❊ لا نريد اعتذارا أو تعويضا كون قيمة الشهداء لا تضاهيها أي قيمة مالية ❊ كواحد من أبناء الشهداء لن أتقبل أن يشكّك مجهول الأب في أصل الجزائريين أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مواصلة الجزائر دعمها للقضية الفلسطينية ولكل القضايا العادلة في العالم، مضيفا أنه منذ مباشرة الجزائر لعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن للأمم المتحدة وهي تخوض معركة من أجل القضية الفلسطينية والأمر ذاته بالنسبة للقضية الصحراوية. شدّد الرئيس تبون في خطابه للأمة أمام البرلمان بغرفتيه بقصر الأمم بنادي الصنوبر، أمس، على أن الجزائر ستواصل مساندة الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل نيل حقوقه المشروعة، قائلا في هذا الصدد، "نحن مع فلسطين ومع كل الشعوب المقهورة في العالم.. وبلادنا لن تتخلى عن فلسطين حتى تنال استقلالها وعاصمتها القدس الشريف".. كما جدّد السيد الرئيس موقف الجزائر الثابت تجاه قضية الصحراء الغربية، حيث قال بشأن هذا الموقف "لن يتغير لا اليوم ولا مستقبلا، إلى غاية تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه"، قبل أن يضيف بأن "هذا الموقف لا يعبر عن كره ضد أي طرف أو دولة". وبعد أن ذكر بأن قضية الصحراء الغربية مطروحة على مستوى الأممالمتحدة وبالتحديد لجنة تصفية الاستعمار الأممية، أوضح رئيس الجمهورية أن "فكرة الحكم الذاتي فكرة فرنسية وليست مغربية ونحن على علم بذلك منذ عقود". قبل أن يستطرد بشأن تعنّت القوة الاستعمارية بالقول "إن خيارات الحلول في قضية الصحراء الغربية، بالنسبة لهم، تتراوح بين المر والأمر، على الرغم من علمهم بأنها قضية تصفية استعمار وتقرير مصير.. والجزائر تحترم الشرعية الدولية والقانون الدولي". وعرج رئيس الجمهورية على الإجرام الذي تركه المستعمر الفرنسي في الجزائر، مشيرا إلى أن "الجنرال "بوجو" أباد الجزائريين والاستعمار ترك الخراب في الجزائر ونحن أصحاب حق لا يسقط بالتقادم، وعليهم الاعتراف بتقتيل وذبح الجزائريين"، واستغرب "كيف أنهم في الوقت الذي يدعون فيه للحضارة، يفتخرون بسلب جماجم بشرية زاعمين أنها غنائم". واعتبر الرئيس تبون أن الطرف الفرنسي غير ملزم بتقديم الاعتذار وتقديم تعويضات، بل يكفي أن يعترف بجرائمه، "كون قيمة الشهداء لا تضاهيها أي قيمة مالية، ومن الهراء تمجيد ما أنجزه المستعمر كون ذلك هراء وخرافات". وتطرّق رئيس الجمهورية إلى الآثار النووية التي خلّفها المستعمر والتي مازال سكان الجزائر يعانون من تأثيراتها، مشيرا إلى أن هذا المستعمر "لم يأبه للجانب الإنساني حيث كان همّه الالتحاق بنادي القوى النووية". وجدّد تأكيده على عدم التخلي عن الذاكرة وإصراره على صون ذاكرة الأجداد دون خلفيات، مشيرا إلى أن ذلك لا علاقة له بالقيود التجارية، حيث قال في هذا الصدد "أنا أعتبر نفسي ابن من أبناء الشهداء، ولا يمكن أن أقبل محاولات التشكيك في ذاكرة الشهداء، خاصة عندما يتعلق الأمر بإيفاد لصّ مجهول الأب يدعي بأن جزءا من أبناء الشعب الجزائري تابع لدولة أخرى"، في إشارة منه إلى الموقوف بوعلام صنصال. واستطرد الرئيس تبون بالقول "نحن أصحاب حقّ ونطالب بالاعتراف بالمناكر التي وقعت في الجزائر ولا نطالبكم بأموال وتعويضات"، مذكرا في هذا السياق بأن أكثر من 500 جمجمة لم تستردها الجزائر من باريس.