دعا فرحات الحاج مسعود، مدير "دار الإحسان" للمكفوفين، إلى ضرورة مواكبة هذه الفئة للتطور التكنولوجي، من خلال استحداث تطبيقات محلية تهتم بهذه الفئة، مشيرا إلى أنه لم يعد من الكافي التركيز على القراءة الكلاسيكية من خلال تقنية "البرايل"، لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما في زمن أصبحت القراءة تتراجع بشكل ملفت للانتباه، وبات من الضروري مواكبة التكنولوجيات الحديثة، من خلال تطبيقات حديثة تسهل حياة هذه الفئة الهشة من المجتمع. أضاف، على هامش حديثه مع جريدة "المساء"، أن الاعتماد الكبير على الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، يستدعي استحداث برمجيات خاصة بهذه الفئة، التي لا تزال نسبة كبيرة منها في الجزائر تعتمد على الكتب بتقنية "البرايل"، ما يتطلب البحث عن سبل أكثر فعالية لتكوين وتثقيف وتعليم المكفوفين. وشدد على ضرورة إنتاج برمجيات محلية بتقنيات جزائرية، تراعي خصوصيات المجتمع، وثقافته ولهجته، لمساعدة المكفوفين في تثقيف أنفسهم، وتكوين ذاتهم والتواصل فيما بينهم، من خلال تلك التقنيات. وشدد المتحدث قائلا: "لا يمكن أبدا تهميش فضل تقنية البرايل في تعليم وتكوين وتثقيف الشخص المكفوف، الذي يعاني من إعاقة بصرية، فللبرايل دور كبير في محو الأمية وسط هذه الفئة من المجتمع، والشخص الذي يعتمد على هذه التقنية للتعلم والدراسة، هو شخص أكثر ذكاء من غيره، إذ أنه ينجح من خلالها في تعلم القراءة والكتابة، ويتعلم هجاء الكلمات، ويتعلم الأرقام وغير ذلك، خصوصا أن الجهات المهتمة، ركزت على هذه التقنية لكتابة كتب بتقنية البرايل في مختلف التخصصات؛ ثقافة، تاريخ، علوم، فنون وغيرها من المجالات الأخرى، ليكون الشخص المكفوف على اطلاع بكل العلوم ومجملها". وبالرغم من جميع تلك المزايا، يضيف محدث "المساء"، إلا أن "مواكبة التكنولوجيا اليوم، أصبحت أكثر من ضرورية، مثل الكتب الصوتية، برمجيات تحويل الكتابة إلى صوت، والبرمجات المسموعة والمترجمة، إذ تعد مصدرا إضافيا للتعلم والتكوين وتعزيز المعارف، وتطوير المهارات في القراءة والحديث"، كل ذلك يساعد تلك الفئة على تكوين نفسها وإعدادها للحياة المهنية. أوضح المتحدث أن تقنية "البرايل" اليوم، شملتها التكنولوجيات الحديثة، من خلال تحميلها على الهواتف الذكية واستعمالها في الحياة اليومية، وبات من الممكن تحويل النص العادي إلى "البرايل" والعكس، بفضل مفكرات "البرايل" الالكترونية، وهذا ما تطالب به اليوم، هذه الفئة من المجتمع في الجزائر، من خلال تقنية حديثة جزائرية تراعي خصوصيات الثقافة المحلية. وفي الأخير، شدد المحدث على أهمية تطوير تلك التقنيات، التي من شأنها تطوير الفكر وسط المكفوفين، وتعزيز ثقافتهم، ومنحهم الحرية الفكرية، وتحقيق فرص متساوية، والوصول إلى مرحلة تحقيق المزيد من الاستقلالية لهذه الفئة، خاصة مستقبلا، ولا يمنع ذلك أبدا التخلي عن تقنية دون أخرى، لأن التخلي عن "البرايل" بمثابة التخلي عن المرحلة الابتدائية في التدريس وركيزة الثقافة، كما أن التخلي عن البرمجيات الحديثة لمواكبة عالم الرقمنة والتخلي عن إحداهما، سوف يعد قصورا فادحا في عملية تعليم وتكوين هذه الفئة.