أعلنت جامعات قسنطينة عن إنشاء مسرعات أعمال جامعية في إطار تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال؛ تنفيذا للقرار الوزاري رقم 005، الصادر في 19 جانفي 2025. جاء هذا القرار بعد اجتماعات استثنائية لمجالس إدارة جامعات الإخوة منتوري قسنطينة، وصالح بوبنيدر قسنطينة 3، وعبد الحميد مهري قسنطينة 2، مؤخرا؛ إذ تمت المصادقة على إنشاء مؤسسات فرعية تحت مسمى "مسرعات الأعمال الجامعية". ووفقا للبيان الرسمي الصادر عن جامعة قسنطينة 3، فإن هذه المسرعات تهدف إلى دعم المؤسسات الناشئة وحاملي المشاريع الابتكارية، خاصة تلك التي وصلت إلى مرحلة النضج، وأصبحت جاهزة لدخول السوق. وحسب مصادر من جامعة قسنطينة 3، ستعمل هذه المسرعات كشركات ذات مسؤولية محدودة. وستساهم في رأسمال المشاريع التي تدعمها بنسبة تتراوح بين 2 و5 ٪. كما ستقدم مجموعة من الخدمات المتخصصة بما في ذلك الاستشارات المهنية والبرامج المكثفة التي تتراوح مدتها بين 3 و6 أشهر، حيث تُعد هذه البرامج مصممة لتلبية احتياجات المؤسسات الناشئة في مجالات مثل التسويق، والتمويل، والتطوير التقني. وبالإضافة إلى ذلك، ستوفر المسرعات مرشدين ذوي خبرة عالية في مجال ريادة الأعمال، سيقدمون النصائح والاستشارات اللازمة لتطوير خطط الأعمال والنماذج الاقتصادية. كما ستوفر مساحات عمل مجهزة بشكل كامل، تمكن الفرق من العمل بشكل تعاوني، وتطوير مشاريعهم في بيئة محفزة. ومن جهته، أوضح الدكتور نذير عزيزي، عضو اللجنة التنسيقية الوطنية لمتابعة الابتكار وحاضنات الأعمال الجامعية، ونائب مدير جامعة عبد الحميد مهري، المكلف بالعلاقات الخارجية، أن هذه المسرعات ستلعب دورا محوريا في ربط أصحاب المشاريع المبتكرة بالمستثمرين وصناديق التمويل، حيث سيتم ذلك من خلال تنظيم فعاليات مثل مقاهي الأعمال، والمعارض، والتظاهرات الوطنية والدولية. وبالإضافة إلى ذلك، ستساعد المسرعات في تأمين التمويل المبدئي للمشاريع الناشئة، مقابل نسبة صغيرة من أسهمها. وأضاف الدكتور عزيزي أن المسرعات ستضم فريقا متنوعا من الخبراء، بمن فيهم الأساتذة الدائمون، والباحثون، والطلبة الجامعيون، والعمال المهنيون والتقنيون، حيث سيساهم هذا التنوع في الخبرات -حسبه- في تقديم دعم متكامل للمشاريع المبتكرة، من مرحلة التطوير الأولى حتى دخول السوق. كما ستلعب دورا وسيطا بين الجامعة والسوق، حيث ستساعد الأساتذة والطلبة الذين يمتلكون براءات اختراع، على تسويق ابتكاراتهم. كما ستكون في الوقت نفسه، حلقة وصل بين الباحثين عن حلول مبتكرة، والمبتكرين داخل الجامعات ومراكز البحث. إنشاء مسرعات الأعمال الجامعية في قسنطينة خطوة استراتيجية نحو تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في الجزائر، من خلال دعم المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة، حيث ستساهم هذه المسرعات في استحداث فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الوطني بشكل عام. وستمثل مسرعات الأعمال الجامعية، حسب المتحدث، نموذجا جديدا للتعاون بين الجامعات والسوق، حيث ستسعى إلى تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع ناجحة، تساهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.