ستتحالف حركة الإصلاح الوطني مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم لدخول انتخابات التجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة في ال29 من شهر ديسمبر الجاري، وهو ما يعتبر دعما إضافيا للحزبين لإحراز مقاعد إضافية بالغرفة العليا للبرلمان. ومن المتوقع أن يحدث هذا التحالف المفاجأة لصالح التشكيلتين السياسيتين المذكورتين بعد تصويت منتخبي حركة الإصلاح الوطني على مترشحي الأرندي وحمس، باعتبار أن 250 منتخبا تابعا لحركة الإصلاح عبر ال34 ولاية من الوطن التي تحوز فيها الحركة على مقاعد محلية بالمجالس المنتخبة من شأنهم تغيير النتائج التي كانت متوقعة قبل الإعلان عن هذا التحالف. وسبق هذا التحالف حسبما أكدته مصادر من حركة الإصلاح الوطني إجراء عدة اتصالات ولقاءات مع مسؤولي باقي الأحزاب السياسية حول إمكانية التحالف معها ودعم مرشحيها في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، غير أن هذه اللقاءات والمفاوضات لم تتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، الأمر الذي جعل حركة الإصلاح تتخلى عن هذه التشكيلات السياسية وتختار كل من التجمع الوطني الديمقراطي وحركة حمس لتمنحهما أصوات منتخبيها، علما أن حركة الإصلاح سبق وأن توصلت إلى اتفاق مبدئي بخصوص هذا الموضوع مع الحزبين المذكورين منذ سنوات ليتم التأكيد عليه بمناسبة هذا الموعد. وهذا التحالف لا يعني بالضرورة كافة الولايات حيث تترك حركة الإصلاح حرية التصويت لمنتخبيها في المناطق التي لا يحوز فيها الحزبان المدعمان على الأغلبية، أو عندما لا تتوفر في مترشحي هذين الحزبين الصفات الواجب توفرها للفوز بهذا المقعد المهم والحساس، بحيث يمكن لمنتخبي الإصلاح منح أصواتهم للمترشح الذي يرونه أكثر كفاءة وأهلا للفوز بمقعد في مجلس الأمة حتى وإن كان من تشكيلة سياسية أخرى نظرا للدور المهم الذي سيقوم به في حال وصوله إلى هذا المنصب. وبهذا القرار يجد التجمع الوطني الديمقراطي نفسه مرتاحا إزاء هذه الانتخابات التي سيقتحمها بدعم وتحالف من قبل حركة الإصلاح وكذا حزب العمال الذي أعلن هو الآخر الأسبوع الماضي عن منح أصوات منتخبيه للتجمع الوطني الديمقراطي، وهو ما سيمكنه من الاحتفاظ بمقاعده ليلعب دور الريادة لعهدة أخرى بالغرفة العليا للبرلمان بفضل هذا الدعم خاصة وأن حزب العمال يحوز حاليا على عدد معتبر من المنتخبين المحليين عبر العديد من ولايات الوطن والذين سيمنحون نقاطا إضافية لحزب السيد أحمد أويحيى. كما سيكون تحالف حركة الإصلاح مع حركة حمس فرصة لهذه الأخيرة لدعم موقعها بعد الخوف الذي ينتابها بخصوص تقلص حظوظها في هذا الموعد بسبب المشاكل الداخلية التي تعرفها الحركة.