استقبل سكان غزة اليوم الأول من العام الجديد بمجزرة صهيونية أخرى مروعة راح ضحيتها 19 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء، ارتقوا في قصف للطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة جباليا شمال القطاع ليضافوا إلى جرح فلسطيني عميق لا يزال ينزف منذ 15 شهر. ففي الوقت الذي يحتفل به العالم بعام انقضى وآخر حلّ بالألعاب النارية وشجرة عيد الميلاد، يتلقى الغزيون المزيد من القنابل والصواريخ التي تتهاطل على رؤوسهم في كل نقاط تواجدهم في المنازل والخيام ومراكز اللجوء والمستشفيات. وتزامنا مع دخول السنة الجديدة منتصف ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، استهدفت آلة الدمار الصهيونية للمرة الألف منطقة جباليا في شمال غزة التي حولتها إلى رماد وسوت مبانيها في الأرض في مشهد مرعب زادته الأمطار الغزيرة وبرودة الطقس وانعدام أدنى مقوّمات الحياة جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المطبق سوءا وقساوة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تعرض 1542 خيمة تؤوي نازحين في مخيّمات النزوح ومراكز الإيواء بمناطق قطاع غزة إلى الغمر بمياه الأمطار، التي شهدتها الأجواء الفلسطينية خلال اليومين الماضيين. وأوضح أن فرق الإنقاذ رصدت مئات الخيام التي غمرتها مياه الأمطار بمستوى منسوب يزيد عن 30 سم وإصابة كثير من النازحين بحالات ارتعاش بسبب البرد وتلف أمتعتهم وأفرشتهم. ورصدت طواقم الدفاع المدني في محافظة غزة 242 خيمة غمرتها مياه الأمطار في كل من المخيمات المقامة على أرض ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة، و185 خيمة مقامة على أرض مجمّع السرايا و70 خيمة مقامة على أرض موقف الشجاعية. كما رصدت في محافظة رفح 170 خيمة غمرت بالمياه مقامة على شارع البحر وفي محيط منطقة استراحة "فش فرش"، وفي خانيونس في منطقة جامعة الأقصى ومحيط سجن أصداء وبركة حي الأمل تضرّرت أكثر من 665 خيمة وغمرت بالمياه. وفي محافظة الوسطى تركزت الخيام التي غمرتها المياه في منطقة غرب دير البلح بالبصة ومحيط البركة ومنطقة وادي السلقا بلغت 210 خيمة. وأضاف المكتب الإعلامي أن هذه الخيام تعرّضت لتسرّب مياه الأمطار بمنسوب يزيد عن 30 سم، في حين أن مئات الخيام الأخرى تسرّبت إليها مياه الأمطار دون هذا المنسوب ولم يتمكن النازحون فيها من استخدامها حتى ينتهي المنخفض الجوي. من جانبه، أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة، بسام زقوت، أن الأزمة في القطاع في قمتها خاصة مع سقوط أمطار غزيرة دمرت خيام النازحين والأفرشة وفي ظل شحّ الموارد اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وحذّر في تصريحات أمس من أن "قطاع غزة يعيش تجربة أليمة مليئة بالمعاناة التي تزداد يوما بعد يوم، خاصة في الفترة الراهنة، حيث يشتد الجوع من ناحية والبرد من ناحية أخرى وتنعدم الاحتياجات المعيشية الأساسية". وأوضح أن النقاط الطبية التابعة للجمعية ترى انعكاسات البرد بشكل متزايد لدى الأطفال المرضى، حيث أن 90% من الأطفال المتردّدين على النقاط الطبية يعانون من أزمات تنفسية علوية وآخرين دخلوا في مضاعفات التهابات رئوية ويتم تحويلهم إلى المستشفيات ومنهم من قد يكون مصابا بالتهابات السحايا. وأشار مدير الإغاثة الطبية بغزة إلى أن ما يزيد معاناة الفلسطينيين هو شحّ الموارد والمواد الغذائية اللازمة لتقوية المناعة وانقطاع الأدوية اللازمة للاستمرار في علاج المرضى. انخفاض سكان غزة بمقدار 6% مع نهاية 2024 أعلن مركز الإحصاء الفلسطيني انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 6% مع نهاية عام 2024 بسبب استمرار حرب الإبادة الصهيونية على القطاع منذ قرابة 15 شهرا. وأكد المركز في تقرير له أن "أكثر من 45 ألف شهيد في فلسطين ارتقوا منذ السابع من أكتوبر 2023 منهم 98% منهم في قطاع غزة. كما غادر القطاع أكثر من 100 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان". وذكر أنه بناء على آخر المعطيات فإن عدد سكان القطاع انخفض بنحو 160 ألف فلسطيني، ليبلغ 2.1 مليون منهم أكثر من مليون طفل دون سنّ 18 يشكلون ما نسبته 47% من سكان القطاع. وكان تقرير للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد أن عدد المفقودين منذ بدء الحرب على غزة بلغ نحو 11 ألف و200 مفقود لم يصلوا إلى المستشفيات. وأوضح أن قوات الاحتلال أبادت 1413 عائلة فلسطينية ومسحتها من السجل المدني بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، حيث بلغ عدد أفرادها 5455 شهيد و3467 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ولم يتبق منها سوى فرد واحد وعدد أفرادها 7941 شهيد. مقرّرة أممية تدعو الاحتلال لإطلاق سراح أبو صفية دعت المقرّرة الأممية المعنية بالحقّ في الصحة، تلالنغ موفوكينغ، الاحتلال الصهيوني إلى إطلاق سراح مدير مستشفى "كمال عدوان" الدكتور حسام أبو صفية وإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وفي منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت موفوكينغ "كوني طبيبة ومقرّرة أممية أطالب بإنهاء عملية الاعتقال الوحشية التي يفرضها الاحتلال الصهيوني على مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، وإيقاف الإبادة الجماعية في غزة". تنديدا باستمرار جرائم الاحتلال الصهيوني في غزّة ودعما لفلسطين الآلاف يتظاهرون في تركيا تظاهر مئات الآلاف أمس، في مدينة إسطنبول التركية تنديدا بجرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة لقرابة 15 شهرا ودعما للقضية الفلسطينية. ورفع المشاركون في المظاهرات الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تدعم الفلسطينيين وتدين الجرائم والانتهاكات الصهيونية المستمرة مع دخول العام الجديد 2025، كما حملوا لافتات ضخمة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزّة". ويشن الاحتلال الصهيوني منذ السابع أكتوبر 2023، عدوانا مدمرا على قطاع غزّة خلّف أكثر من 45 ألف شهيد وأكثر من 108 آلاف جريح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت في نزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص. يتعرّضون للاستهداف من الاحتلال الصهيوني منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يطالب بحماية الصحفيين طالب منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بضرورة حماية الصحفيين الفلسطينيين وتمكينهم من أداء واجبهم المهني وفقا للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف ومبادئ الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى محاسبة قادة الاحتلال الصهيوني على جرائمهم المتواصلة بحقّ الصحفيين وحرية الصحافة. دعا المنتدى، في بيان له أول أمس، المصادف ليوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، "الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود واتحاد الصحفيين العرب إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحفيين الفلسطينيين وتمكينهم من أداء واجبهم المهني وفقا للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف ومبادئ الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، علاوة عن محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الصحفيين وحرية الصحافة". وجاء في البيان "تتجدّد ذكرى يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني على وقع استمرار المعركة الإعلامية الضارية التي يخوضها فرسان الإعلام الفلسطيني دون كلل أو ملل في مواجهة آلة الدعاية والقتل الصهيونية الرامية للنيل من عزيمة وصمود الشعب الفلسطيني وتشويه نضاله الوطني وكفاحه من أجل الحرية وتقرير المصير مجسدين روح الانتماء الحقيقي لفلسطين الوطن والقضية". فعلى مدار 15 شهرا من العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة "وصل الصحفي الفلسطيني الليل بالنهار من أجل نقل مظلومية الشعب الفلسطيني للعالم أجمع" دون أن يكترث بآلة البطش والإرهاب الصهيوني. كما جاء في البيان أن 31 ديسمبر يأتي "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني" ليضع المجتمع الدولي بمؤسّساته الحقوقية والصحفية أمام مسؤولياتها وواجباتها القانونية والإنسانية، خاصة في ظل سفك جيش الاحتلال الصهيوني "دماء 201 صحفي وصحفية منذ بدء عدوانه الغاشم في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة، علاوة عن زج عشرات الصحفيين في سجونه وتعريضهم لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والمعنوي في خرق فاضح للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية التي كفلت حماية الصحفيين في مناطق الصراع". وبالمناسبة، جدّد المنتدى "إدانته الشديدة لاستهداف قوات الاحتلال للصحفيين الذين يؤدّون رسالتهم السامية في نقل الحقيقة". وطالب الأطراف المعنية بالحريات الإعلامية والمدافعة عن حقوق الإنسان بضرورة مساندة الصحفي الفلسطيني وفي مقدّمة ذلك وقف الانتهاكات الصهيونية الجسيمة بحق الصحفيين ودعمهم بمختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي بما يمكّنهم من مواصلة دورهم المهني بعيدا عن كل أشكال الضغوط والترهيب. وطالب أيضا المنتدى "المؤسّسات الحقوقية الدولية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الصحفيين المعتقلين دون ذنب أو جريمة سوى ممارسة عملهم الإعلامي المكفول بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية". وأشار إلى أن يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني يمثل "محطة لتجديد العهد والعزم على مواصلة الدور الوطني والواجب المهني بفضح جرائم الاحتلال ونقل معاناة شعبنا المناضل من أجل الحرية والاستقلال وتأكيد على مواصلة درب شهداء وأسرى الحركة الإعلامية الفلسطينية فلا رصاص الاحتلال أو قذائفه أو سجونه المظلمة يمكن أن تحجب الصورة والصوت الفلسطيني". الأونروا 258 موظف قتلوا في غزة منذ بداية العدوان الصهيوني كشف المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، عن مقتل 258 من موظفي الوكالة في قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني. وأكد أنه حان الوقت لرفع الحصار عن غزة لإدخال الإمدادات الإنسانية الضرورية بما في ذلك مستلزمات الشتاء، مضيفا في تصريح صحفي أنه تم تسجيل ما يقرب من 650 حادثة ضد مباني الوكالة ومرافقها منذ بداية العدوان الصهيوني. وبينما أكد أن أكثر من ثلثي مباني الوكالة تضرّرت أو دمّرت وقد كانت أغلبيتها تستخدم مدارس للأطفال، أشار لازاريني إلى أن ما لا يقل عن 745 شخص استشهدوا في ملاجئ الوكالة التابعة للأمم المتحدة أثناء سعيهم للحصول على حماية الأممالمتحدة. وكشف عن أن هناك على الأقل 20 موظفا من "الأونروا" في مراكز الاعتقال الصهيونية، حيث قال إنه "حان الوقت لإطلاق سراح جميع المحتجزين العاملين في المجال الإنساني". وقالت وكالة "الأونروا" إن مستويات سوء التغذية الحاد في قطاع غزة أعلى ب10 مرات مما كانت عليه قبل الحرب الصهيونية على القطاع. وأضافت في بيان على منصة "إكس" أنه "في غزة 80% من الأسر لديها على الأقل طفل واحد لا يحصل على الطعام وأكثر من 96% من الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات لا يحصلن على التغذية الكافية" وفقا لتقرير اليونيسف في نوفمبر الماضي. وطالبت الوكالة الأممية بالوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير تدفق منتظم للإمدادات الأساسية من أجل تسهيل عمليات الإغاثة.