❊ الانتصارات الزائفة للمخزن تتهاوى في مستنقع البهتان لم تفلح الآلة الدعائية للمخزن في تحقيق مبتغاها في تشويه صورة الجزائر والترويج لأطروحاتها بخصوص قضية الصحراء الغربية، من خلال نسب انتصارات وهمية لنفسها وبث المغالطات بين أوساط الشعب المغربي في محاولة لتغطية مشاكل المغرب الداخلية، حيث سرعان ما تصطدم أكاذيب المخزن بالحقائق التي تؤثر على مصداقيته ليجد نفسه في كل مرة صاغرا وخنوعا يجر أذيال الخيبة جراء انتكاساته الدبلوماسية المتتالية. ظلت الجزائر عقدة المخزن منذ عقود من الزمن، الذي لا يتردّد في كل مرة في حبك المؤامرات من أجل المساس بأمنها القومي والترويج لنزعته التوسعية مباشرة بعد استقلال الجزائر، وذلك بشنّ هجوم على الأراضي الجزائرية "حرب الرمال"، التي تركت جرحا غائرا لدى الجزائر بسبب ما بدر من جار يفترض أن يكون أول المسارعين لتضميد جراح الأخ الذي خرج منهكا من ثورة تعد من أشرس الثورات في العالم. فسرعان ما أدركت الجزائر بأن حبل الوصال الذي يفترض أن يربطها بالجارة الغربية هشّ وقابل للانقطاع في أي لحظة بسبب اعتمادها لسياسة الخداع، وثبت ذلك بالدلائل في عدة محطات تاريخية مما لا يدع مجالا للشك بأن الخيانة ميزة أساسية للمخزن بامتياز. ورغم أن الجزائر قد حرصت على تجنّب تصعيد الوضع، إلا أنها تجد نفسها في كل مرة مستهدفة من قبل لوبيات مغربية، مهمتها التشويش وتشويه صورتها واختلاق الأكاذيب عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي لمحاولة إثارة الحزازات بينها وبين الدول الصديقة والشقيقة. وأبرز مثال على ذلك نشر صفحات مغربية حاقدة مؤخرا أكاذيب مفادها مشاركة مقاتلين جزائريين رفقة عناصر من البوليزاريو في صفوف قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ضد الشعب السوري، حيث انتشرت الإشاعة كالنار في الهشيم قبل أن يتم تفنيدها من قبل مؤثرين سوريين، الذين أكدوا أن المؤامرة حيكت من قبل الذباب المغربي الذي تجنّد لشيطنة كل ما هو جزائري. ولا يتوانى المخزن في تجنيد وحشد كل الوسائل من دعاية ومال فاسد وشراء للذمم في محاولة لإحجام الدور الدبلوماسي المتميز للجزائر على المستوى الإقليمي، غير أنه كثيرا ما يصاب بخيبات الأمل بعد أن يكتشف بأن موثوقية الجزائر ومصداقيتها التي كرّستها قيمها الثابتة في الدفاع عن القضايا العادلة بعيدا عن الابتزاز والمساومة تتعزز أكثر فأكثر. وبلا شك فإن الإخلاص لمبادئ الجزائر التي توارثها مختلف الرؤساء والحكومات في الجزائر، تعد خطا أحمر بالنسبة لرئيس الجمهورية الذي لا يفتأ أن يوجّه تعليماته للهيئات الدبلوماسية في الخارج من أجل الحفاظ على هذه السمة في السياسة الخارجية للجزائر، ما جعلها تحظى بالصدقية في إصدار المواقف والقرارات بكل سيادة . وبدا أن المخزن الذي تتلمذ الخيانة من فرنسا لكونه عميلا وفيا لها، لا يفقه معاني القيم التي تدافع عنها الجزائر التي ذاقت مرارة الاستعمار الغاشم، ما جعلها حقا تشعر بمعاناة الشعوب التي عانت من ويلات هذه الظاهرة لعقود من الزمن. وعليه، فإن المخططات الدنيئة للمخزن مهما بلغت من نذالة لا يمكنها البتة التأثير على سمعة الجزائر التي لم يسبق لها أن تعدت على أي دولة أو تدخلت في شؤونها الداخلية، ما يضفي عليها الوقار في تعاملاتها الدولية، ما يؤكد أن هناك حقا هوة كبيرة بين واقع الجزائر ومواقع الوهم التي يروّج لها المغرب. والأمر من كل ذلك أن المخزن لا يتردد في الترويج لهذه المخططات حتى لصالح دول أخرى على غرار فرنسا التي يؤدي لها عديد الخدمات بالوكالة من أجل استهداف الجزائر، التي تعد بلدا رائدا إقليميا في حوض المتوسط وشمال إفريقيا، حيث يتم الاستعانة بمحركات البحث وخدمات البريد الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي وحملات التضليل والترويج للأخبار الزائفة، فضلا عن الذكاء الاصطناعي في فبركة الاخبار المضللة والشائعات.