يقترح الفنان المحترف عبد المجيد قمرود، مجموعة من أعماله في معرضه "رحلة بين التقنيات الفنية"، المقام إلى غاية 13 فيفري الجاري برواق "محمد راسم"، حيث الألوان والأنوار والأشكال والرموز، إضافة إلى الجديد المتمثل في اللوحات الفنية المعدنية، التي كانت غاية في الروعة. التقت "المساء" بالفنان قمرود ليحدثها عن جديده، رغم تأكيده أن المعرض الذي يحتوي 97 لوحة، متنوعة الشكل والحجم والتقنية والمضمون، جاء بسرعة، بالتالي لم يكن له الوقت الكافي لتحضير المزيد، فقد تقرر العرض قبل 10 أيام فقط قبل الافتتاح، وتعليق اللوحات كان على قدم وساق، ليلة فقط قبل الموعد في 3 فيفري الجاري، وهكذا لم يكتمل التنسيق بين اللوحات ومراعاة الإخراج كما ينبغي، وغيرها من الأمور الشكلية للعرض. قال الفنان أيضا، إنه ظل ملتزما إلى حد كبير بأسلوبه المعروف، من ذلك الألوان والأشكال التي توحي بموطنها، أي جنوب المتوسط، وألوان إفريقيا المتسمة بانفجار الألوان وبالحرارة والحركة والتنوع وغيرها، ما يعكس تنوع ثقافتنا وفنوننا ومطبخنا وكل شيء نملكه في هويتنا. بالنسبة للتقنيات والأساليب، أوضح أن الفنان يجرب ويمس كل شيء وكل فن وموضوع، معتمدا على الأشكال والألوان وعلى النقش والموزاييك وعلى الفتوغرافيا وغيرها، كما سبق لذلك بيكاسو، عندما جرب كل شيء. أكد الفنان قمرود، أنه استعمل الألوان المائية بخلفية زجاجية بتقنيات مختلطة، معتمدا أيضا على تقنية اللصق، وكذلك الحبر (قلم اللوباد)، وعلى الورق المقوى المدعم بالزجاج، كي لا يتضرر اللون. استعمل الفنان في هذا المعرض، المعدن الأبيض، وأحيانا الأصفر، عكس بعض الفنانين الذين يستعملون منه الأحمر، وتقتصر أعمالهم على تصوير حي القصبة مثلا، أو بعض المعالم أو الحلي، كما اختار المعدن متدرج الألوان مع تقنية الضغط، ثم تأتي مرحلة التلوين، علما أن بعض الألوان الموضوعة تعطي انطباعا بأنها عبارة عن زجاج، ويضم هذا القسم ست لوحات هي الأولى من نوعها ضمن هذه التقنية، وقال قمرود إنه سيخصص لها معرضا خاصا برواق "عائشة حداد". تجوّل الفنان مع "المساء"، عبر المعرض، متوقفا عند لوحات معدنية، استعمل فيها تقنية الاسترجاع مع اللصق بأشكال وألوان رائعة، تجعل من اللوحات قطعا فنية أقرب للديكور، وفي هذا النوع، يعرض حوالي 25 لوحة تعتمد على تقنيتي النقش والتشكيل المعدني مع الزجاج المعشق بالتقنية الباردة. تتوالى اللوحات الجميلة، خاصة تلك التي تغرد فيها الطيور بكل أشكالها، وهي ثابتة دون أن تقع منها مثلا، الطاووس والسنونو والببغاء. يظل الفنان مجيد قمرود ملما بالعديد من التقنيات الفنية، منها الرسم والحفر، والحرق على الخشب والجداريات، مستغلا أحسن استغلال التراث، ومتأثرا إلى حد ما بمدرسة الوشام. من جهة أخرى، يظل هذا الفنان المحترف خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة، مقتنعا بالتعدد في الأفكار والأشكال، ما يثري الفن والثقافة عموما، وأشار الفنان أيضا، إلى أنه مرتبط بزمنه ومجتمعه وباللحظة التي يعيشها، ليعبر عن هذا الراهن بكل ما فيه من تحولات ورهانات، ملتزما كعادته، بالاحترافية الأكاديمية المبنية على المنهج العلمي والبحث المستمر لتقديم الجديد الجميل والمقنع. قال الفنان قمرود أيضا، إنه من المهم أن تكثف المعارض الفنية، حتى ولو كانت متواضعة، فهذا مكسب، في انتظار أن نلتفت لشروط العرض، منها السينوغرافيا التي تشهد الاحترافية والتقدم في المعارض الدولية. استعمل الفنان الشخوص غير المعلومة، والتزامه بالألوان الحية، منها الأصفر والبرتقالي، وألوان أخرى تتقابل وتتناقض، ما يعطي حركة وتركيبا ديناميكيا، كذلك الأضواء بين الباهتة والمضيئة وغيرها، وكلها تقنيات بصرية تأخذ المشاهد لعوالم أكثر نقاء وصفاء، بعيدا عن تلوث الألوان.