يتوجه اليوم الثلاثاء ما يقارب ال 18 ألف منتخب محلي وولائي للإدلاء بأصواتهم في التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة للعهدة القادمة التي ستدوم 6 سنوات، حيث ستبتسم الكراسي ل 48 مترشحا من بين المترشحين لهذه الانتخابات، وينتظر المراقبون على الساحة السياسية أن يحتدم الصراع من أجل حصد المناصب الريادية في قصر الشهيد زيغود يوسف على تشكيلتي حزب جبهة التحرير الوطني وغريمه السياسي حزب التجمع الوطني الديمقراطي. فبعد صراع طويل خاضه المرشحون على المستوى المحلي لموعد 29 من الشهر الجاري، حيث جرت الانتخابات التمهيدية داخل كل حزب والتي أفرزت أسماء سيناط بها اليوم تمثيل أحزابها في الاقتراع السري الذي ستشهده قاعات المجالس المحلية والولائية المنتخبة على صعيد 48 ولاية هي مجموع ولايات الوطن، وكما هو معلوم فسيعرف هذا الاستحقاق مشاركة كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، حركة مجتمع السلم، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والجبهة الوطنية الجزائرية. ففي انتظار عملية تعيين وتجديد 24 عضوا من الثلث الرئاسي المقدر ب 48 عضوا- والتي يرجع فيها الحق دستوريا لرئيس الجمهورية من أصل 144 عضو تتكون بموجبها الغرفة العليا للبرلمان، يجري اليوم التنافس بين الآفلان الذي يحوز الأغلبية في قصر زيغود يوسف ب56 عضوا، 24 من بينهم انتهت عهدتهم الانتخابية وأصبحت مقاعدهم في المزاد الانتخابي. وغير بعيد عن الآفلان يأتي حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يحوز على 30 عضوا منتخبا، 18 من بينهم أنهوا العهدة، في حين تمتلك حركة مجتمع السلم 11 مقعدا وتعول حركة أبوجرة على إبقاء ال 8 مقاعد التي انتهت عهدتها، ويتزامن ذلك في ظل حركة الانشقاق التي تعرفها حمس منذ أزيد من سنة مضت. ومن ثمة فإن 72 مقعدا (48+ 24)ستكون بمثابة الهدف بالنسبة لكافة التشكيلات السياسية المتنافسة في هذه الاستحقاقات التي تمتد عهدتها إلى 6 سنوات حسب ما تنص عليه المادة 102 من الدستور، وتتم عملية التجديد النصفي للأعضاء في كل 3 سنوات وتجرى عبر اقتراع سري فيما بين أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية. وعودة إلى التحالفات السياسية والتي جرت في المدة الأخيرة، فقد أكد حزب جبهة التحرير الوطني نجاح هذه التحالفات حسب ما أكده لنا سعيد بوحجة العضو القيادي في الحزب العتيد، حيث نفى تضرر حزبه بالتحالف الجاري بين الأرندي وحسب لويزة حنون، مشددا على أن أكثر ما يقلق الآفلان هو الخلاف الداخلي، حيث وصل بوحجة إلى وصفهم بالعناصر العميلة والدخيلة على حزبه، مؤكدا انه سيتم إقصائهم من الحزب نهائيا في حالة إصرارهم على الترشح نهار اليوم. أما غريم الآفلان السياسي، حزب السيد احمد أويحيى يعول الدخول إلى هذه الانتخابات بقوة بعد الخرجة الأخيرة لحزب العمال وإعلان لويزة التحالف مع الأرندي وهي العملية استنكرها البعض على اعتبار حزب العمال والآفلان تتقاطع أفكاره مع حزب لويزة أكثر من الأرندي، لاسيما ما تعلق بتطبيق الخطط الاقتصادية. وفي حين يدخل حزب الدكتور سعيد سعدي هذه الانتخابات وهو محصور كالعادة في منطقة القبائل-بجاية وتيزي وزو- نظرا لعدم مقدرته على التنافس في المجالس المحلية والولائية المنتخبة الأخرى، حيث سيستفيد من مقاطعة حزب الدا حسين الذي قاطع على غرار حركة النهضة التي قاطعت هذا الحدث هي الأخرى. وكما تمت الإشارة إليه فإن المفاجأة الأخرى لهذه الاستحقاقات هي دخول حزب موسى تواتي معلنا كالعادة أنه سيحقق المفاجأة على شاكلة ما أحدثه في انتخابات 27 نوفمبر 2007 المحلية حيث احتل الرتبة الثالثة بعد أكبر تشكيلتين سياسيتين في البلاد.