عاد المغرب مرة أخرى وفي ظرف قصير إلى التحرش بالجزائر والافتراء عليها بالأكاذيب والادعاءات المغرضة. ففي محاولة جديدة للهروب من مسؤوليته تجاه القضية الصحراوية والتستر على جرائمه وتغطية الفشل الذي تتخبط فيه دبلوماسيته، هاجمت الوزيرة المنتدبة لدى الخارجية المغربية، مباركة بوعيدة، الجزائر مدعية أنها تعرقل بناء صرح مغاربي ولها يد في القضية الصحراوية، في محاولة جديدة يائسة تفضح الفشل و الخيبات التي تتخبط فيها الدبلوماسية المغربية. رفع النظام المغربي سقف التهجم والافتراء على الجزائر فبعد أسابيع قليلة من الهجوم اللفظي المشين الذي أطلقه رئيس الدبلوماسية المغربية ضد الجزائر على خلفية تعيين الإتحاد الإفريقي لمبعوث خاص بالصحراء المغربية خرجت هذه المرة وزيرته المنتدبة مباركة بوعيدة ومن على نفس المنبر بالبرلمان المغربي لتنفذ فصلا جديدا في السياسة الهجومية التي يشنها نظام المخزن ضد الجزائر وقودها تشويه صورة الجزائر وإثارة الأكاذيب والمسائل الوهمية، إذ لم تتردد الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المغربي بمطالبة الجزائر بالاعتراف »بدورها الرئيسي« في النزاع حول الصحراء الغربية، في محاولة فاشلة لإقحام الجزائر ضمن النزاع الذي يجري بين المملكة المغربية من جهة والجمهورية الصحراوية. ومثل بقية مسؤولي الحكومة المغربية الذين يتهمون الجزائر في كل مناسبة قالت بوعيدة »إننا نطلب من الجزائر أن يكون لها رأي واضح، وتعترف بدورها في القضية الصحراوية«، وكعادة الدبلوماسية المغربية التي تعودت على الكذب الشعب المغربي فيما يخص قضية الصحراء الغربية لتغطي عزلتها وارتباكها، راحت الوزير المنتدبة تدعي وتؤكد على »مصداقية المغرب في قضيته الوطنية الأولى للوصول إلى حل في إطار السيادة الوطنية«. وواصلت بوعيدة تصريحاتها النارية اتجاه الجزائر واتهمت الأخيرة بعرقلة الوحدة المغاربية التي يسعى المغرب لبنائها، معتبرة أن »إرادة المغرب واضحة لبناء المغرب العربي، والذي ينبني أساسا على العلاقات بين المغرب والجزائر«. ويسعى المغرب في الآونة الأخيرة لخلق المشاكل مع الجزائر من أجل التغطية على الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب الصحراوي، عبر الترويج لسيل من الأكاذيب وأطنان من المغالطات وتزوير الحقائق، إذ تعد خرجت الوزيرة المنتدبة لدى الخارجية المغربية الثانية من نوعها في أقل من شهر بعد تلك الاتهامات التي شنها رئيس الدبلوماسية المغربية ضد الجزائر مطلع هذا الشهر، وهو ما يعكس بحسب العديد من المتتبعين لملف النزاع حول الصحراء الغربية نية المخزن في تصعيد الهجوم على جارته الشرقية والحرص على إثارة قصايا خارجية بهدف تغطية الفشل الذريع الذي يتخبط فيه العرش المغربي، والهروب من مسؤوليتها تجاه القضية الصحراوية عن طريق خلق مشاكل لا معنى لها، وتحويل الرأي العام دولي نحو قضايا جانبية مزيفة.