبيرا في الإنجاز، والذي استأنفت أشغاله في الأيام القليلة الماضية، قبل أن يتوقف مجددا، بسبب سكان الحي الفوضوي "صواشات"، الذين تدخلوا لمنع صاحب المشروع من مواصلة الأشغال، إلى غاية ترحيلهم من الموقع وإعادة إسكانهم في أقرب وقت. من جهته، تنقل الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية الرويبة، يحمي الجيلالي، رفقة السلطات المحلية للبلدية، إلى موقع الاحتجاج، واستمع لانشغالات سكان مزرعة "شعلال السعيد 2"، الذين وعدهم باستئناف أشغال مشروع شبكة الصرف الصحي، خلال هذه الأيام، كما تحدث إلى سكان حي "صواشات" القصديري، وأكد لهم، أن عملية إعادة الإسكان هي برنامج مصالح ولاية الجزائر، وليس المقاطعة الإدارية للرويبة، وأنه من غير المقبول أن يعيقوا مواصلة مشروع هام، مثل شبكة الصرف الصحي، التي تشمل عدة أحياء وأحواش بالمنطقة، من أجل الضغط على السلطات، لترحيلهم. في هذا الصدد، ذكر مصدر من بلدية الرويبة ل«المساء"، أن شبكة الصرف الصحي، تم إنجازها داخل مزرعة "شعلال 1" و«شعلال 2"، غير أنه لم يتم ربطها بعد بالشبكة الجديدة للصرف الصحي، بعد أن توقفت الأشغال على مستوى حي "صواشات"، حيث تتم عملية التفريغ حاليا عن طريق استعمال مضخة، مرتين في الأسبوع، عوضا من تصريفها بمحطة التصفية المتواجدة بمحطة حراقة. وقد انعكس هذا الوضع، على سكان مزرعة "شعلال السعيد 2" الذين احتجوا، لإيصال معاناتهم إلى السلطات، خاصة وأن المياه المستعملة، تعود عبر القنوات لتغمر الحي الذي يوجد في وضع كارثي، حيث تنتشر الروائح الكريهة والحشرات، فضلا عن المشاكل الصحية العديدة التي أصيبوا بها، كالحساسية والربو والطفح الجلدي وغيرها. كما يشتكون من اهتراء الطرق، التي لم تخضع للتهيئة، وتوجد في حالة كارثية، وانعدام الغاز الطبيعي، الذي أصبح أكثر من ضرورة، خاصة وأن شبكة الغاز الطبيعي قريبة من الحي، ولا تتطلب أشغال عميقة لتوصيله.