تشهد أشغال ترميم جامع "سيدي الكتاني" بقلب المدينة القديمة بقسنطينة، تقدما ملحوظا بعدما أكدت المقاولة المكلفة بالإنجاز وحتى مكتب الدراسات المكلف بالمتابعة، إمكانية تسليم المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة؛ حتى يكون جاهزا للتدشين في احتفالات الخامس من جويلية بمناسبة عيدي الشباب والاستقلال. وحسب السيدة مريم زياني، صاحبة مكتب الدراسات المكلف بمتابعة الأشغال، فإن الغلاف المالي المخصص للعملية كان في حدود 122 مليون دج، (ما يعادل 12 مليار سنتيم)، مضيفة أن العملية كان يُفترض أن تتم منذ سنوات ضمن المشاريع المعنية بالترميم، خلال فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015، قبل أن يتم تجميد التمويل بسبب أمور إدارية، وقضية تحويل الأموال، لتنطلق أشغال ترميم جامع الكتانية الذي تتابعه مديرية الثقافة بقسنطينة، كصاحبة مشروع، في شهر أوت من سنة 2024، مع تحديد مدة 12 شهرا لإنهاء الأشغال. وحسب صاحبة مكتب الدراسات، فقد تم الاعتماد في ترميم الجامع الذي يضم طابقا أرضيا به محلات تجارية وطابق علوي توجد به قاعة الصلاة، مع سقف من الآجر موضوع على هياكل خشبية، على المخططات التاريخية؛ من أجل تحديد الحالة الأولية لهذا الصرح الديني؛ حيث تم الاعتماد على طريقة التطابق المكاني للمخططات القديمة والجديدة، من خلال استعمال تقنية المسح ثلاثي الأبعاد، التي سمحت بوضع برنامج افتراضي لزيارة الجامع في حالته الأولية. أشغال دقيقة لبناية أثرية أوضحت السيدة مريم زياني أنه تم تحديد أبرز الاختلالات التي كانت تعاني منها البناية قبل التدخل ووضع حل لكل شق بالجدران، أو كل خلل داخل المبنى. كما أعيد الزليج الذي كان في الجامع بطريقة دقيقة، مع الاعتماد على الرسم اليدوي؛ حتى يتم تعويض القطع الناقصة. وقد قُسم العمل، حسب المتحدثة، على مراحل، والتعامل بحذر شديد مع كل أقسام البناية من قاعة الصلاة، وبيت وضوء الرجال والنساء، والرواق والمنارة، وكذا المنبر المصنوع بمواد إيطالية. ويضم نقوشات خاصة جدا، مع الحرص على حماية الأجزاء الحساسة؛ على غرار المحراب، والأقواس، والأرضية الخشبية. وأكدت صاحب مكتب الدراسات الذي يتابع عملية ترميم الجامع، أن إعادة التهيئة كانت دقيقة. وتمت جزءا بجزء؛ حيث استُخدم الجبس المسلّح، مع معالجة الخشب المستعمل بمواد مضادة للفطريات والحشرات، سواء في الرواق أو في قاعة الصلاة، التي تمت إعادة تهيئتها بشكل كلي، مع الحرص على استعمال المواد الحافظة. وعرفت العملية إعادة ساحة الجامع من خلال إعادة الأرضية التقليدية الخشبية، واستعمال الآجر والجبس في الترميم، مضيفة: "كان هناك عمل كبير، وأبحاث حثيثة؛ من أجل رد الاعتبار للبردة التي تم اكتشافها بالجامع، والتي كانت مكتوبة على الجدار بمحيط قاعة الصلاة". رد الاعتبار للهياكل الخشبية كان أكبر تحدٍّ وحسب المتحدثة، فقد عُثر، عند استعمال تقنية نزع الطلاء بتقنية الرش بالرمل، على الصخر الذي تم استعماله في بناء الجامع، مضيفة أن عملية الترميم شملت رد الاعتبار للأبواب والنوافذ الخشبية، من خلال نزع الطلاء القديم باستعمال تقنية الهواء الساخن، لتتم بعدها معالجة كل التشققات في الخشب. وقالت إن أكبر تحد كان في رد الاعتبار للهياكل الخشبية عبر طابق كامل، مضيفة أن العملية عرفت، أيضا، أشغال توصيلات كهربائية، مع وضع تصميم لإضاءة خارجية مناسبة؛ حتى تكون في مستوى هذا الصرح الديني. للإشارة، فإن جامع "سيدي الكتاني" الذي يُعد مَعلما دينيا وسياحيا بامتياز، يقع مقابل سوق العاصر، والذي سمي "الكتاني"؛ نسبة لولي صالح مدفون به. وتم تدشينه سنة 1787 على يد صالح باي بن مصطفى، أحد البايات الذين حكموا قسنطينة بين 1771 و1792، بجانب المدرسة التي يطلَق عليها الكتانية. وقد تم جلب دعائمه الرخامية وأهم مواد البناء من إيطاليا؛ حيث أوقف صالح باي على المسجد والمدرسة أموالا عقارية عظيمة. كما شكّل لجنة تضم علماء مختلف المذاهب، لتنظيم الحركة العلمية بالجامع والمدرسة، لكن خلال فترة الاحتلال، استولت السلطات الاستعمارية على أموال الوقف، كما استولت على النسخ الأربع التي تم فيها جمع الأعمال العلمية للجامع، والتي نشرها الترجمان الفرنسي "فيرو"، في كتابه عن تاريخ قسنطينة. وعرف الجامع بين سنتي 1859 و1862 أشغال ترميم وإصلاحا للأجزاء المتضررة. وفي سنة 1873 تخربت السلالم الداخلية للجامع، وجزء من منارته؛ بسبب حريق شب في البناية قبل أن يتم ترميمه في نفس السنة. بلدية قسنطينة تشرع في تنفيذ مخططها أموال معتبرة لتحسين صورة "أرض بليري" بالزيادية انطلقت، مع حلول شهر رمضان المعظم، عملية وضع الطبقة الإسفلتية بالتجمع السكاني "أرض بليري" بالمندوبية البلدية الزيادية بقسنطينة، ضمن برنامج أطلقته بلدية قسنطينة؛ من أجل تحسين الإطار المعيشي للمواطن، والقضاء على النقاط السوداء التي كانت مطلبا من سكان المنطقة؛ إذ من المفترض أن تتم العملية في ظرف أسبوع. عبّر سكان الحي الواقع بمحاذاة عمارات الزيادية أسفل الطريق المزدوج لحي جبل الوحش، عن فرحتهم الكبيرة بعدما دخلت الشاحنات وآلات التزفيت شوارعهم في أول يوم من أيام رمضان، من أجل تهيئة الطرق، والقضاء على مشكل الأوحال والطين التي رافقت قاطني هذا التجمع السكاني منذ أكثر من 30 سنة من المعاناة. وأكد السكان الذين شيّدوا منازلهم بهذه المنطقة منذ سنة 1992، أن هذه العملية التي تزامنت مع أول أيام رمضان، جاءت بعد عناء كبير، وصعوبات التنقل داخل الحي، خاصة في فصل الشتاء، مثمنين المجهودات المبذولة من قبل السلطات المحلية، التي التفتت إلى حيهم، ورفعت انشغالاتهم، خاصة ما تعلق بقضية وضع قنوات الصرف، ورد الاعتبار للأرصفة، وتعبيد الطريق، ووضع الإنارة العمومية. وحسب السيد نوري أريدير، المندوب البلدي بالزيادية، فإن هذه العملية تدخل ضمن الاهتمام بانشغالات السكان؛ حيث تم رصد مبالغ مالية معتبرة، سواء من ميزانية البلدية، أو الولاية، أو مديرية التعمير، مضيفا أن الأزقة الضيقة التي لن تشملها عملية وضع طبقة الزفت، ستتم تهيئتها من خلال وضع طبقة إسمنت. كما ستقوم البلدية بعد الانتهاء من تزفيت الطريق، في إطار تهيئة هذا التجمع السكاني، بعملية تنظيف كبيرة، مع القيام بنزع السياج الحديدي عبر عدد من البنيات، التي كانت تشوّه المنطقة، وأعاقت حتى عمليات التهيئة؛ حيث سيتم اللجوء إلى القوة العمومية في حال رفض أصحاب هذه الزيادات الفوضوية، نزعها. كما راسلت المندوبية البلدية أصحاب البنايات غير المكتملة؛ من أجل تهيئتها، ودهنها؛ حتى تزيد في المنظر الجمالي للمنطقة. وأوضح رئيس القطاع الحضري الزيادية أن هناك العديد من العمليات التي تم إطلاقها في هذا التوقيت، من أجل تهيئة الشوارع، وإعادة الطرق التي تضررت، على غرار الطريق الواقع وراء مصحة جبل الوحش، مضيفا أن هناك حصة ثانية من أجل التكفل بتهيئة عدد من الطرق عبر شوارع هذه المنطقة، ضمن نطاق إقليم المندوبية البلدية. وحسب السيد نوري أريدير فإن مشروع تهيئة شوارع حي جبل الوحش، سينطلق خلال هذه الأيام في إطار التكفل بانشغالات المواطنين، والتي ستشمل، أيضا، منطقة الباردة، وتافرنت، وحي ساقية سيدي يوسف، الذي استفاد من مشروع كبير، يشمل تجديد الأرصفة، وتهيئة الطرقات، مضيفا أن هذه العمليات تمت برمجتها خلال السنة الجارية في انتظار برمجة عملية تهيئة طريق حي الأمير عبد القادر أسفل الملعب الجواري. وأضاف المسؤول أن مصالحه برمجت ضمن برامج تهيئة المنطقة، مشروع إنجاز سلالم بهذا الحي، تسهل للمشاة من السكان، الصعود إلى الطريق المزدوج لحي جبل الوحش. كما تحدّث عن مشروع آخر يدخل في إطار الحفاظ على نظافة المنطقة؛ من خلال رد الاعتبار لأماكن وضع النفايات عبر عدد من التجمعات السكانية.