يبدو ان صاحب رسالة الجزائر الاستاذ اشرف العشري لا يعرف نفسية الجزائريين على الاطلاق، فهو ومن خلال بعض الفقرات التي احتوتها مراسلته نسي أو تناسى المقولة التي تقول "اعمل الخير وانساه" عندما راح يعدد فضائل مصر بالقول ان للجانب المصري ايادي بيضاء على الجزائر وشعبها بداية من معركة الحصول على الاستقلال وحتى الحفاظ على اللغة والهوية العربية والاسلامية للجزائر. وكم تمنيت من هذا الزميل لو انه بعث فاتورة ذلك مرفوقة مع المراسلة عوض الخوض في هذا الجانب، وكأننا في الجزائر شطبنا من تفكيرنا ما قدمه الاشقاء في مصر لنا في محنتنا. إننا يا اخ اشرف نقول في كل مناسبة دعوا ما للتاريخ للتاريخ ولا تخلطوا بين الكرة والسياسة والحديث قياس.
عفاريت ولكن في كشف الحقائق يعيب علينا الاشقاء في مصر ما تكتبه الصحافة الجزائرية ويصفوننا بعفاريت الزيف والكذب واخفاء الحقائق، وكم تمنيت لو ان الذين يتهموننا بالكذب قالوا الحقيقة يوما، وهنا نتساءل من الذي استنجد بقارئات الفنجان ومن الذي سأل شيوخ الجن ومن الذي سوق لهذا الكلام أليست بعض الفضائيات المصرية التي تخوض رحلة البحث عن مكانة لها في سماء الفضائيات الكبيرة؟ اما القول ان سعدان مغرور وان ميكروفونات التلفزة الجزائرية تطارده حتى في اسواق الجزائر قبل سفره الى ايطاليا فهذا كلام لا يصدر إلا من مختل مجنون، لأن سعدان لا يوزع التصريحات بالكيفية التي يتحدث بها صاحبنا الذي ربما نسي بأن سعدان اغلق كل الابواب امام صحافتنا قبل مباراة مصر الجزائر بالبليدة وقبل مباراة الرد بالقاهرة وامام زامبيا ورواندا.
الصحافة الجزائرية مع سعدان يخطيء من يقول من الإعلاميين المصريين، ان الصحافة الجزائرية كانت قبل لقاء مصر والجزائر، في مرحلة الذهاب بساعة واحدة، قد اشبعت سعدان سبا أو لوما. كما ان هذه الصحافة الجزائرية لم تقل يوما ان المنتخب الجزائري يتشكل من المنكوسين، بقدر ما كانت هذه الصحافة وبالاجماع تشيد بما كان يحققه سعدان وتعداده، وحتى إذا كنا قد ابدينا بعض الامتعاض من مباراة رواندا الاولى، فإن ثقتنا في الطاقم الفني والتعداد الوطني جعلتنا نتناول مسار المنتخب الوطني بكثير من الموضوعية وكنا نحفزه على التدارك امام الفريق المشكل من المنكوسين هم ليسوا سوى منتخب الفراعنة الذي خرج منهكا من لقاء زامبيا والذي هزمناه وهزمنا غيره بالأداء والأهداف أيضا.
حرب المصطلحات على مدار ايام عديدة لم تتحدث الصحافة الجزائرية عن الثأر ولم توظف هذا المصطلح على الاطلاق، لأن الجزائريين الذين احتلوا صدارة الترتيب ضمن المجموعة كانوا يدركون ان المطالب بالأخذ بالثأر هو المنهزم. كما ان حرب المصطلحات كالحسم أو العبور أو الانتقام أو الاحتكاك أو المنازلة فهي كلها مصطلحات تتداول في كل صحف العالم، وعليه فإن توظيفها في بعض المقالات والكتابات الصحفية، لا يشكل تحريضا على احد كما لا يشكل خروجا عن ادبيات الكتابة الصحفية. وهنا نسأل الذين يعيبون علينا توظيف مصطلح الاحتكاك او الحسم، لماذا استنجدوا براقصات اميات للخوض في مباراة حساسة كهذه ولماذا جيء بمطربات مرتزقات لأستفزاز مشاعر الجماهير الجزائرية؟ ولماذا وظفواالبلطجية على شاكلة ابراهيم حسن في مباراة كان يجب ان يتحدث بشأنها عقلاء اللعبة.
وشوبير يدور ب180 درجة يبدو ان المضايقات التي تعرض لها الحارس الدولي المصري السابق احمد شوبير قد اجبرته على الخوض في الاتجاه المعاكس هذه المرة، إذ انه وفي لحظة خوف اخفى الحقائق المتعلقة بالحادث، وركز على بروتوكولات المطار، وبكثير من الخبث قال ان حافلة الجزائريين ربما تكون رشقت بطوبة صبي على الطريق ثم سكت. ولشوبير نقول اين انت من الحقيقة هذه المرة، انسيت يا"الشيخ الزوبير" كما سماك الزميل عزالدين ميهوبي عشية مباراة قسنطينة، تعاطف الجزائريين معك في محنتك مع جماعة المحور والمستشار مرتضى والغندور، لأنك قلت كلمة حق يومها. ومع ذلك نعذرك لأن "الرجلة" في مثل هذه المواقف عندكم لم يعد لها وجود.