قال الدكتور عبد الكريم قريشي، عضو مجلس الأمة، إن ملف الصحراء الغربية أممي بامتياز، خاصة أنه مطروح على مستوى الهيئة الأممية، منذ بداية ستينيات القرن الماضي كقضية تصفية الاستعمار من إسبانيا التي كانت مستعمرة سابقة لهذه المنطقة. وأضاف في حديثه ل”سبوتنيك”، إنه انطلاقا من المبادئ الراسخة للجزائر في مجال مساندة الشعوب المناهضة للاستعمار، كان موقف الجزائر مع قضية الصحراء الغربية، أو مختلف القضايا الإفريقية التي كانت مستعمرة، فإن القضية قضية أممية بامتياز، وعلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهما كاملة. ويرى قريشي، أن “المغرب الشقيق يريد دائما إقحام الجزائر في القضية، في حين كان عليه الالتزام بتنفيذ اللوائح الأممية في هذا المجال، وأن يترك للشعب الصحراوي تقرير مصيره بنفسه، إلا أنه يصر على البقاء بعيدا عن ذلك الالتزام، محاولا الالتفاف بمقترح الاستقلال الذاتي الذي يرفضه الجانب الصحراوي، مع إصرار المغرب أن الجزائر تقف وراء ذلك، ويتناسى أن هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي لا يعترفون بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”. .. بعثة “المينورسو” وأشار إلى أن بعثة “المينورسو” هي دليل على تمسك الهيئة العامة للأمم المتحدة على أن هذه المنطقة مستعمرة، “ولا بد أن تحل في إطار قرارات ومواثيق الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وإلا كيف نفسر تواجد المملكة المغربية مع الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الأفريقي؟”. ومضى بقوله إنه على المغرب الرجوع للمفاوضات المباشرة مع ممثلي جبهة البوليساريو، وتطبيق قرارات الأممالمتحدة لمنح الشعب الصحراوي حق تقرير مصيره بنفسه. وبشأن تصريحات وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الأخيرة، يرى الدكتور عبد الكريم قريشي، عضو مجلس الأمة الجزائري أنها متكررة، وأنها محاولة منه لإلصاق مشكلة الصحراء الغربية بالجزائر، وأن ما صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ليس خارج عما تؤمن به الجزائر، وما تؤمن به منظمة دول عدم الانحياز، بإرجاع كل قضايا الصراع إلى هذه الهيئة، بما في ذلك قضية فلسطين وقضية الصحراء الغربية. .. علاقات تاريخية وشدد قريشي على أن ما طرحه أو طلبه الرئيس تبون، لا يعدو أن يكون تذكيرا بضرورة حل القضايا العالقة في العالم، داخل الهيئة المخولة لذلك. وبشأن تأثير تبادل التصريحات على العلاقات بين البلدين، أوضح قريشي أن “الجزائر لا تخلط بين العلاقة التاريخية الراسخة مع المملكة المغربية الشقيقة والشعب المغربي الشقيق، والقضية بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو التي يجب أن تعالج في المكان المخصص لها أي هيئة الأممالمتحدة، أما دور الجزائر لا يعدو أن يكون عضو ملاحظا، وأن الجزائر حريصة أن تبقى علاقتها بالمغرب، بعيدا عن قضية الصحراء لطبيعة العلاقة الأخوية، التي تربط الجزائر مع الشعب المغربي الشقيق”، حسب نص قوله. ومن جهته، يرى عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة، إن قضية “الصحراء” بالنسبة للجزائر هي جديدة قديمة، وأنه حينما تدعو الجزائر مجلس الأمن للاجتماع يسمى باحترام القانون الدولي، والخضوع لقوانين الأممالمتحدة، في ما يخص قضية تصفية الاستعمار المغربي للصحراء الغربية. وأضاف في حديثه ل”سبوتنيك” “حينما نلجأ للقانون الدولي فنحن ندعم الاستقرار في المنطقة ولا نزعزعه، الجزائر مواقفها واضحة من اَي ملف خارجي، وهو عدم التدخل في شؤون الآخرين، وتدعيم الشرعية الدولية هناك لوائح أممية واضحة تدين المغرب في ملف الصحراء”. واستطرد بقوله :” يجيب مجلس الأمن والأممالمتحدة ولا تجيب الجزائر، وبالنسبة لأزمة كورونا فهي أزمة صحية عالمية خطت الجزائر خطوات مهمة في محاصرة الفيروس، من خلال إجراءات صحية أدت لمحاصرة الفيروس، ونسعى للوصول إلى اكتفاء ذاتي في التحاليل والدواء، وهذا ما سيتحقق خلال أيام. وشدد على أن الجزائر تعمل بهدوء، ولم تستعمر بلدا، ولم تتعد على الشرعية الدولية وتستمر في هذا المنهاج، وهو احترام القوانين والشرعية الدولية.