في إطار الاحتفال باليوم العالمي لعيد المرأة، نظمت مؤسسة فنون وثقافة، معرضا جماعيا نسويا برواق الفنون عائشة حداد، يمتد حتى العاشر من هذا الشهر. حيث يجمع المعرض بين أجمل الأعمال الفنية المتنوعة التي أبدعت في خلقها أنامل نسوية جزائرية. بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تحتفل مؤسسة فنون وثقافة ببعض الابداعات النسوية الجزائرية، في مجال الفنون الجميلة، حيث جمع رواق الفنون عائشة حداد بين مختلف الحرف اليدوية، ليقدم لزواره أجمل الأعمال الفنية التي تتراوح بين اللوحات الزيتية، الزخرفة على الخشب، الزخرفة على الزجاج، صناعة السيراميك والمرايا... وغيرها من النشاطات التي تحيي التراث وتصنع جماله. ويعتبر النشاط الثقافي الذي يضم العديد من الفنانات التشكيليات وأفضل الحرفيات الجزائريات أشبه بملتقى فني، يجمع بين وجوه الابداع والجمال الثقافي. حيث يشكل نقطة تواصل بين عراقة تاريخ الفنون التقليدية الجزائرية، وتعقيد الفنون المعاصرة وجمالها. معرض يلتقي فيه الماضي بالحاضر لتتلاقح فيه الأفكار لكل نوع من الأنواع الفنية العديدة التي تم تقديمها في رواق الفنون عائشة حداد. الجائل في المعرض الغني بالإبداعات الفنية، يضيع بين التواءات الزخرفات وبهرجة الألوان وتعقيدات اللوحات. والشاري يقع في حيرة من أمره لكثرة الجواهر الفنية التي تستحق الاقتناء، حيث انفردت كل عارضة بزاويتها الخاصة لتتباهى بإنجازاتها أمام زميلاتها، إلا أن هذا التنافس لم يمنع جو الصداقة من الانتشار بين النسوة اللاتي تجدهن مجتمعات يتبادلن أطراف الحديث ويتقاسمن الحلويات التقليدية. الأمر الذي يجعلك تشعر أنك في عرس من نوع فني وثقافي... سيستمتع عشاق الفنون التشكيلية والحرف اليدوية بالمعرض الذي يحتضنه رواق الفنون عائشة حداد، حيث تعتبر هذه التظاهرة أشبه بملتقى فني يجمع مبدعات من مختلف أنحاء الوطن ليتشكل لقاء بين الثقافات والعادات الجزائرية. لقاء لغته الأولى هي الإبداع الفني في مختلف الأعمال الحرفية واليدوية المعروفة. فنانات شاركن بالمعرض الجماعي النسوي ^ أمينة مزيان أمينة مزيان، فنانة تشكيلية تحب تلقيب نفسها بالعصامية وتفتخر بأعمالها المتميزة رغم أنها لم تتلق أي دورة تعليمية في مجال الحرف اليدوية، نشأت في محيط يحتضن الفن، فوالدها رسام معروف في منطقتهم ولربما ورثت عنه ولعها بالرسم. اكتشفت موهبتها منذ صغرها فعملت على تطويرها، وشجعها أهلها على المواصلة في هذا المجال الفني. كأي فنان تشكيلي، كانت بدايات علاقة أمينة بعالم الرسم والزخرفة مع الورق. حيث تعودت الرسم على الورق واللوحات لتنتقل الى اللوحات الزيتية وتنظم العديد من المعارض في الاروقة الفنية. انقطعت صاحبة الاثنين وثلاثين عاما عن المجال الذي تعشقه لمدة من الزمن لتعود مجددا بتقنيات فنية جديدة وهي الرسم على الزجاج، الخشب، الخزف، القماش والفخار. خلال كل معرض تشارك فيه، تحب الفنانة استحضار تقنية فنية جديدة، ومعظم الأعمال التي شاركت بها هذه المرة صنعتها خصيصا لهذا المعرض، حيث أكدت أمينة أنها لا تجد أي صعوبة في هذا المجال والدليل أنها تمكنت خلال شهر فقط من التجهيز للمجموعة التي شاركت بها. وخلال حديثها عنها أشارت إلى أن الأعمال تميل للنوع التقليدي ولكن بلمسة غربية أكثر من كونها شرقية، وقد استخدمت فيها الطريقة الروسية، وهي معروضة للبيع وبأسعار معقولة.. أما فيم يخص نسبة إقبال الجمهور، وصفتها العارضة بالمرضية، مضيفة أن الأعمال المعروضة نالت إعجابهم، لتبعث برسالة لكل الفنانات قائلة "هذا الفن أصيل ويجب المحافظة عليه، لذا أدعو النساء المتمكنات منه إلى المواصلة في هذا الطريق لنشره وإمتاع الناس بمواهبنا". ^ بلحوة باعون سميرة تجمع الفنانة بين العديد من التقنيات الفنية منها الزخرفة على الزجاج، رسم اللوحات الفنية، صناعة السيراميك، وغيرها... عشقت مجال الفن منذ صغرها، لذا بدأت دورتها التكوينية كفنانة سيراميك في المدرسة العليا للفنون الجميلة التي تخرجت منها سنة 2000 لتشارك في العديد من المعارض الفنية بمختلف أنحاء الوطن. قدمت الفنانة التشكيلية المتميزة لوحات تعتز بالتراث الجزائري وتحمل بين زواياها الملونة أمثالا قديمة، زخارف وأشكال جزائرية نذكر منها الخمسة والرموز الأمازيغية، لتجعل مجموعتها متنوعة ومتكاملة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. المعرض الثاني الذي تشارك به "بلحوة باعون" مكون من العديد من الأعمال الساحرة، معظمها تم بيعها ولكنها موجودة طوال مدة العرض. بعضها شاركت به الفنانة من قبل والبعض الآخر تشارك به لأول مرة. حيث صنعتها خصيصا لمناسبة الاحتفال العالمي بيوم المرأة، نذكر منها طقم أواني رسمت عليه "سميرة" أجمل الأشكال، مضيفة أن جلسات الشاي هي الوسيلة التي تفضلها المرأة لإمضاء سهرتها. وقد استعملت فيه مجموعة من الألوان المبهجة مثل الأخضر والوردي. ^ خوري سامية تعلمت فن السيراميك من زوجها والعاملين لديه، وتعودة على زيارة مصنعه الذي تحول إلى ملجئ لها في أوقات فراغها، حيث تواكب يوميا على هذا النشاط الذي دعمها فيه زوجها وعلمها أهم قواعده، لتشارك رفقته في العديد من المعارض داخل الوطن وخارجه. تستعين "خوري سامية" بالإنترنت لتغذية خيالها ولاختيار مواضيع جديدة لأعمالها وتتعلم من باقي العاملين بمصنع زوجها، تفتخر بتأثرها الكبير بالتراث الجزائري لتضيف أن الأصالة هي عماد الفن الحقيقي، ويجب على الفنانين إحياءها والسعي لنشرها. ^ قاسمي منيرة حكاية منيرة مع الفن التشكيلي مخالفة لغيرها، حيث لم تتلق أي دورة تكوينية كسابقاتها، ولم تترب في حضن عائلة متشربة لأي نوع فني، بل أطلقت منذ سنتين العنان لموهبة كانت تتأجج بداخلها طوال حياتها. موهبة غذاها اتصالها الدائم بالفنانين من شاكلتها كونها تعمل برواق الفنون عائشة حداد. إلا أن هذا التأثر لم يقدها إلى التقليد، بل سمى بها نحو التميز لتصنع إبداعاتها الخاصة تاركة بصمتها الشخصية على جدران القاعة وطاولاتها. نوعت السيدة منيرة بين العديد من التقنيات الفنية، حيث بدأت بالزخرفة على الزجاج لتنتقل إلى الزخرفة على الخشب، لتتفنن في النقش على لوحاتها متأثرة بالتاريخ والثقافة الجزائرية ويظهر ذلك في رسومها التي تعود للحضارات الجزائرية القديمة. هذا واستعانت العارضة بتقنية اللصق لتنجز أجمل الأعمال الخزفية على المرايا والصناديق الصغيرة. خلال معرضها الثالث، تشارك الفنانة بثلاث لوحات جديدة تحتفل فيها بقدوم الربيع، رسمت فيها مجموعة من الورود بألوان زاهية مستعينة بتقنيات جديدة، لتؤكد أن اسعار لوحاتها واعمالها الفنية هي أسعار منطقية مقارنة بنوع الألواح التي تستخدمها والمادة التي تلون بها. لتقدم في النهاية شكرها إلى عائلتها التي دعمتها وخاصة ولداها سعيد وهناء اللذان ألهماها للقيام بالعديد من الأعمال الفنية التي لاقت نجاحا في معارضها السابقة.