❊ الحوار الوطني منصة شاملة تجمع مختلف الأطراف الفاعلة أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور إدريس عطية، أن خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمام البرلمان يحمل أهمية كبيرة لكونه يعكس التزام الرئيس بوعوده ويجسّد احترامه للإطار الدستوري والقانوني، وأشار إلى أن هذا الخطاب يندرج ضمن ممارسة دستورية تعرف ب"خطاب الأمة"، والتي تهدف إلى تعزيز الشفافية وتجسيد رؤية القيادة السياسية. وأوضح البروفيسور عطية، في برنامج "ضيف الصباح" على القناة الأولى، أن الرئيس من خلال خطابه يخاطب الشعب الجزائري عبر البرلمان بغرفتيه، وهو ما يعكس التزاما بالنهج الديمقراطي وترسيخا للوحدة الوطنية، وأضاف أن الخطاب يركّز على عاملين أساسيين: توحيد الجهود الوطنية لدعم التوجهات المستقبلية، وتعبئة الموارد الوطنية لتعزيز الطاقة الاستيعابية للدولة الجزائرية. وأكد البروفيسور أن الخطاب أمام البرلمان يعزّز التوازن بين السلطات الثلاث، إذ أن البرلمان يمثل الإرادة الشعبية التي تعكس تطلّعات المواطنين، وأبرز أن هذا النوع من الخطابات يظهر الشفافية في النظام السياسي ويحدّد بوضوح الخطوط العريضة للسياسات العامة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الخارجية. وأضاف البروفيسور أن الخطاب جاء لتحفيز جميع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين على العمل المشترك لتحقيق رؤية الجزائر المستقبلية، وأشاد بالتوجّهات الوطنية التي تشمل مجالات أساسية كالسكن اللائق، وتحسين الصحة العمومية، وتوفير التعليم الجيد، معتبرا إياها محاور استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة. كما أشار إلى المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، مثل نسبة نمو بلغت 4.1%، التي تُعد معتبرة مقارنة بدول الجوار، ودعا إلى تعزيز هذه النتائج عبر استثمار الإمكانات المحلية والموارد الوطنية، وأوضح أن الزراعة أصبحت مؤشرا أساسيا يعكس السيادة الغذائية، كما أشار إلى نجاح المعرض الخاص بالصناعات، الذي يؤكد التوجّه نحو بناء صناعة حقيقية في الجزائر. وأكد البروفيسور على أهمية الابتكار ودور "العقول الخلاقة" في دعم مختلف المستويات التنفيذية والتشريعية، مشيرا إلى أن الجزائر بحاجة ماسة إلى استثمار في العنصر البشري، كما شدّد على أهمية إشراك جميع الفاعلين، بما في ذلك النخب الأكاديمية والاقتصادية والمجتمع المدني، في صياغة رؤية الجزائر المستقبلية. وأشار إلى أن الحوار الوطني سيكون منصة شاملة تجمع مختلف الأطراف الفاعلة، بما في ذلك النخب السياسية والاقتصادية والجمعوية، بهدف رسم معالم جزائر قوية ومزدهرة.