توّجت مساعي الجزائر لدى الأممالمتحدة لتجريم دفع الفدية للإرهابيين مقابل إخلاء سبيل الرهينة المختطفة بتبني مجلس الأمن لمشروع قرار يساهم في تجفيف أهم منبع لتمويل الإرهاب. وصادق مجلس الأمن في دورته 6247 المنعقدة الخميس الماضي على اللائحة رقم 1904 تتضمن تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية نزولا عند طلب تقدمت به في هذا الشأن ودافعت عنه باستماتة، وقامت بمساعي دبلوماسية كبيرة لدى الأعضاء الدائمة العضوية بمجلس الأمن خاصة بعدما تبنى الاتحاد الإفريقي لائحة في هذا السياق. ومن المنتظر أن تساهم اللائحة في سد الفراغ في نصوص الأممالمتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب كما سيعزز ذلك الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإجرامية. ويلزم نص القرار الذي تم نشره على موقع الأممالمتحدة على شبكة الانترنت جميع الدول باحترام نصها فيما يخص منع دفع الفدية للإرهابيين المصنفين في قائمة الأممالمتحدة ضمن الجماعات الإرهابية منها تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وتضمن القرار الذي جاء مكملا للائحة رقم 1373 المتعلقة بتجفيف منابع الإرهاب ومحاربته واللائحة 1267 الخاصة بتمويل نشاطات الجماعات الإرهابية انشغال المجموعة الدولية إزاء تزايد عدد الحوادث التي تنطوي على قيام أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات مرتبطة بتنظيم القاعدة أو حركة طالبان باختطاف أشخاص وأخذهم كرهائن بغية جمع الأموال أو انتزاع تنازلات سياسية. وفي هذا السياق شدد القرار على ضرورة ان تعمل جميع دول العالم على "تجميد الأموال والأصول المالية أو الموارد الاقتصادية للعناصر الإرهابية والجماعات والمؤسسات والكيانات، بما في ذلك الأموال المتأتية من ممتلكات تخصهم، أو تخص أفرادا يتصرفون نيابة عنهم أو يأتمرون بأمرهم، أو يتحكمون فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وكفالة عدم إتاحة تلك الأموال أو أي أموال أو أصول مالية أو موارد اقتصادية أخرى لفائدة هؤلاء بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق رعاياها أو أشخاص موجودين في أراضيها". وكانت الجزائر اشتغلت منذ قرابة سنتين على ملف منع دفع الفدية وقامت بمساعي دبلوماسية على أكثر من صعيد، وحذّرت جميع دول العالم من خطورة الظاهرة (دفع الفدية للإرهابيين) كونها تطيل عمر الإرهاب وتقوي نشاط العناصر الإجرامية. وعليه فإن استصدار مجلس الأمن لهذا القرار يعد خطوة متقدمة في مجال التشريعات الدولية للقضاء على ظاهرة دفع الفدية في انتظار اصدار تشريع دولي صريح وخاص بمكافحة دفع الفدية للجماعات الإرهابية للحد من الظاهرة التي تهدد الأمن الدولي. ونجحت الجزائر في إقناع الدول بتبني هذا النص بعد أن قادت مساعي لدى كل روسيا والولايات المتحدةالأمريكية وكذا بريطانيا التي يقال أنها لعبت دورا محوريا في استصدار هذه اللائحة وهي التي رفضت شهر ماي الماضي منع فدية لعناصر إرهابية اختطفت الرعية البريطانية ايدوين داير منذ جانفي 2009، وأمام هذا الرفض أقدمت الجماعة الإجرامية على اغتيال السائح البريطاني في بداية شهر جوان الماضي.