يحتضن قصر الرياس بالعاصمة معرضا بعنوان "إسبانياوالجزائر: علاقة وثيقة وطويلة" يضم خمسين صورة فوتوغرافية بالألوان والأبيض والأسود حول العلاقات التي تربط البلدين منذ استقلال الجزائر. ويتضمن هذا المعرض الذي بادرت بتنظيمه كل من سفارة إسبانيا ومعهد سارفونتاس ووكالة الأنباء الإسبانية ووزارة الثقافة، صورا قديمة وجديدة تبرز المسار الذي قطعه البلدان في مختلف المجالات سواء الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية. ومن بين الأحداث الخالدة الحاضرة في هذا المعرض الذي يدوم إلى غاية 8جانفي المقبل يمكن للجمهور أن يشاهد صورة تسليم أوراق اعتماد سفير اسبانيا الجديد "خوسي فيليب ألكوفر" لأول رئيس جمهورية للجزائر السيد احمد بن بلة بتاريخ 18 ديسمبر 1962 وأيضا حديث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقتها وزيرا للشؤون الخارجية مع "السيد الكوفر" خلال تدشين السفارة يوم 25 مارس 1964. كما تم عرض صور لزيارات رؤساء الدولة والحكومة الإسبانية منها زيارة رئيس الحكومة الإسبانية "فيليبي غونزاليس" إلى الجزائر (1985) ورئيس الحكومة الإسبانية "خوسي ماريا أثنار" (2000) فضلا عن الزيارات الملكية "لخوان كارلوس وصوفيا" سنتي 2005 و2007. ولم تستثن صور هذا المعرض العلاقات الجزائرية-الإسبانية التي خصصت لذكرى علاقات البلدين حيث تم عرض صورة تبرز التوقيع على عقد تجاري بين وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) ووكالة الأنباء الإسبانية من قبل مديريها العامين على التوالي السيد ناصر مهل والسيد أليكس غرييلمو بمدريد في 2 افريل 2008. وأوضح سفير إسبانيابالجزائر السيد "غابريال بوسكي اباريسيو" في كلمة له أن هذا المعرض "يمثل التاريخ المصور للعلاقات بين البلدين وهي شهادة عن مسار مشترك منذ استقلال الجزائر". كما أكد السيد "بوسكي" أن "هذه الصور تدل على أن علاقاتنا ما فتئت تتطور منذ العصور الأولى من التاريخ كما أنها قائمة على أسس متينة وتعززت من خلال احترام متبادل تعكسه معاهدة صداقة وزيارات متتالية بين رؤساء الحكومات والدول". وأضاف أن "علاقاتنا هي علاقات تاريخية خالية من النزاعات ولدينا تصورات مشتركة حول مستقبل المتوسط فضاء السلم والرقي". ومن جهتها، نوهت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي بهذا النوع من المعارض التي تهتم بالعلاقات بين البلدين في كلمة قرأتها بالنيابة عنها ممثلة عن الوزارة. وقالت "إن نوعية العلاقات بين الجزائرواسبانيا جديرة بأن يلقي مصور فوتوغرافي نظرة مهتمة إلى تاريخيهما وتطوره"، معتبرة بأن هذه الصور الفوتوغرافية "ستسمح لا محال للجمهور الجزائري باستحضار المواعيد التاريخية والتذكير بالمبادلات الدائمة بين البلدين التي سمحت بتجسيد علاقات ثنائية متميزة وتعزيزها". وأكدت أنه من "دواعي الغبطة" أن نعايش من جديد من خلال هذه الصور الفوتوغرافية "اللحظات والأوقات القوية" بين البلدين مثل تسليم السعفة الذهبية "لمهرجان البندقية للسينمائي عمور حكار وتدشين معرض حول ابن خلدون في 2006 باشبيليا وتكييفه مع تركيزه على منطقة المغرب العربي لعرضه بمناسبة زيارة الدولة للزوج الملكي إلى الجزائر. وقالت السيدة تومي أنه يطيب لها أن تدعو اسبانيا للمشاركة في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" لما "يزخر به هذا البلد من تحف كبيرة تدل على إسهام الإبداع الإسلامي في العالم وبالتالي فإن حضوره التظاهرة أمر طبيعي".