أبرز وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أول أمس الخميس، الجهود التي تبذلها الدولة في ترقية صناعة الكتاب وتطويره، داعيا الناشرين والفاعلين في قطاع النشر، إلى تطوير المكتسبات المحققة في الميدان، بما يخدم المشهد الثقافي الوطني، ويعزز البناء المعرفي والحضاري للجزائر. أشرف الوزير بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، في إطار الاحتفاء باستكمال برنامج دعم النشر لسنة 2024، على لقاء موسع مع ناشرين ومكتبيين وكتاب، تم فيه استعراض المؤشرات الأساسية، التي يمكن أن تحدد المعالم الكبرى لمستقبل النشر وصناعة الكتاب في الجزائر. واعتبر بللو، أن الجهد الذي تبذله الدولة في صناعة الكتاب، يعد "مفخرة لوطننا ويتطلب تظافر جهود الجميع لصيانة وتطوير هذه المكتسبات، في الاتجاه الذي يخدم المشهد الثقافي ويعزز البناء المعرفي والحضاري" للجزائر، موضحا أن قطاعه يعمل على "توفير كل الشروط المادية والبشرية والتنظيمية، من أجل ترقية صناعة الكتاب ودعم مختلف الحلقات التي تندرج ضمن هذه الصناعة"، لافتا إلى سلسلة الدعم المرافق لمختلف مراحل هذه الصناعة، بداية بالتأليف، وصولا إلى المطالعة والقراءة. وأشار في هذا الصدد، إلى أن الدعم الذي تقدمه الوزارة "يستوجب تشجيع المتدخلين في هذه الصناعةو وتهيئة كل الظروف التي تساهم في ترقيتها، بداية من الدعم المالي، عبر البرامج المختلفة التي سطرتها الوزارة، والتي شملت سنة 2024، طباعة 104000 نسخة، وكذلك تخصيص اعتمادات مالية لاقتناء حوالي 32 ألف عنوان، في حدود 209140 ألف نسخة موجهة لمكتبات المطالعة العمومية". وأردف الوزير، أن مصالحه الوزارية "ستباشر خلال هذه السنة، برنامجا طموحا لدعم الكتاب والنشر، ستنطلق في تنفيذه عن قريب، في هذا الشهر"، وأنه تقرر "تمديد" فترة التسجيلات للحصول على الدعم "إلى غاية نهاية شهر فيفري الجاري، حتى نسمح بتعميم الاستفادة على الجميع"، داعيا بالمناسبة، كل الناشرين إلى التقرب من مصالح مديرية الكتاب بالوزارة. وقد استعرض أيضا، رؤية الوزارة في تشجيع وتوسيع عمليات التوزيع، عن طريق "إرساء سياسة جديدة للمعارض"، أبرز معالمها تعزيز شبكة المعارض الدورية، والتي ستشمل عددا من المعارض الوطنية التي تشرف على تنظيمها الوزارة، عبر مختلف جهات الوطن، وكذا ترقية المشاركة الوطنية في المعارض الدولية وتعزيزها، مع الالتزام بإشراك عدد من دور النشر فيها، عبر التكفل بإصداراتها وعرضها. وأضاف السيد الوزير، أن قطاعه يعتزم "في المستقبل القريب"، وفي إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في مجال الرقمنة، "تشبيك كل مكتبات المطالعة العمومية البالغ عددها 594 مكتبة"، مؤكدا أن العملية "انطلقت فعليا في بداية السنة، ووصلت في وقت قياسي إلى 21 مكتبة مشبكة، ونأمل إتمام العملية قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية".