أكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور رشيد علوش مدى أهمية الزيارة التي قام بها وزير دولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية للجمهورية العربية السورية، مشيرا إلى أنها تحمل عدة دلالات من ضمنها تمسّك الجزائر بدعم المؤسّسات وليس الأشخاص، إضافة لسعيها المطلق لمساعدة الشعب السوري ومرافقته في بناء دولته وإعادة الإعمار. وأوضح الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور رشيد علوش، أمس، لدى حلوله ضيفا على برنامج "ضيف الدولية" عبر أثير إذاعة الجزائر الدولية، أن توقيت زيارة أحمد عطاف للجمهورية العربية السورية يحقّق شرطا من الشروط التي تبنى عليها مواقف ومبادئ الدولة الجزائرية التي تعترف بالدول وتدعم المؤسّسات، مشيرا إلى أن قبول الشعب السوري والمجموعة الدولية بالسيد أحمد الشرع كرئيس للفترة الانتقالية حاليا في سوريا، يتوافق مع المبادئ التي تبنى عليها مواقف الدولة الجزائرية التي أكدت مرارا وقوفها مع الشعب السوري. وأضاف علوش، أن الجزائر رافعت وستظل ترافع مستقبلا لمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم ورفع العقوبات التي فرضت على الدولة السورية، مبرزا الدور الذي تقوم به الدبلوماسية الجزائرية من خلال مجلس الأمن الدولي لرفض أي شكل من أشكال التدخّل الأجنبي، لافتا إلى أن الجزائر تعد من بين أوائل الدول التي كسرت الحصار المفروض على سوريا من خلال تقديم المساعدات للشعب السوري وهو ما يؤكد رسوخ العلاقات بين البلدين. كما شدّد المتحدث ذاته، على أهمية الرؤية والتصوّر الجزائري الذي تنشده لمساعدة الشعب السوري في بناء دولته، سيما وأن سوريا تعتبر دولة مركزية في النظام الإقليمي العربي ودولة مفتاحية تجاه الأمن في منطقة الشرق الأوسط وموازنة العلاقات بين الدول العربية. وعلى هذا الأساس، نوّه علوش بالعلاقات الثنائية التي تجمع الجزائربسوريا، مشيرا إلى أنها علاقات راسخة منذ القدم، حيث كان للجزائر دور مهم في حقن دماء السوريين فترة الأمير عبد القادر في الوقت الذي غابت عديد الدول، وهو ما يرمز لقوة العلاقات التاريخية الراسخة الجذور بين البلدين، لذلك فمن الطبيعي –حسب المتحدث- أن تكون الجزائر مع الشعب السوري في مسارات بناء دولته ولمّ الشمل، وهي رسالة مركزية بنيت عليها الندوة الصحفية التي عقدها أمس أحمد عطاف، وكذا رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى أحمد الشرع.