تعزز المهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي بفعالية جديدة، بداية من هذه الدورة، عنوانها "فضاء الكاتبات"، تهدف إلى ربط العلاقة بين حاملات المشاريع المسرحية ومديري المسارح الجهوية، أو المهتمين بالبحث عن أفكار مسرحيات ذات طفرة، وأقيم اللقاء الأول، أول أمس، في عنابة، بمشاركة ثلاث كاتبات من خريجات معهد مهن فنون العرض ببرج الكيفان في الجزائر العاصمة. في خطوة هامة نحو دعم الكاتبات الشابات في مجال الكتابة المسرحية، نُظمت جلسة مهنية بفندق الشرق، في عنابة، حيث تم منح ثلاث طالبات من معهد برج الكيفان، الفرصة لعرض مشاريع نصوص مسرحية أمام أربعة مديري مسارح جهوية، تمثل ولايات سوق أهراس، عنابة، وهران والجلفة. يُظهر هذا اللقاء، التزام المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرح النسوي بتشجيع الإبداع النسائي في مجال المسرح، ويؤكد على أهمية فتح الباب أمام الكاتبات لعرض أعمالهن، ما يسهم في إثراء الساحة الفنية، وتعزيز دور المرأة في الثقافة الوطنية. وقد أكدت هذه المبادرة على أهمية توفير منصات حقيقية للكاتبات الصاعدات، حيث سمحت لهن بعرض أعمالهن أمام متخصصين في مجال المسرح، ما يفتح أمامهن أبواب التوجيه والتطوير المهني. وقد شكل اللقاء فرصة ذهبية للكاتبات، للتفاعل مع القامات المسرحية والتعرف على آراء الخبراء في هذا المجال. في تصريح له خلال اللقاء، أكد مدير مسرح سوق أهراس الجهوي، محمد إسلام عباس، أن هذه المبادرة تمثل خطوة هامة نحو منح الفرصة للكاتبات، لتقديم أعمالهن ومشاريعهن الفنية. وأشار إلى أن هذه المبادرة، تستحق أن تُقام في كل دورة، حيث توفر منصة حقيقية لهن، لتبادل الأفكار مع مديري المسارح، ما يساعد على تطوير النصوص المسرحية، وتشجيع الإبداع لدى النساء في هذا المجال. محمد إسلام عباس، أضاف أيضا، أنه لا يمكن الرد على المشاريع المعروضة بشكل نهائي، في الوقت الحالي، حيث يجب أولا الاستماع إلى النصوص بعناية، وتمريرها على لجنة القراءة المعنية بتقييم الأعمال. هذه العملية تضمن أن يتم اتخاذ قرارات مدروسة، وفقا لمعايير فنية دقيقة، ما يساهم في تحسين جودة الإنتاج المسرحي، وضمان تقديم نصوص تستحق التقدير والاهتمام. من جانبهم، استقبل مديرو المسارح الجهوية ثلاثة مشاريع، وقد عبروا عن دعمهم لهذه المبادرة، وأكدوا على أهمية تشجيع الكاتبات الشابات وتقديم الدعم الفني اللازم لهن، لتطوير أعمالهن المسرحية. وأشاروا إلى ضرورة تعزيز هذه اللقاءات بشكل دوري، لتكون بمثابة منصة حيوية، تتيح للفنانات فرصة إبراز مشاريعهن بشكل رسمي. السينوغرافيا والفنون التشكيلية في "قهوة العصر" تفاعل الألوان والفضاء في المسرح النسائي شهدت قاعة "ميميش" بمسرح "عز الدين مجوبي" الجهوي، في عنابة، أول أمس، جلسة "قهوة العصر"، ضمن الدورة السابعة من المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسائي، جمعت فنانين ومصممي ديكور متخصصين في الفنون التشكيلية، حول موضوع "كيف تحكي السينوغرافيا قصتها مع الفنون التشكيلية؟". تعددت النقاشات حول العلاقة بين الديكور والفنون التشكيلية، وتأثيرهما على الفضاء المسرحي، حيث شدد الفنان ومصمم الديكور يحيى عبد المالك على هذا التداخل، من خلال مقارنة الرسم بالمسرح، قائلا "الرسم على القماش، الذي نشأ في الغرب، كان دائما نافذة مفتوحة على العالم، تماما كما كان المسرح في العصور القديمة فضاءً مفتوحا، كما في روما وتيمقاد. ومع ظهور المسرح الإيطالي، تحول إلى علبة مغلقة، مما غير طبيعة المشهد المسرحي".كما احتلت تأثيرات التقنيات الحديثة حيزا مهما في النقاشات، حيث أشار عبد المالك إلى أن "الرقمنة والذكاء الاصطناعي يقودان تحولًا جماليا، يجعل من الصعب تحليل المبادئ الفنية التي تتطور بسرعة، ما يفتح آفاقا جديدة للتفكير في مستقبل الإبداع الفني". من جهتها، تحدثت الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف عن تجربتها في تصميم ملصق المهرجان، المستوحى من مسيرة الشخصيات المكرمة، مؤكدة أن "أول صورة يراها المشاهد قبل دخول الممثلين إلى المسرح، تحمل تأثيرا بصريا قويا، إذ يتعاون الفنان التشكيلي مع المخرج، مصمم الديكور والممثلين، لبناء عوالم مسرحية متكاملة". أما الفنانة التشكيلية زهية دهال، فقد ركزت على أهمية الديكور في إبراز المشهد المسرحي، قائلة "الديكور عمل تركيبي بحد ذاته، يجذب الأنظار، يبرز الممثل، ويخلق تناغمًا بين الضوء، الفضاء والحركة"، كما عبرت بحماس عن إعجابها بالتطور التكنولوجي، معتبرة أن "التقنيات الحديثة فتحت آفاقا جديدة للديكور المسرحي، حيث أصبح عملا متكاملا، يجمع بين عدة تخصصات". شكلت هذه النقاشات فرصة لاستكشاف كيفية تفاعل الفنون التشكيلية مع السينوغرافيا، في ظل تطور التقنيات الحديثة، ما يفتح المجال لإعادة التفكير في أساليب الإبداع المسرحي، حيث يلتقي اللون، الضوء، والفضاء لصياغة مشهد مسرحي متكامل.