شرع والي تندوف بمعية كل من مدير الصناعة والمناجم وعدد من الإطارات وأعضاء من الهيئة التنفيذية والمجلس الشعبي الولائي وكذا نواب البرلمان بغرفتيه، في زيارة عمل وتفقّد إلى منجم غار أجبيلات. للاطلاع على مشروع وحدة المعالجة الأولية لخام الحديد، وظروف عمل الورشات الأخرى بالمنجم. وتلقّى الوالي شروحات وافية من المسؤولين، عن متابعة أشغال هذا المشروع العملاق، فيما كشف مسؤولون من شركة "فيرال" بعين المكان، عن إمكانية جلب تجهيزات حديثة لتسهيل عملية استخراج الحديد عوض الطرق الكلاسيكية المعتمدة سابقا. وعاين المسؤول التنفيذي رفقة السلطات المحلية المعنية، مشروع إنجاز محطة إنتاج وتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بسعة 200 ميغاواط، مع الإشارة إلى أن هذه المحطة تغطي منجم غار أجبيلات، والقرية المنجمية التي سيتم إنجازها وتضم 10 آلاف سكن. كما ستغطي المحطة مدينة تندوف، وتربطها بالشبكة الوطنية، حيث تبعد عن موقع منجم غار أجبيلات بنحو 40 كلم. ومن أبرز إيجابيات المحطة أنها تقوم بتخزين الفائض من الطاقة الكهربائية، وتساهم في المحافظة على البيئة من التلوث. ومن مزايا مشروع غار أجبيلات تواجُد مجموعة من المهندسين الشباب، الذين جمعوا بين العمل التقني وحفظ القرآن الكريم في صدورهم، ونفع غيرهم، على غرار الشاب المهندس أسامة الوناس، الذي سخّر نشاطه ووقته بين العمل بمنجم غار أجبيلات وبين تدريس القرآن الكريم بالمساجد، والسعي لأعمال البر والإحسان، والمساهمة في التحكيم وتجويد القرآن الكريم. وكشف أحد شباب الولاية أن منجم غار أجبيلات لا يدرّ الثروة المنجمية فحسب، بل ينتج الأفكار من شباب تواقين للأمل والتفوق. وقد استحسن والي تندوف وتيرة الأشغال المنجزة، داعيا إلى تكثيف العمل من أجل تسليم المشروع في الآجال المحددة. في موقف إنساني ثمّنه سكان تندوف عمرة مجانية لمسنّ لم تنصفه القرعة شدّت شخصية اجتماعية معروفة بالاعتدال والبساطة من سكان حي "البدر" العريق بتندوف، فضول كل من حضر الحفل التكريمي لحفظة القرآن الكريم، الذي نظمته ولاية تندوف خلال العشرة الأواخر من الشهر الفضيل. ويتعلق الأمر بالشيخ العياشي يربة، الذي كان بالقرب من الصندوق الخاص بالقرعة، وسط جمهور غفير من المواطنين، الذين ينتظرون بشغف كبير، سماع أرقامهم للظفر بعمرة إلى بيت الله الحرام؛ كهدية من والي تندوف؛ تكريما لسكان الولاية. وكانت أعين هذا الرجل البسيط منصبّة حول أوراق القرعة الموضوعة بالصندوق، مركزا بشكل دقيق، على حركات المكلف بحمل الأوراق ومناداة أصحابها بالأرقام، حيث كان يحس في قرارة نفسه لو كان من بين هؤلاء الفائزين بعمرة مجانية كاملة، وهو الرجل الذي أفنى حياته في سبيل نظافة المحيط من خلال المكنسة تارة، والعربة التقليدية التي كان ينتفع منها تارة أخرى. وشاءت الأقدار أن تحط عينا والي تندوف ورئيس المجلس الشعبي الولائي، على هذا الرجل، الذي بقي واقفا رغم تقدمه في السن، أمام صندوق القرعة. وكان الضمير الحي والإنساني عاملا أساسيا حاضرا، دفع والي تندوف الى منح الشيخ يربة، عمرة مجانية، وهو الذي لم يكن يدري بما كانت الأقدار تخبئه له، حيث عبّر عن فرحته الكبيرة بحصوله على عمرة مجانية مهداة من قبل الوالي. وعدَّ كل من شاهد وتابع هذا المشهد موقفا إنسانيا من أول مسؤول عن الجهاز التنفيذي بولاية تندوف، يعكس إرساء تقاليد بنّاءة، تسودها الأخوة والتعاطف الاجتماعي، وتكرس العلم، وتحصيل المعارف، وتدريس القرآن الكريم.