تُوجت فعاليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية "امنزو نيناير 2975"، التي جرت فعالياتها، أول أمس، بالواحة الحمراء عاصمة قورارة في تيميمون، بالإعلان عن الفائزين في مسابقة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في مختلف فروعها ومتغيراتها، ضمن 4 روافد، والمقدر عددهم ب8 من أصل 12، حيث تم حجب 4 جوائز، لعدم استيفاء الشروط المطلوبة. ففي فئة الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، عادت الجائزة الأولى إلى فرحات أعمر أوشعبان، عن عمله الموسوم ب«طاوس موخلخال المزركش"، فيما عادت المرتبة الثانية لرشيدة تاقورابت من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي شاركت بعمل "ما وراء الذكريات"، بينما عادت المرتبة الثالثة لحسام حداد بعمل موسوم ب«ريح الجنوب"، أما في فئة اللسانيات، فعادت المرتبة الثانية، إلى نعيمة حمدي من بجاية، التي شاركت بعمل بعنوان "مدخل إلى علم الصياغة"، فيما عادت المرتبة الثالثة لالياس فرقنيش، من بجاية، بعمل عنوانه "مقدمة في علم الصوتيات الأمازيغية"، وحجبت لجنة التحكيم المرتبة الأولى، لعدم ملاءمة العمل المقدم. وعرفت فئة الأبحاث العلمية، التكنولوجية والرقمنة، فوز عبد الرزاق بلخراز من بجاية، بالمرتبة الثانية، بعمل موسوم ب«قاموس الأطلس متعدد اللغات"، فيما تم حجب المرتبة الأولى، لعدم توفر أعمال مقنعة. وبشأن الفئة الرابعة المتعلقة بالأبحاث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي، عادت المرتبة الثالثة لمحمد مولود ألواس من تبميمون، عن عمله المعنون ب«حكم وامثال ايموهاق"، وحجب المرتبة الثانية لعدم ملاءمة العمل المقدم، في وقت عادت فيه المرتبة الأولى لعبد الناصر يزة من باتنة، عن عمل "فرقة المزاود للحرس الجمهوري وفرقة أهليل". بالمناسبة، أكد رئيس لجنة التحكيم، جميل عيساني، خلال الإعلان عن أسماء الفائزين في هذه المسابقة، بمسرح الهواء الطلق في تيميمون، أن تتويج هذه الأسماء جاء بعد استقبال اللجنة ودراسة وتمحيص 180 عمل، وفق القانون المحدد للجائزة، عبر شبكة تقييم خاصة بكل فئة، احتكمت في عملها إلى شرط النزاهة والمصداقية، واعتبر أن عدد المشاركين في جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية "قياسي"، مقارنة بطبعات السنوات الماضية، موضحا أن التنافس جرى في 4 تخصصات أو محاور، وهي الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والترجمة إليها بتسجيل 84 مترشحا، ساهموا بإبداعات وترجمات قيمة إلى اللغة الأمازيغية، حيث تمثل هذه الفئة نسبة 46 بالمائة من أعمال المشاركين في الجائز. وأشار المتحدث إلى التنوع الكبير في المواضيع المقدمة للجنة تحكيم المسابقة، من خلال 27 رواية و21 ترجمة و13 ديوانا شعريا و4 قصص، إضافة إلى 14 عملا متنوعا، بتوظيف 10 لهجات أمازيغية، تستخدم عبر مختلف مناطق الوطن. وقال في هذا الصدد، إن اختيار الأعمال الفائزة كان صعبا للغاية، لاسيما مع تخصيص تقنيات لتحديد 11 عملا كان يحتمل فوزه، مردفا أن الروايات المختارة تتميز بالأصالة من بين حوالي 40 عملا مسجلا في اللسانيات، اختير منها 10 أعمال للتقييم النهائي، مع رفض أخرى، لعدة أسباب منها؛ عدم تماسك الأعمال الأدبية، وتسجيل أخرى خارجة عن الفئة أو المحور المحدد. وأشار رئيس اللجنة، في السياق، إلى أن 9 أعمال تحصلت على المرتبة الثانية، متطرقا إلى محور التراث غير المادي الذي أحصى 48 عملا متصلا بالممارسات التقليدية، والألعاب والزراعات المختلفة والتراث الشفوي والقصص المروية بمختلف اللهجات. وفيما يتعلق بمحور الأبحاث العلمية، التكنولوجية والرقمنة، فقد تم تسجيل 12عملا، مع ملاحظة نقص في مستوى الأعمال المقدمة. للإشارة، كرم الفائزون رفقة أعضاء لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، نظير رعايته السامية لهذه الجائزة، وتوفيره كل الإمكانيات المادية والمالية والبشرية لإنجاح هذه الفعالية. الأمازيغية ستبقى حصنا منيعا ضد أشكال العنصرية والتشتيت، عصاد: تخليد "يناير" منصة لتعزيز الارتباط بالأرض واللغة أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أن الاحتفالات المخلدة لرأس السنة الأمازيغية "يناير 2975"، التي احتضنتها عاصمة القورارة تيميمون، من 10 إلى 13 جانفي الجاري، تحت شعار "يناير ..أصالة الجزائر المنتصرة تنسجها قصور قوراراة"، ليست مجرد تقليد احتفالي عابر فقط، بل هي منصة لتعزيز الهوية وتوحيد الصفوف، لبناء جزائر واحدة موحدة، مبنية بتنوع تراثها اللساني، المرتبط بالأرض واللغة وفخورة بمواقفها السيادية. أوضح عصاد في كلمة له، بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال ب«أمنزو نيناير" للسنة الجارية، التي جرت فعاليتها بمسرح الهواء الطلق في تيميمون، مساء أول أمس، أن هذه المناسبة، تحمل رسالة وطنية سامية، باعتبار الأمازيغية رمزا للوحدة الوطنية، وحصنا منيعا ضد كل أشكال التفرقة والتشتيت. وثمن المتحدث في هذا الإطار، رعاية رئيس الجمهورية لهذه الفعالية، ودعمه المتواصل لكل ما يعزز الهوية الوطنية بجميع أبعادها، فهو الرجل الذي يولي اهتماما بالغا بتعزيز القيم الوطنية، وترسيخ روح الأخوة والوحدة الوطنية بين أبناء هذا الوطن العزيز، متقدما بخطى ثابتة وواثقة نحو بناء جزائر منتظرة آمنة ومزدهرة. كما عبر عن الامتنان لرئيس المجلس الشعبي الوطني، على دعمه المتواصل وتشجيعه المستمر للمحافظة، في مساعي ترقية اللغة الأمازيغية في كل ربوع الوطن، مشيرا إلى أن حضور وفد رفيع المستوى طيلة أيام هذه التظاهرة، يعد رسالة واضحة على أهمية التعاون والعمل المشترك لتعزيز الهوية الوطنية. وبخصوص جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، قال عصاد "إننا فخورون بما تحقق على مدار 5 سنوات من عمرها هذه الجائزة، والتي أثبتت مصداقيتها وشفافيتها بفضل مجهودات إطارات المحافظة السامية للأمازيغية، وبفضل حسن اختيار أعضاء لجنة تحكيم مستقلة، تضم نخبة من الخبراء والأكاديميين، حيث أظهرت الأعمال الفائزة إلى حد السنة، مستوى عال من الجودة والإبداع". بدوره، ثمن والي تيميمون، بن عمر سونة، النجاح الكبير الذي حققته الاحتفالات ب«يناير" على كافة الأصعدة، مهنأ الجمهور التيميموني على هذا النجاح الذي لعب فيه دورا كبيرا في التمسك بموروثه الثقافي والهوياتي، ومتغيره اللغوي الممثل في اللهجة الزناتية، وجدد بن سونة في هذا الإطار، عزمه على تقديم كل الدعم والمساعدة للمحافظة السامية للأمازيغية، من أجل دعم وترقية هذا الموروث الثقافي المتوارث عبر الأجيال. وتم في ختام هذه الاحتفالات الشعبية ب«يناير"، رفع تكريم خاص لرئيس الجمهورية من قبل مفتي تيميمون، الحاج أحمد ولد الصافي، ووالي الولاية، يتمثل في لوحة فنية تعكس نشاط تحفيظ القرآن بالنوايا والمدارس القرآنية لتيميمون. وعرف اليوم الأخير من عمر برنامح المحافظة السامية للأمازيغية، الخاص بإحياء رأس السنة الأمازيغية "أمنزو نيناير 2975-2025"، بتيميمون، استكمال أشغال الورشات الفكرية الأدبية واللغوية، بقاعة المطالعة العمومية ومديرية التربية، كما تم تقديم درس نموذجي حول أبعاد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، بالمدرسة الابتدائية "عائشة أم المؤمنين".