كشف وزير الثقافة والفنون زهير بللو، مؤخرا، عن تنظيم ملتقى بعنوان "المسرح والذاكرة" في المستقبل القريب، بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، بمشاركة مختصين في مجال المسرح والتاريخ والأرشيف، حيث سيتم دراسة سبل إحياء التراث الركحي الجزائري، وربطه بالمشهد المسرحي العالمي. أكّد الوزير بالمسرح الوطني الجزائري ضمن احتفالية اليوم العالمي للمسرح، أن هذا الملتقى سيكون جزءا من سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي بالمسرح الجزائري، والتاريخ الفني للبلاد. كما شدّد على أهمية هذا الملتقى في حفظ الذاكرة الوطنية المسرحية، وتوثيقها للأجيال القادمة، من خلال تحوّل المسرح الجزائري إلى مرجع رقمي، يساهم في تعزيز دور الفن الرابع في المجتمع الجزائري والعالمي. وأشار الوزير إلى أنّ وزارة الثقافة والفنون تسعى لتطوير شبكة توزيع العروض المسرحية عبر تعزيز التعاون بين المسارح الجهوية، ودور الثقافة والفرق المسرحية. وأوضح أن هذه الشبكة ستكون خطوة جوهرية لضمان وصول الفن المسرحي إلى كل مواطن جزائري، بما في ذلك المناطق النائية، من خلال تنظيم عروض مجانية، وتوفير منصات رقمية للترويج للمسرحيات. وذكر بللو أنّ الوزارة تعمل على دعم التنوّع الإنتاجي للمسرح باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، وهو ما يعكس غنى الثقافة الجزائرية، واهتمام الوزارة بالحفاظ على هذا التنوّع. كما أكّد على أهمية التكوين الفني في صناعة فنانين مؤهلين، مشيرا إلى شراكة الوزارة مع المؤسّسات المعنية؛ مثل المسارح الجهوية، والمسرح الوطني، وكذلك وزارة التربية الوطنية، بهدف تطوير مناهج تعليمية تواكب طموحات الشباب في مجال الفنون. وفي ما يتعلّق بمسرح الطفل، أعلن الوزير عن الجهود المستمرة لإحياء فكرة "الثلاثاء المدرسي"، وتطوير عروض المسرح لتكون مساحة للترفيه والتعليم، وغرس قيم الجمال والانتماء في الناشئة، مشيرا إلى أهمية توثيق الأعمال المسرحية، وتوسيع نطاق عروض المسرح لتشمل كافة فئات المجتمع، بما يقوي من مكانة المسرح؛ كأداة أساسية في تعزيز الثقافة الوطنية. وأكّد الوزير أنّ الخطوات المستقبلية تشمل أيضًا، توسيع التعاون مع الجامعات ومراكز البحث في مجال المسرح، بهدف تأصيل التراث المسرحي الجزائري، وتوثيقه رقميا. هذه الجهود تشكل أساسا لبناء مسرح جزائري طموح يناسب تطورات العصر، ويجسد أصالة الشعب الجزائري. وخلال الحفل أشرف وزير الثقافة والفنون على تكريم مجموعة من الأسماء البارزة في مجال المسرح، تقديرا لمساهماتهم القيمة في إثراء الحياة المسرحية والفنية. وشملت قائمة التكريم كلا من سعاد سبكي، الفنانة التي كرست حياتها للمسرح، وبومدين بلا، الفنان المعروف بمساهماته في المشهد المسرحي بالجنوب. كما تم تكريم أحمد شنيقي الناقد المسرحي والسينمائي، والكاتب الذي أثرى النقاشات الثقافية والفنية، بالإضافة إلى الهادي بوكرش المخرج، والمكون الذي ساهم في تطوير الأداء المسرحي، وأخيرا عيسى مُلفرعة الفنان القدير صاحب البصمة الكبيرة في عالم المسرح. كما كانت المناسبة لتوزيع عائدات مسرحية "بوستيشة" (إنتاج 2022) لصالح أطفال مرضى السرطان. وفي هذا الشأن أكد مخرجها أحمد رزاق على أهمية أن يكون الفنان مبادرا للفعل التضامني، متمنيا أن تكثر هذه المبادرات الخيرية في كل المسارح الجزائرية. كما شهد الحفل قراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام، قدمها مجموعة من الفنانين المسرحيين، مرفقة بعزف على البيانو من العازف أنيس طالب. وتضمّن الحفل أيضا عرض مشاهد مسرحية قدمها طلبة المعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري، بالإضافة إلى لوحات كوريغرافية، أضافت أبعادا فنية مميزة للفعالية.