ينظم قسم التاريخ بجامعة تيارت، في 4 فيفري القادم، الملتقى الوطني الافتراضي والحضوري حول "المقاومة وأبعادها في فكر الأمير عبد القادر الجزائري (1832- 1883) - مواقف ودلالات"، الذي سيتناول جوانب مهمة من مسيرة الأمير، التي بقيت إرثا إنسانيا تستلهم منه الأجيال في كل زمان ومكان. جاء في ديباجة الملتقى، أن الأمير عبد القادر يشكل النموذج لزعيم عربي مسلم، توفرت فيه خصال، جمعت بين الفكر والمواقف في الحياة، وقد تبارت الأقلام في تبييض محاسن خصاله وتسويد مساوى أعدائه، وتنوعت الكتابات عنه في حياته وبعد وفاته رحمه الله، وكانت في البداية ممن كانوا ينقلون عنه يومياته، أمثال دي فرانس، ودوق أورليان، وليون روش والكولونيل بول آزادان، والدكتور بودانس، وهو في موقف المقاومة للاستعمار الفرنسي وبفكر سياسي محنك وقائد مغوار يخطط وينفذ، فينتصر. ثم شاعت عنه الأخبار بين القبائل في محيطه، ومحيط جيرانه، من خلال مراسلاته لخلفائه كرئيس لدولة حديثة، لها كامل المقومات التي كانت تعرف بشأن الدول في ذلك الوقت، وما يدل على شرعية مقاومته المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي، تلك المراسلات التي كان يقوم بها، وخاصة تواصله مع القناصل، ومنها قنصل بريطانيا وقنصل أمريكا بالمغرب، ولقد جسد الأمير عبد القادر الجزائري، حسب ما جاء في الديباجة، البعد الوطني، من خلال البيعة وإعلان الجهاد الذي استمر خمسة عشر سنة ضد أعتى استعمار في تلك الحقبة، وعرفه لمعنى الوطنية والذود عن حمى الوطن، وجسد البعد القومي في مؤازرته للدول العربية الإسلامية، ثم جسد البعد الإنساني في مواقفه، بعد أن وضعت الحرب أوزارها بينه وبين المحتل الفرنسي، وإقامته بدمشق من خلال منع الفتن، كتلك التي كادت أن تقع بين المارونية والدروز. إن الأمير الشاعر والفيلسوف والفقيه والمتصوف والسياسي المحنك والقائد الباسل، صفات قيلت عنه، لكن أهم مصدرين خلفهما الأمير هما، سيرته الذاتية التي كتبها سنة 1849م، والتي بها ما قيل فيه وعنه. المصدر الثاني هو كتابه "المواقف" بأجزائه الثلاثة، الذي من خلاله جسد بكل قناعة، وعن فكر متقد صقلته التجارب والمعارك ومعتركات الحياة البعد الإنساني، في عرض رائع لمواقفه المختلفة، والتي تجسد رسالة الإسلام، وعبّر عن الإنسانية بمعاني تفتقدها الفلسفات الأخرى، كونها لا تتجسد واقعا. لتضيف "نحن على يقين من أن الأقلام التي ستجسد هذه الأبعاد في هذه الندوة، ستغني جوع الباحثين قبل القرّاء والمحبين لهذا الرجل الرمز الذي جسد الوطنية والقومية والإنسانية جهادا وفكرا وموافقا، فقد لف اسمه ربوع الجزائر الحبيبة، وربوع العالم العربي وربوع العالم بأسره، مخلدا اسم الجزائر في تاريخ العظمة والعظماء. للإشارة، من أهداف الملتقى هناك "ذكر فترة من تاريخ الجزائر الحديثة" و"التعريف بسنوات الصمت الأربعة من 1843 إلى 1847" و«توصيف شخصية الأمير من خلال فكره وإنتاجه المعرفي" وكذا "التعريف بمواقف الأمير عبد القادر أثناء المقاومة وبعدها"و"إحياء لذكراه كأحد عظماء الجزائر والبشرية جمعاء"، إلى جانب "المساهمة في إثراء الدراسات الأكاديمية في كتابة تاريخ الجزائر الحديث"، و«إبراز العمق التاريخي للجزائر وانتمائها الحضاري" و«كفاح الجزائر ظل مستمرا حتى النصر". بالنسبة للمحاور، منها "البعد الوطني في فكر الأمير عبد القادر"، "البعد القومي من خلال سياسة الأمير"، "البعد الإنساني في مواقف الأمير"، "الأمير عبد القادر من خلال مؤلفاته"، فضلا عن "علاقات الأمير بدول الجوار"، "أسرة الأمير وما كتب حولها"، "العلاقات الخارجية في دولة الأمير"، "الأمير من خلال الملتقيات الوطنية والدولية" و"التصوف والعقلانية عند الأمير" و"الأمير والفتوحات المكية" و"الاستراتيجية الإدارية والعسكرية لمقاومة الأمير عبد القادر".