كشف مدير البيئة لولاية البليدة، وحيد تشاشي، على هامش الزيارة التفقدية لوزيرة البيئة وجودة الحياة إلى ولاية البليدة، عن جملة من المجهودات التي تبذل على مستوى الولاية في مجال المراقبة والتفتيش، المتعلقة بمحاربة النفايات السائلة التي تصب في مجرى وادي الحراش. قال المسؤول، بأنه تم خلال سنة 2024، القيام ب219 زيارة تفتيش ومراقبة للمؤسسات الصناعية المصنفة، تحت إشراف اللجنة الولائية المكلفة بالتفتيش والمراقبة، وأسفرت الخرجات عن توجيه 22 إعذارا، وغلق مؤقت لبعض المؤسسات الصناعية الملوثة التي تفرز النفايات السائلة الصناعية قبل معالجتها. لافتا إلى أن مصالحه تولي أهمية كبيرة لمحاربة كل النفايات السائلة، التي تصب في وادي الحراش، الذي ينطلق من حدود ولاية البليدة مع ولاية المدية، ويمر عبر سبع بلديات بالجهة الشرقية للولاية، ومنها بلدية بوعينان التي تصب منها نفايات حرارية ونفايات سائلة صناعية ترمى في هذه الفضاءات، وتأخذ مجراها إلى غاية وادي الحراش. وحسب ذات المصدر، فإن مديرية البيئة لولاية البليدة تحصي وجود، على طول مسار وادي الحراش، 107 مؤسسة صناعية، خضعت كلها للمرافقة والمراقبة، حيث التزمت 69 مؤسسة منها بوضع الأنظمة المغلقة في معالجة نفاياتها السائلة والصناعية، بينما تم تسجيل مؤسستين لا تحتويان على أنظمة مغلقة لمعالجة نفاياتها السائلة، حيث تم إصدار قرارات غلق مؤقتة إلى غاية الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بأنظمة المعالجة للنفايات السائلة، مؤكدا أن من بين المشاكل التي يعاني منها وادي الحراش بالجهة الشرقية لولاية البليدة، النفايات الخاصة بالصرف الصحي، وفي هذا الخصوص يجري على مستوى بلدية بوينان تسجيل عملية خاصة بمعالجة مياه الصرف الصحي، وعمليتين على مستوى كل من بلديتي مفتاح وبوقرة، لمعالجة نفايات الصرف الصحي على مستوى وادي الحراش، في إطار قانوني وتشريعي، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي يحرص على أن يكون الوادي خال من أنواع الملوثات التي تنتج على النسيج الصناعي. تكريس الثقافة البيئية في المؤسسات التعليمية وفي سياق تكريس البعد البيئي وسط التلاميذ، الذي أولت له وزارة البيئة وجودة الحياة اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة بغرس الثقافة البيئية، كانت الانطلاقة الأولى بالتأسيس لنوادي البيئة الخضراء، ليمتد العمل إلى الشروع في إطلاق أهم مشروع بيئي، يعتبر الأول من نوعه على مستوى المؤسسات التعليمية ويتمثل، حسب المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية، في تزويد 2500 نادٍ بيئي مدرسي بأدوات بيداغوجية في مجال البستنة والرسكلة، لتلقين الأطفال أهمية البستنة البيداغوجية. أبرز المشاركون من المتمدرسين في التظاهرة البيئية التي نظمتها ولاية البليدة، على هامش افتتاح حديقة بلهي ببلدية الصومعة لفائدة العائلات، بعدما استفادة من عمليات إعادة التهيئة، والتي تحولت إلى فضاء طبيعي هام لاستقطاب الأطفال في أوقات الراحة والعطل، اهتماما متزايدا بكل ما له علاقة بالأنشطة البيئية، من خلال ما تم عرضه في ورشات تناولت مواضيع مختلفة حول كيفية الحفاظ على البيئة، وبعض المشاريع الصغيرة التي تساهم في التقليل من حجم النفايات، التي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا للثروة الطبيعية وأنشطة أخرى متعلقة برسكلة وإعادة تدوير النفايات القابلة للاسترجاع. تزويد 2500 نادٍ بيئي بأدوات بيداغوجية بالمناسبة، أوضحت مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية، حياة عاشور، في تصريحها ل«المساء"، بأن وزارة البيئة وجودة الحياة أولت أهمية كبيرة لإكساب المتمدرسين الثقافة البيئية، من خلال تبنيها لمشروع البستنة البيداغوجية، وهو المشروع الذي يعتزم المعهد الوطني للتكوينات البيئية إطلاقه في الأيام القليلة القادمة، بدعم من الوزارة الوصية، حيث يتمثل في تزويد كل المدارس عبر مختلف ولايات الوطن بكل الوسائل البيداغوجية التي تسمح بتكريس المفهوم البيئي، من خلال تلقين الأطفال كل ما يتعلق بالفرز الانتقائي من المصدر، والذي ينتظر أن يمس 2500 مدرسة، في مبادرة تؤكد المتحدثة أنها الأولى من نوعها وتكون بمثابة التجربة النموذجية في تكريس مفهوم الفرز الانتقائي البيداغوجي من المدارس. من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة، أنه لإنجاح المشروع، تم رصد كل الإمكانيات المادية والبشرية، حيث أولى المعهد الوطني للتكوينات البيئية اهتماما كبيرا، بتكوين الأساتذة والمؤطرين، وقال: "بلغ عدد الأساتذة الذين تم تكوينهم في المجال البيئي، أكثر من 29 ألف أستاذ في مواضيع بيئية مختلفة منها، تكوينات في التربية البيئية، كيفية تنشيط النادي البيئي، وتكوينات حول الخرجات البيئية والاستكشافية وكيفية المشاركة في حماية الثروة الطبيعية ومواضيع أخرى تخص إعادة التدوير والرسكلة". من بين النوادي البيئية التي شاركت في المعرض البيئي نادي "تيزغوين الخضراء"، التابع لمدرسة الإخوة صامت، حيث حاول الأطفال المنتسبين للنادي البيئي إبراز أهم المشاريع البيئية، التي يحرص عليها النادي، ومن بينها مشاريع في إعادة التدوير ولعبة "الكاميشيباي"، وهي عبارة عن وسيلة تربوية صحية صديقة للبيئة، تتمثل في لوحة تحوي مجموعة من الصور التي يرسمها ويلونها الأطفال في مواضيع بيئية، يقوم الراوي بسرد القصة وتغيير في كل مرة الصور، حسب أحداث القصة، وهي من الألعاب الصديقة للبيئة، التي تحرص مصالح المعهد، على تلقيها لأطفال المدارس ضمن برنامجها البيئ.