تعهد المدير العام للحج والعمرة السيد الشيخ بربارة الوكالات السياحية المكلفة بتنظيم موسم الحج الجديد باتخاذ إجراءات صارمة في حقها تصل الى حد الإقصاء والمتابعة القضائية في حال ثبت في حقها عدم التكفل بضيوف الرحمان وفقا للعقد الذي يربطهما، واتهم البعض منها بممارسة "البزنسة" بالحجاج والمعتمرين. لم يهضم المدير العام للحج والعمرة ظاهرة "البزنسة" المنتشرة في تنظيم عملية الحج والعمرة من طرف الوكالات السياحية رغم تبرئته للبعض منها والتي قال إنها تشرّف الجزائر لدى السلطات السعودية وتحظى باحترام من طرف السلطات الجزائرية المشرفة على متابعة العملية، وأكد السيد بربارة لدى نزوله أمس ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن هناك وكالات أسندت لها مهمة تنظيم الحج والعمرة "انغمست" في البحث عن الربح وتجاهلت التكفل بالحجاج، وأساءت إلى سمعة الجزائر لدى السلطات السعودية، وأهانت الحجاج الجزائريين،، وقدم مثالا عن حالة وقعت خلال موسم العمرة الحالي وتابعها هو شخصيا وقال انه كان له حوار مع احد ممثلي وكالة سياحية مكلف بنقل المعتمرين كان يناديهم للإسراع لركوب الحافلة التي كانت في انتظارهم واعتبر السيد بربارة مثل هذا السلوك منافيا للعقد المبرم بين المعتمر والوكالة، وأضاف أن ممثل نفس الوكالة ابلغه -دون أن يعلم بأنه هو مدير ديوان الحج والعمرة- بأنه سيضاعف العام القادم عدد المعتمرين الذين سيتكفل بهم ليصل عددهم إلى أربعة آلاف في خطوة لكسب الربح. واعتبر السيد بربارة أن مثل هذا الفعل لن يسمح بتكراره. وتحدث في نفس السياق عن تقارير تسلمها من مسؤولين سعوديين يشتكون للديوان من تصرفات بعض الوكالات. وأوضح أن بعض هذه الوكالات لم تكن في مستوى المهام الموكلة إليها وهمها الوحيد جمع المال والتلاعب ببعض المعتمرين. وفي سجل الوكالات التي لم تراع قدسية العملية يقول السيد بربارة أن منها من يقدم معلومات خاطئة عن أعضائها وعن وضعها المالي، وأخرى تتبادل المعتمرين فيما بينها كأنهم سلعة تباع وتشترى، وتبيع التأشيرات لبعضها البعض، وتتحايل حتى على الديوان الوطني للحج والعمرة. وتحدث كذلك عن حالة وقعت السنة الجارية بقيام وكالة بترك 340 معتمرا في البقاع المقدسة بغرض أداء فريضة الحج وهو الشيء الذي يتنافى تماما والقوانين المعمول بها، موضحا أن هذه الحالة خلقت مشكلا كبيرا استدعى تدخل السلطات الجزائرية والسعودية لإصلاح الوضع وترتيب جميع إجراءات عودة هؤلاء المعتمرين الى الجزائر. وخلص مدير الديوان الوطني للحج والعمرة إلى القول انه لن يتسامح مع مثل "هذه التصرفات حتى لو بقيت شهرا في منصبي"، وأكد انه سيتم إقصاء مثل هذه الوكالات وستسحب منها الرخصة وسترفع دعاوى قضائية ضدها. وللإشارة فقد بلغ عدد المعتمرين منذ جانفي الى نهاية اوت 153 ألف معتمر أي بزيادة قدرت ب12 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية. وعن الإجراءات التنظيمية المتخذة لفائدة الحجاج أشار السيد بربارة الى انه ابتداء من السنة القادمة سيتم إلغاء جواز سفر الحج وسيتم التعامل فقط بجواز السفر الدولي، وأضاف أن تحويل عملية الحصول على التأشيرة الى وزارة الداخلية سيجنب الديوان الكثير من المشاكل كما كان الحال في السابق. وفتحت وزارة الداخلية شباكا على مستوى مقرها بالعاصمة لاستقبال جوازات سفر الحجاج وكذا تلك الممنوحة للوكالات قصد التكفل بعملية الحصول على التأشيرة في عملية هي الأولى من نوعها. وبخصوص التلقيحات الخاصة بأنفلونزا الخنازير جدد السيد بربارة الشيخ التأكيد على اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية بما في ذلك توفير لقاحات الزكام العادي وتخصيص 3.6 مليون قناع بمعدل 100 قناع لكل حاج، أي باستخدام ثلاثة أقنعة في اليوم، مشيرا الى أن دولا أخرى مثل تركيا لا توفر لحجاجها سوى قناع واحد في اليوم. كما يستفيد الحجاج من سائل التطهير مجانا. وأضاف أن الوفد الطبي الجزائري المرافق للبعثة سيتنقل الى مكةالمكرمة والمدينة المنورة لضمان الرعاية الصحية للمعتمرين، وفق خارطة طريق تم إعدادها مسبقا من طرف جميع الهيئات المعنية بتنظيم العملية وبخاصة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وعن التدابير المتخذة للتحكم أكثر في حالات التيهان دعا السيد بربارة الحجاج الى التقيد بالتعليمات الممنوحة لهم خاصة فيما يتعلق بالاحتفاظ بوضع الأساور التي من خلالها تسهل عملية التكفل بهم وتمكنهم من الالتحاق بالعمارة او الفندق الذي يقطنون به، علما أن جميع الأساور تحمل جميع المعلومات الخاصة بالحاج. وعن عملية نقل الحجاج أشار الى أن الخطوط الجوية الجزائرية تتكفل بنقل 70 بالمئة منهم، والخطوط الجوية السعودية تتكفل ب 30 بالمئة، ودعا في هذا السياق السلطات السعودية الى اتخاذ جميع الإجراءات لعدم تكرار سيناريو السنة الماضية عندما عوضت طائرات ب70 مقعدا بأخرى ب 50 مقعدا الشيء الذي سبب في تعطيل عودة الحجاج الجزائريين.