أكد متدخلون في أشغال لقاء دراسي حول "إنشاء المؤسسات المصغرة" احتضنته أمس سوق أهراس على غياب فضاءات استقبال على مستوى البنوك فضلا عن غياب إطارات كفيلة بتوجيه وتأطير حاملي المشاريع في مجال استحداث مؤسسات مصغرة. كما تطرقوا لعدم إشراك هؤلاء الشباب في التخطيط لإنجاز المحلات التي تندرج في إطار برنامج رئيس الجمهورية. وأبرز رئيس المجلس الوطني الاستشاري لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السيد العربي رحموني خلال مداخلة قدمها بالمناسبة الصعوبات والعوائق التي كثيرا ما تعترض شباب حاملي مشاريع مصغرة حيث ركز على ضرورة تدعيمهم وتكوينهم المهني وتسيير مشاريعهم المستقبلية فضلا عن دعوته البنوك القيام بمتابعة حاملي المشاريع لضمان تسديد القروض الممنوحة. من جهته أشار مفتش مركزي للضرائب السيد فتحي ماضي إلى أنّ العديد من المستفيدين لم تتم متابعتهم ومرافقة مشاريعهم من طرف البنوك ما أدى إلى تغيير وجهتها وعجز أصحابها عن التسديد. وفي مداخلة أخرى بعنوان "تشخيص لواقع المرأة المقاولة في الجزائر" قدمت الأستاذة الجامعية كلثوم بوغالم عرضا عن آخر الإحصائيات المتعلقة بالاستثمار في المقاولة النسوية وأهم المعوقات التي تحد من إقبال المرأة على الاستثمار في مجال المقاولتية. وأشارت الاستاذة إلى نتائج دراسة الجمعية الوطنية "تويزة" بالجزائر العاصمة حول النساء الحاملات لمشروع أعد سنة 2008 شمل منطقة الجزائر العاصمة حيث عرف معدل النشاط النسوي ارتفاعا معتبرا خلال السنوات الأخيرة انتقل من 625 ألف العام 1996إلى أكثر من 1,4 مليون امرأة العام 2004. ولوحظ -حسب التحقيق- أن عدد النساء اللواتي يفضلن المقاولة يبقى "ضعيفا" جراء العديد من العراقيل التي تحول دون بروز هذه الفئة في هذا النشاط. وأوضحت المتدخلة "بأننا نجد تقنيين ومهندسين يملكون المعرفة العلمية والأفكار والطموح إلا أنهم يخافون ويترددون كثيرا في إنشاء مؤسساتهم في غياب المرافقة". وأضافت "يتضح أن هناك رغبة وإرادة قوية في اقتحام المرأة لعالم الأعمال الحرة" وهذا ما جسدته جمعية "تويزة" من خلال الإرادة والرغبة والقدرة على تحمل المسؤوليات والتحفيز النفسي للمرأة من قبل كل الأفراد المرافقين فضلا عن القدرة على تغيير النظرة التقليدية للمرأة وتطوير دورها. وعرضت المتدخلة ذاتها معطيات حول واقع الاستثمار النسوي في سوق أهراس واصفة إياه ب"الضعيف" بسبب ذهنية وتقاليد وعادات المنطقة، مقترحة في السياق حلولا لتوعية وتحسيس المرأة بالمنطقة خاصة المرأة الريفية وضرورة الإقبال على استغلال الفرصة الممنوحة لها في هذا المجال. أما رئيسة الجمعية الوطنية للنساء الجزائريات السيدة ياسمينة طاية فأشارت إلى أن "مشاركة الجمعية في هذه المبادرة المحلية يأتي لإبراز دورها في إدماج المرأة في عالم المقاولاتية خاصة وأن الدولة سخرت إمكانيات هائلة وضخمة لإنشاء مختلف الآليات التي تستهدف كل شرائح المجتمع. وأشارت رئيسة الجمعية إلى تنظيم عديد الدورات التكوينية خاصة بعدما تم إبرام اتفاقية مع الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة مبرزة أيضا أن جمعيتها تمنح كل سنة جوائز لأحسن صاحبة أعمال أو المؤسسة التي تساهم بطريقة ملموسة في إدماج المرأة في عالم الشغل، معلنة أنه برسم السنة الجارية ستمنح يوم 14 جانفي المقبل "الجائزة الشرفية" إلى السيد مدير الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة فضلا عن جائزة "أحسن امرأة" صاحبة أعمال للعام 2009 وذلك في نفس التاريخ لفائدة قطاع الثقافة والسياحة.