رفع الستار مساء أول أمس، على فعاليات الطبعة الأولى لمهرجان الأيام السينمائية الجزائرية للسينما الذي تنظمه الجمعية السينمائية "إلينا الشاشة" بالتعاون مع وزارة الثقافة، وذلك بقاعة ابن زيدون برياض الفتح وسط حضور مكثف لضيوف الطبعة وكذا عشاق الفن السابع. إشارة الانطلاق أعطاها رئيس جمعية "إلينا الشاشة" ومحافظ المهرجان، سليم عقار، وقد بادر عقار بشكر كل من ساهم من قريب أومن بعيد في تحقيق انجاز هذه الأيام التي ستثري لا محالة رزنامة المواعيد السينمائية بالجزائر التي تظل شحيحة. وفي سياق حديثه، كشف سليم عقار أنه كان ينوي افتتاح هذه الأيام بفيلم جزائري لم يسبق عرضه بالعاصمة وهو فيلم "رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول وحصل على وعد من منتج الفيلم على ذلك لكن هذا الأخير تراجع عن وعده في آخر لحظه وفضل المشاركة في مهرجان "طبوبني" على الحضور إلى الجزائر. محافظ المهرجان حرص أيضا على استدعاء كل ضيوف الطبعة والمشاركين في تحقيقها إلى المنصة وعلى رأسهم رجل المسرح والممثل سليمان بن عيسى الذي اختير أيضا كرئيس لجنة التحكيم لمسابقة السيناريو التي تفتحها الطبعة. وفور اعتلائه المنصة، عبر بن عيسى عن سعادته بحضور ولادة تظاهرة سينمائية جديدة متمنيا لها الاستمرار والحياة الطويلة. من جهته، توقف الفنان وأثنى كذلك على النصوص المشاركة في مسابقة السيناريو، مؤكدا أن لجنة التحكيم قرأت العديد من النصوص التي تبعث الأمل في مستقبل أفضل للسينما الجزائرية. أما الأستاذ منتصر مرعي من الأردن الذي يزور الجزائر لأول مرة، فقد أشار إلى أنه جرت العادة أن يستضاف للحديث عن الفيلم الوثائقي في العديد من الدول الغربية والأجنبية ولأول مرة يحدث ذلك في بلد عربي، وهذا دليل -حسبه- على بداية الاهتمام بالفيلم الوثائقي الذي يقدم الحياة كما هي ولا يقل شأنا -يقول المتحدث- عن الفيلم السينمائي الخيالي كما يظن البعض. من جهته، قال الأستاذ احمد عاطف من مصر- وهو أيضا ضمن لجنة تحكيم المسابقة إلى جانب الاستاذ محمد بن صالح "أن الجزائر تأخرت في تنظيم مثل هذه التظاهرات علما أنها كانت السباقة في الإنتاج السينمائي وفي الظفر بأهم الجوائز وكانت أول بلد عربي أقيمت على أرضه "سينيماتيك". من جهته، عبر الفلسطيني حسان نزار عن سعادته بزيارته الأولى هذه للجزائر التي تأتي للمشاركة في "ندوة السيناريو"، وكذلك الفرنسية ايلان شوفان والمغربي محمد نضيف الذي يزور الجزائر لثالث مرة. وقد تميزت سهرة افتتاح الطبعة الأولى للأيام السينمائية بعرض فيلمين الأول قصير من (14 دقيقة) للمخرج عبد الحميد كريم بعنوان "الطاكسي المخفي" وبمشاركة الممثلين إلياس سالم وعثمان بوداود وعبد القادر دحو. تحكي أحداث الفيلم يوميات أربعة شبان يعانون البطالة والحرمان بمختلف مستوياته، يجتمعون كل مساء عند الشاطئ لتدخين الحشيش، وفي أحد الأيام يشاهد أحدهم بالصدفة شجارا بين شاب آخر وبحار حول تهريب المخدرات فيقرر الشباب الحصول على هذه المخدرات والهجرة إلى الخارج. أما العرض الثاني فتمثل في فيلم وثائقي لسليم عقار بعنوان "40 سنة من السينما الجزائرية" قدم من خلاله المخرج بانوراما السينما الجزائرية من 1966 إلى غاية 2008، والذي تم إهداؤه إلى روح المخرج علي سيريا الذي وافته المنية منذ أيام قليلة. حيث حرص المخرج على تقديم لقطات لأهم الأعمال السينمائية الجزائرية من فيلم "معركة الجزائر" إلى فيلم "مصطفى بن بلعيد" آخر ما أنتج في مجال السينما الثورية، وبينهما استعرض عقار أبرز اللقطات الراسخة في ذهن كل جزائري لا سيما في أفلام الثورة "حسان طيرو""دورية نحو الشرق"، "ريح الجنوب"، "وقائع سنين الجمر"... وصولا إلى أحدث الأفلام "رشيدة"، " المنارة"، "مال وطني"... كما توقف عند عدد من أعمال المخرجين الجزائريين التي تم إنتاجها بتمويل أجنبي على غرار "فيفا لالجيري"، "كان ذات مرة في الوادي"، "إنشاء الله الأحد"، "السكان الأصليون"... يذكر أن أيام السينما الجزائرية تتواصل إلى غاية السابع من أكتوبر الجاري وتشهد عرض العديد من الأعمال وتنشيط العديد من المحاضرات وورشات التكوين فضلا عن مسابقة السيناريو التي سيعلن عنها في ختام الطبعة الأولى للتظاهرة.